هاري.. الأمير الأول في المحكمة منذ ١٣٠ عاما

منذ القرن التاسع عشر، لم يتقدم أحد أفراد العائلة الملكية لمنصة الشهادة بالمحكمة، وكان آخر الشهود رفيعي المستوى هو الملك إدوارد السابع، جد الأمير هاري، والابن الأكبر للملكة فكتوريا.

إبان تقدمه للشهادة، لم يكن ألبرت إدوارد قد أصبح ملكا بعد، بل ولي العهد وأمير ويلز الشاب، ففي العام ١٨٧٠، اتهمته سيدة بأنه على علاقة معها، ما دفع الأمير للتقدم للمحكمة طواعية للإدلاء بشهادته في الأمر حسب صحيفة الجارديان.

مجددًا في العام ١٨٩١ ظهر الأمير في المحكمة للإدلاء بشهادته، هذه المرة تعلقت الشهادة بأزمة تشهير متعلقة بلعب الكروت، المقامرة. وفي العام 1901، أسدل الملك إدوارد الستار عن ذلك الجانب من حياته، وتولى الحكم رسميا.

بدأت مجريات المحاكمة بالفعل الشهر الماضي، حيث استُعرضت مزاعم متعلقة بقيام صحافيين من مجموعة ميرور أو محققين يعملون لصالحهم باختراق هواتف وارتكاب أعمال غير قانونية للحصول على معلومات عن الأمير وآخرون.

فالأمير ليس المتضرر الوحيد في القضية إذ أن هناك أكثر من 100 مدع بينهم شخصيات شهيرة وبارزة، غير أن قضية الأمير وثلاثة آخرين اختيرت فقط كقضايا اختبار ضد المؤسسة التي تُصدر عدد من الصحف الشهيرة بدورها، مثل ديلي ميرور وصنداي ميرور وصنداي بيبول.

مجموعة ميرور قامت بخطوة استباقية مع بدء المحاكمة، حين اعتذرت مع اعتراف أن صحيفة صنداي بيبول سعت في إحدى المرات للحصول على معلومات بشكل غير قانوني عن الأمير ما يُعطيه حق الحصول على التعويض، بينما رفضت المجموعة اتهاماته الأخرى، مؤكدة أنه لا يملك أدلة على الادعاءات.

غير أن محامي المدعين، ديفيد شيربورن أكد بدوره أن الاتهامات تمت بمعرفة وموافقة كبار المحررين والمديرين التنفيذيين، كما ذكر الصحافي كاتب سيرة الأمير الذاتية، أحد الأسماء التي يعتقد أنهم كانوا على علم بمسألة اختراق الهواتف، وهو رئيس التحرير السابق بيرس مورغان.

نفى مورغان بدوره تورطه في أي سلوك غير قانوني واتهم الأمير البريطاني في الوقت ذاته بانتهاك خصوصية عائلته. وترك مورغان قد ترك وظيفته كمقدم في برنامج صباحي تلفزيوني بعد أن أدلى بتصريحات لاذعة عن ميغان ماركل.

• ولد الأمير هاري دوق ساسكس في العام ١٩٨٤، للملك تشارلز الثالث، ولي العهد آنذاك وطليقته الراحلة الأميرة ديانا. ليُصبح بذلك الثالث على تراتبية وراثة العرش في ذلك الوقت.

• أمضى الأمير ١٠ سنوات في القوات المسلحة، حيث أدى خدمته في أفغانستان قبل أن تنتهي خدمته في العام ٢٠١٥.

• في العام ٢٠٢٠ أثار الأمير الجدل وزوجته الأميركية ميغان ماركل، بعد أن أعلنا التراجع عن أداء مهامها الملكية رسميا، والابتعاد عن دائرة الضوء في المملكة المتحدة، مع تقسيم وقتيهما ما بين الولايات المتحدة وموطن الأمير.

• في العام التالي أفصح الثنائي بالتفصيل عن ما واجهها من مصاعب في معية العائلة الملكية البريطانية وتحت مجهر الإعلام، وذلك أثناء مقابلة مطولة مع مقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري.

خلال البرنامج، أفصح الثنائي عن أن بعض أفراد الأسرة تساءلوا عما سوف يُصبح عليه لون بشرة الطفل أرتشي، الذي تنتمي جدته للأميركيين ذوي الأصول الأفريقية.

• في يناير من العام الجاري، تصدر اسم الأمير الصحف مجددا عندما نشر سيرته الذاتية الخاصة بعنوان Spare أو بديل، الذي تعرض فيه الأمير لأزمته مع فقد والدته بشكل مبكر، فضلا عن تخبطه في مرحلة المراهقة وبداية الشباب وخلافاته مع أخيه الأكبر التي وصلت حد الشجار بالأيدي، وفقا لموقع Time out.

• أزمة الأمير الحديثة مع اختراق الهواتف والتعدي على الخصوصية لا تعتبر بأي حال الأولى في عالم الصحافة والإعلام البريطاني، فمنذ أوائل القرن العشرين تتصاعد اتهامات واسعة باختراق البريد الصوتي للهواتف من قبل بعض الصحف والمؤسسات المملوكة لرجل الأعمال الأميركي روبرت ميردوخ.

• بدأت سلسلة من حوادث الاختراق في التكشف عندما نشرت صحيفة نيوز أوف ذا وورلد، خبر حول إصابة الأمير ويليام في ركبته، الأمر الذي لم تفصح عنه أي جهات رسمية حتى توقيت النشر، ما دفع الفريق الخاص بالأمير للظن في أن بريد الأمير الصوتي مخترق، وأثناء تحقيقاتها، وجدت الشرطة أن الأمير ويليام لم يكن الضحية الوحيدة لمحرري الصحيفة وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

• عن طريق التعاون مع المحققين المستقلين، عمد محرري الصحيفة المملوكة لميردوخ على استهداف البريد الصوتي الهاتفي لشخصيات شهيرة للحصول على معلومات حصرية، عن الضحايا في جرائم القتل أو العنف المثيرة.

• للحصول على سبق صحافي، اخترق الصحافيون كذلك بريد هاتف فتاة بريطانية مختطفة تدعى ميلي داولر وعبثوا بترتيب الرسائل على هاتفها، ما أعطى لذويها أملا زائفا أنها على قيد الحياة، قبل أن يتأكد مقتلها لاحقًا.

• في العام ٢٠١١ طبعت الصحيفة آخر أعدادها بعد أن اعترفت الشركة المالكة بحجم ونطاق عمليات الاختراق داخل المؤسسة الصحافية، وظهر العدد الأخير وكُتب على غلافه "نشكركم.. ومع السلامة".