مأساة الهند ليست الأولى.. قطارات حصدت آلاف الأرواح حول العالم

في تصريحاته لوكالة الأنباء الهندية اليوم، أعلن وزير السكك الحديد الهندي، أشويني فيشناو أن التحقيقات قد بينت بالفعل سبب الحادث والمتسببين فيه، لكنه فضل عدم الإدلاء بتفاصيل قبل صدور تقرير التحقيق النهائي كما ذكرت وكالة فرانس برس.

لجأت صحيفة تايمز أوف إنديا لتقرير يتضمن نتائج التحقيق الأولية أيضًا، مرجحة أن مأساة الأحد تعود لـ"خطأ بشري" في تنظيم الإشارات المرورية، إذ أن قطار كوروماندا اكسبريس، أُعطي الضوء الأخضر للسير على السكة الرئيسية بيد أن مساره قد تغير على يد أحدهم.

تسبب ذلك التغيير غير المتوقع في اصطدم القطار وركابه بسرعة حوالي 130 كيلومتر في الساعة بقطار الشحن.

تحقيقات مطولة تُجرى عادة للكشف عن المتسبب الرئيسي في حوادث القطارات، ولكن دائما يدفع جمهور الركاب الفاتورة الباهظة لكل اصطدام، سواء في الهند أو غيرها من البقاع حول العالم.

في سريلانكا فقد حوالي ألف و٧٠٠ شخص حياتهم على متن القطار المعروف باسم "ملكة البحار" في العام ٢٠٠٤، بعد ساعتين فقط من انطلاقه في رحلة معتادة.

فيما تُعتبر كارثة قطار سريلانكا هى الأسوأ في السجلات التاريخية من حيث عدد الوفيات، إلا أن المتسبب فيها لم يكن آدمي أو هندسي، بل موجة بحرية مثلت قوى الطبيعة وأزاحت القطار من على القضبان وملأت عرباته بالمياه، مما تسبب في مقتل أغلب ركابه، ويعتقد أن الناجين من الحادث لم يتعدوا ٢٩ شخصا بحسب صحيفة الغارديان.

أما أسوأ الحوادث في تاريخ الهند على الإطلاق، وقعت في العام ١٩٨١ بالتحديد في ولاية بيهار الشرقية، إذ باتت الحادثة لاحقًا تُعرف بهذا الاسم، وراح ضحيتها ما بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ شخص.

وتتشابه مجريات المأساة الهندية بكارثة سريلانكا إذ كانت المياه حاضرة، حيث تسبب خروج القطار عن مساره في سقوط ٧ عربات من أصل ٩ في نهر باغماتي.

وفي حين ما يزال السبب الرئيسي للواقعة غير مؤكد، تشير الموسوعة البريطانية أن بعض التقارير كانت قد رجحت أن مهندس القطار قد استخدم المكابح بحدة لتجنب بقرة تسير على القضبان.

إحدى كوارث السكك الحديد الأبرز، صنفت في فترة من الفترات "سّرا عسكريا"، إذ أنها وقعت زمن الحرب العالمية الأولى، على متن قطار كان من المفترض أن يقل جنود محاربين من ساحة القتال لرؤية ذويهم في عطلة عيد الميلاد عام ١٩١٧.

إلا أن القطار سقط من أعلى منحدر في منطقة سانت ميشيل دى مارين، وأدى تتابع سقوط العربات إلى تراكمها في كومة واحدة، وأصبح من العسير التعرف على هويات الضحايا، وبحسب موقع France Tv Info، يعتقد أن الحادث أودى بحياة ما يزيد عن ٦٧٥ شخص.

المنطقة العربية ليست أوفر حظًا فيما يتعلق بكوارث السكك الحديد، ففي مصر على سبيل المثال وقع حادث قطار مروع في فبراير من العام ٢٠٠٢ عندما اندلع حريق في إحدى عربات القطار، وامتدت من عربة لأخرى أثناء سير القطار المشتعل مسافة ٩ كيلومترات.

وأودى الحادث بحياة أكثر ٣٦٠ شخصا، احترق بعضهم بشكل كامل أثناء محاولة الهرب من نوافذ القطار المزودة بقضبان حديدية، وأرجعت السلطات حينها سبب الحادث لاستخدام أحد الركاب لموقد نيران صغير.

في مصر تتكرر حوادث القطارات بشكل مستمر، فوفقًا لإحصاء أعدته هيئة السكك الحديدية بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بلغ عدد الحوادث بين العام ٢٠٠٦ و ٢٠١٦ أكثر من 12 ألف حادث.

تمتلك الهند أيضًا سجل حافل بحوادث قطارات حصدت مئات الأرواح، أكثرها فداحة ربما حادث ولاية بيهار الذي أودى بحياة ٨٠٠ شخصًا على الأقل، وتمتد القائمة لتشمل:

• حادث فيروز أباد الذي خلف أكثر من ٣٠٠ قتيل في العام ١٩٩٥، بعد أن منح موظف الضوء الأخضر لقطار سريع قبل أن يدرك أن مساره ليس خاليًا،

• توفي ٢٨٥ شخصًا في محطة غايسال عام ١٩٩٩ جراء تصادم قطاري ركاب، في حادث ناجم عن خطأ بشري.

• قبل ذلك بعام واحد فقط، اصطدم قطار Sealdah Express بقطار خرج عن مساره، مما أدى لمقتل ما أسفر 210 شخص على الأقل.

• عام ٢٠١٠ اصطدم قطار مكتظ بالمسافرين بقافلة شحن ما أدى لمقتل 146 شخص وإصابة أكثر من ٢٠٠ آخرين، وأعلنت الشرطة آنذاك أن حركة التمرد الماوية تسببت في الحادث عبر أعمال تخريبية.

• عام ٢٠١٦ انحرف قطار سريع عن القضبان في رحلة بين اندوري وباتنا وعلى متنه حوالى 2000 شخص ما أدى إلى مقتل 146 شخصًا وإصابة حوالى 180 آخرين.