من الحظيرة إلى البركان.. أضحية بالحيوانات لـ"نيل رضا الآلهة"

يعقد الطقس الخطير في كل عام أثناء مهرجان يُعرف باسم "يادنيا كاسادا"، ويحل في اليوم الرابع عشر شهر "الكاسادا" في التقويم القمري الهندوسي، لتكريم الآلهة بشكل رئيسي، وعادة ما يلتزم التنجيريون بالاحتفال السنوي، وهم أحد الجماعات المحلية التي تسكن أعالي جبل برومو، وذلك وفقًا لموقع Indonesia Travel.

يبدأ سكان القرى الجبلية في الاستعداد للاحتفال بشكل مبكر، إذ يجتمعون بداية في معبد لدى سفح الجبل، للتعبد والصلاة وطلب البركة من الآلهة، قبل الانتقال في موكب مهيب إلى القمة، وحتى حواف الفوهة البركانية، حيث يبدأ التنجيريون في إلقاء كل ما لذ وطاب إلى الحمم البركانية، أطعمة ونقود وغلال وأغنام وطيور.

قبل عشرات القرون، تقدم أول رجل وامرأة من فوهة البركان الثائرة، وفقًا للأساطير القديمة، ليقيموا الطقس الذي استمر حتى يومياتنا المعاصرة.

بدأ الأمر عندما عجزت الأميرة رورو أنتنغ وزوجها جوكو سيغر، عن إنجاب طفل بعد سنوات طوال من الزواج، ما دفعهم لتسلق قمة الجبل، ولتوسل للآلة كي يمنحوهما طفلًا، جاء رد الآلهة في الأسطورة شديد الكرم إذ منحتهما ٢٤ طفلًا لتضج حياتهما بالحياة والضحكات.

كان هناك شرطًا قاسيًا رغم ذلك، أن تضحي الأسرة بالطفل الـ٢٥ في فوهة البركان، وبالرغم من فداحة الشرط، استجابت الأسرة واتبعها آلاف الإندونيسيون منذ ذلك الحين.

بالعودة إلى الحاضر، حيث تُلقى آلاف المنتجات الغذائية الطازجة في الفوهة البركانية، يعمد بعض السكان من غير المنتمين للشعب التنجيري إلى صعود الجبل برفقة المحتفلين، لا للتضحية بإنتاج مزارعهم، ولكن لمحاولة التقاط الخيرات التي تسقط في النيران.

يحمل هؤلاء الشباك، ومختلف الأدوات كي يحاولوا اقتناص بعض من المنتجات الملقاة في فوهة البركان، فما يعتقد المتعبدين أنه تضحية للآلة تُبارك حيواتهم، يراها آخرون إهدارا للأغذية، يسعون للاستفادة منه، ولو عبر تسلق فوهة بركان.