مجتمع
.
في مايو من عام 1978 كان أحد المارة يسير في الحرم الخاص بجامعة إلينوي الأميركية بولاية شيكاغو حينما وقعت عيناه على طرد مقفل ومعنون للإعادة إلى البروفيسور باكلي كريست جونيور الأستاذ بجامعة نورث وسترن.
البروفيسور باكلي لم يتعرف على الطرد واستدعى أمن الجامعة لتنفجر العبوة عند فتحها لتصيب رجل الأمن بجروح ويصبح أول ضحية لتيد كازينسكي أو Unabomber كما عرف لاحقا.
تيودور كازينسكي توفي في محبسه السبت عن عمر ناهز 81 عاما في مركز طبي بسجن اتحادي في ولاية نورث كارولاينا بالولايات المتحدة فيما أشارت مصادر لصحيفة نيويورك تايمز إلى أنه مات منتحرا.
3 قتلى و23 مصابا هم حصيلة ضحايا القنابل التي زرعها تيد على مدار ١٨ عاما استهدف خلالها رجال أعمال وأكاديميين وخطوط طائرات ومدنيين عشوائيا حتى عام 1995 في واحدة من أكثر المطاردات إثارة وتكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
"عقل يسير على قدمين" هذا هو وصف أحد زملاء دراسة كازينسكي الذي ولد لعائلة من أصول بولندية، من فتى وحيد تبدو عليه سمات العبقرية في مجال الرياضيات البحتة إلى عزلة ريفية ثم قاتل إلى متطرف يقبع في السجن لربع قرن من الزمان كانت محطات حياة تيد الذي استلزم الوصول إليه فريق بحث وصل عدده إلى 150 محققا ومحللا من مكتب التحقيقات الفيدرالي.
استطاع الفتى كازينسكي المولود عام 1942 أن يحقق 167 في اختبارات الذكاء "IQ" ما يعني أنه عبقري التحق بجامعة هارفارد وهو ابن 16 ربيعا ليلتحق بمجال الرياضة البحتة ويقدم أطروحته للدراسات العليا بجامعة ميشيغان، لدرجة أن عضوا في لجنة أطروحته قدر أن 12 شخصا فقط في البلاد يفهمونها وليصبح في سن الخامسة والعشرين أستاذا مساعدا في جامعة كاليفورنيا.
في سولت لايك سيتي بولاية يوتاه الأميركية دخل كازينسكي أحد متاجر الحواسيب الآلية عام 1987 لينفذ جريمته رقم 12 بترك قنبلة أصابت ابن صاحب المتجر بجروح بليغة لكن إحدى الموظفات تذكرت ملامح من ترك الطرد الذي انفجر لاحقا لتتمكن الشرطة الأميركية لأول مرة من رسم ملامحه عبر وصف الموظفة.
مطلع سبعينيات القرن العشرين قرر كازينسكي الانقطاع ليس فقط عن جامعته بل عن الحضارة كلها، فبنى كوخا يعيش فيه بريف ولاية مونتانا شمالي الولايات المتحدة حتى القبض عليه حيث تخلى عن المياه الجارية وبات يقرأ على ضوء الشموع، وتوقف عن تقديم الإقرارات الضريبية الفيدرالية.
بعد 6 سنوات من التوقف عاد تيودور لممارسة عمله عام 1993 بزرع قنبلتين خلال 48 ساعة استهدف خلالها عالم جينات في جامعة كاليفورنيا وعالم كمبيوتر بارز أسفرت إصابته عن بتر عدد من أصابعه.
وسط التحقيقات ومحاولات الوصول لصاحب القنابل، وصل بيان من 35 ألف كلمة عام 1995 إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي يقدم فيه أسباب ما يفعل لتنشره صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، حيث جادل بأن الضرر الذي يلحق بالبيئة والآثار المنفردة للتكنولوجيا كانت معيبة لدرجة أنه يجب تدمير الأسس الاجتماعية والصناعية للحياة الحديثة.
لفت البيان المنشور نظر ديفيد شقيق تيد الذي لفت نظره البيان المنشور في الصحافة الأميركية ليقدم لمكتب التحقيقات الفيدرالي خطابات ووثائق كتبها أخوه، والتي أظهرت تشابها مع أسلوب البيان، ليوفر هذا التحليل الأساس لأمر تفتيش.
بعد أيام من أسوأ الأعمال الإرهابية في تاريخ الولايات المتحدة حيث قتل 168 شخصا في تفجير المبنى الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما في حادث ليس له علاقة بكازينسكي، وصل طرد إلى مكتب ساكرامنتو التابع لجمعية الغابات في كاليفورنيا، وهي مجموعة ضغط في صناعة الأخشاب، كانت موجهة إلى رئيس جمعية سابق، ولكن تم فتحها من قبل خليفته، جيلبرت بي موراي، الذي قتل في الانفجار ليصبح آخر ضحايا كازانيسكي عام 1995 قبل القبض عليه في العام اللاحق بواسطة 40 عنصر من رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي.
بين عامي 2017 و 2020، أصدرت Netflix سلسلة وثائقية عنه حيث حافظ على المراسلات البريدية مع الآلاف من الناس.
بالنسبة للشباب الذين يعانون من تبعات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ويخافون من الاحتباس الحراري، بدا أن Unabomber يتمتع بقوة تنبؤية تفوق الأدلة المتاحة له.
جاك السفاح: أو "Jack the Ripper"، ظهر القاتل في منطقة وايت تشابل بلندن عام 1888 وقتل خمس نساء - جميعهن عاهرات - وشوه جثثهن. وتوقعت الشرطة أن القاتل جراح أو جزار. سخر القاتل من المجتمع والشرطة بإرسال رسائل تبرر أفعاله ولم يتم التعرف على القاتل مطلقًا.
جيفري دامر: بدأ جيفري دامر القتل في عام 1978، بعمر 18 عامًا فقط، ولم يتم القبض عليه حتى عام 1991، بعد أن هرب أحد ضحاياه وقاد الشرطة إلى منزل دامر في ميلووكي، ويسكونسن. وعثر على تفاصيل مروعة داخل شقته لصور الجثث المشوهة والأشلاء المتناثرة، حتى أنه كان لديه وعاء من حمض يستخدمه للتخلص من الضحايا. إجمالاً ، قتل دهمر 17 شخصًا ، معظمهم من الشباب الملونين. قضى فترة في السجن مرتين - المرة الأولى بتهمة التحرش والمرة الثانية للقتل - وقُتل على يد زميل له في عام 1994.
هارولد شيبمان: معروف أيضًا باسم "د. الموت"، يعتقد أنه قتل ما لا يقل عن 218 مريضا، على الرغم من أن العدد الإجمالي من المحتمل جدا أن يكون أقرب إلى 250.
عمل هذا الطبيب في لندن وبين عامي 1972 و 1998 عمل في مكتبين مختلفين، أساءت الشرطة التعامل مع التحقيق، وظل شيبمان يقتل حتى أصبح جشعًا وحاول اختلاق وصية لضحية ذكرت أنه مستفيد، مما ولد حالة شك لدى ابنة الضحية. أدين أخيرًا في عام 2000 وانتحر أثناء وجوده في السجن في عام 2004.
بيدرو لوبيز: يرتبط اسم بأكثر من 300 جريمة قتل في مسقط رأسه كولومبيا وفي الإكوادور وبيرو. ما لا يقل عن ثلث جرائم القتل هذه كانت من النساء القبليات.
بعد اعتقال لوبيز في عام 1980، عثرت الشرطة على قبور أكثر من 50 من ضحاياه. وأدين فيما بعد بقتل 110 فتيات في الإكوادور واعترف بارتكاب 240 جريمة قتل أخرى في كولومبيا وبيرو.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة