في مؤتمر صحفي السبت، أعلنت السلطات السعودية عن وصول حوالي مليون و٦٠٠ ألف حاج إلي الأراضي المقدسة، عبر البحر والجو والبر، قادمين لأداء الشعائر، فيما تتوقع المملكة أن يصل أعداد زوارها من الحجيج إلى ٢ مليون ساعين إليها من ١٦٠ دولة حول العالم، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ذلك التزايد المضطرد في أعداد الحجيج، يعيد للأذهان إرث ما قبل الجائحة، إذ ازدحمت مكة المكرمة في موسم الحج للعام ٢٠١٩ بحوالي ٢ ونصف مليون حاج، قبل أن تلقي الجائحة بظلالها على أحلام الحجيج في شتى بقاع العالم، وتُقصر أداء الشعائر لمدة عاميين متتاليين على أعداد قليلة فقط من المقيمين داخل المملكة.

في العام ٢٠٢٠، بينما كان العالم ما يزال يعاني مع آلاف الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا، وضعت المملكة معايير صارمة لمن يحظون بأولوية فرصة أداء شعائر الحج من المقيمين بالمملكة من غير السعوديين، وبلغت نسبتهم آنذاك ٧٠٪ من إجمال أعداد الحجيج للعام ذاك.

من بين تلك المعايير خلو الحاج من الأمراض المزمنة، كما أن يقع في الفئة العمرية بين ٢٠ و ٥٠ عام فقط إضافة إلى خضوعه لفحص مخبري يثبت خلوه من فيروس كورونا، حسب وكالة الأنباء السعودية، ليبلغ عدد الحجيج لعام الجائحة حوالي ١٠ آلاف حاج فقط.

في العام التالي، بدأت الأعداد بالتزايد، ومُنحت فرصة أداء الشعائر لبضعة عشرات من الآلاف، أيضا من المقيمين أو المواطنين المتواجدين داخل أراض المملكة العربية السعودية، وبلغ عدد الحجيج الإجمالي حسب الهيئة العامة للإحصاء السعودية حوال ٥٨ ألف حاج و ٧٤٥.

بحلول العام الماضي، كانت أجواء الحج بدأت العودة لطبيعتها، إذ شارفت أعداد الحجيج للعام ٢٠٢٢ حوالي مليون حاج، أو بالأخرى ٨٩٩ ألف حاج ٣٥٣ من بينهم ٧٧٩ ألف حاج و ٩١٩ ضيوف الرحمن القادمين من خارج المملكة.

بالرغم من الزحام ومشقة الطواف، حرارة الشمس والهرولة حول المسجد الحرام، يعتبر بعض الحجيج تلك المشقة، عملا مقربا لقلوبهم، بل ربما كما يصف بعضهم أجمل أيام الحياة.

بالقرب من الكعبة المكرمة، يتحدث الموظّف المصري المتقاعد السيد عبد العظيم (65 عاما) إلى وكالة الأنباء الفرنسية، فيؤكد بعد وصول إلى المسجد الحرام أن حُلم أداء الفريضة يراوده منذ حوالي ٢٠ عاما كاملة، قضاها في الإدخار من أجل هذه اللحظة، يقول الحاج المصري "لقد أصبح الحُلم حقيقة".

إلا أن فاتورة تحقيق حُلم عمره عقود جاءت مكلفة، فالحاج المصري اضطر لدفع مبلغ قدره حوالي ١٧٥ ألف جُنيه مصري لأداء الشعائر هذا العام أي حوالي ٥٦٠٠ دولار أميركي.

الحاجة نجوى تونسية الجنسية قد انتظرت طويلا أيضا، أن تطأ قدمها المسجد الحرام، وتؤدي شعائر الحج للمرة الأولي في العمر، إلا أن السنين مرت واحدة تلو الأخرى، دون أن يظهر اسمها في قرعة الحج، ١٣ عاما كاملة مرت، حسب وصفها لوكالة رويترز، دون بارقة أمل، إلى أن ظهر أسمها أخيرا هذا العام.

لم تكن تلك نهاية التحدي بالرغم من ذلك، إذ اكتشفت نجوى أن تكاليف أداء المناسك تجاوزت ميزانيتها الموضوعة مسبقا، لتتجاوز التوقعات، وتترك الامرأة الستينية في خيار حرج، هل تتنازل عن اسمها في كشوف القرعة وتنتظر سنوات أخرى أو تحاول تدبير المبلغ.

وصلت زيادة التكاليف بحسب نجوى إلى ثلاث آلاف دينار، أي حوالي ألف دولار أميركي، لكنها عزمت الحج، ما دفعها لبيع ما تملك من مصوغات وتلجأ لمساعدة أبنائها كي لا تضيع فرصة العمر في زيارة بيت الله الحرام.

فيما تؤرق الأزمات الاقتصادية بعض الحجيج الذين تمكنوا بالكاد من الفوز بفرصة أداء المناسك، تأتي التغيرات الدولية والظروف السياسية في صالح حجاج آخرون، الأفواج القادمة من إيران على سبيل المثال، التي تشهد علاقتها الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية تحسنا بالغا.

على حافلة خاصة بالحجيج الإيرانيين، يصل محمد حسني إلى مكة المكرمة بملابس الإحرام بينما تعلو وجهه ابتسامة واسعة، في الفندق حيث من المفترض أن يستقر وزملائه في مكة المكرمة، تستقبلهم لافتات التهنئة بالفارسية على أداء فريضة الحج.

تحسن العلاقات بين البلدين يروق لحسني، كما أوضح في تصريحات لوكالة رويترز، إذ يعتقد أن تحسن العلاقات الدبلوماسية سوف يحسن تجربة الحج للإيرانيين فيقول: "أنا سعيد للغاية أن العلاقات تتحسن بين السعودية وإيران، ففي النهاية هما دولتين مسلمتين ودودتين..ذلك التقديم سوف يحسن أجواء زيارة المسلمين لبيت الله".

• يوم التروية - ٨ ذي الحجة

تبدأ معه أعمال الحج، بالتوجه إلى منى في الضحى، ويجب على الحاج المتمتع في هذه الحالة أن يُحرم مجددا، والذهاب إلى منى والمبيت فيها سنة نبوية.

في منى، يصلي الحاج / الحاجة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر.

• يوم عرفة - ٩ ذي الحجة

يتضمن اليوم أداء الركن الأعظم من الحج، والذي لا يتم الحج بدونه، وهو الوقوف بجبل عرفه، والذي يتوجه إليه الحاج مع طلوع شمس اليوم التاسع.

هناك، يمضي الحاج وقته في الذكر والدعاء، ويصلي كلا من الظهر والعصر ويجوز له الصلاة جمع تقديم مع القصر أو جمع تأخير.

بعد ذلك ينتقل الحاج إلى المزدلفة، حيث يمضي وقته في الذكر والدعاء حتى طلوع شمس اليوم التالي، وفيها يصلي كلا من المغرب والعشاء والفجر اتباعا للسنة النبوية.

• يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى) - ١٠ ذي الحجة

في يوم النحر يرمي الحاج"جمرة العقبة الكبرى" عبر سبع حصيات متعاقبة، كما ينحر الحاج / الحاجة، كما يحلق الحاج رأسه أو يقصر شعره.

يعود الحجيج أيضا إلى مكة لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة لسبعة أشواط تنتهي عند المروة.

و مع أداء شعائر رمي الجمرات والحلق أو التقصير والطواف، الثلاثة كاملة، يتحلل الحاج التحلل الأكبر، أي أن تحل له كل محظورات الإحرام.

• أيام التشريق - ١١ و١٢ و١٣ ذي الحجة

هى الأيام الثلاث المتبقية في عيد الأضحى المبارك، ويبيت الحاج خلالها في منى ما إذا أراد اتباع السنة وخلال تلك الأيام يرمي الجمرات الثلاثة.

قبل مغادرة البيت الحرام، يطوف الحجيج للمرة الأخيرة فيما يُعرف بطواف الوداع الذين يختلف حوله علماء المذاهب، فيراه الحنفية والحنابلة فريضة فيما يراه المالكية سنة، قد يسقطها الحاج إذا أراد.