"الموت عملا" يتفاقم.. كيف تعرفه لتحمي نفسك؟

اكتشف باحثون في جامعة ستانفورد تأثير التوتر في مكان العمل على تكاليف الرعاية الصحية والوفيات في أميركا التي تصل إلى ١٩٠ مليار دولار سنوياً، ما يعادل ٨٪ من إجمالي النفقات الصحية الوطنية، ونتائجها كانت وفاة ما يقارب 120 ألف شخص سنوياً، بينما يظهر على آخرين أعراض الإكتئاب.

وفقًا لدراسة حديثة من قِبَلِ منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 615 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مشاكل الاكتئاب والقلق. وتشير الدراسة أيضًا إلى أن هناك تكلفة اقتصادية هائلة تقدر بحوالي تريليون دولار سنويًا يتكبدها القوى العاملة العالمية نتيجة فقدان الإنتاجية الناجمة عن هذه الحالات الصحية.

يحدث الإرهاق المهني عندما تتعرض للإجهاد على المدى الطويل في عملك، أو عندما يعمل الموظف في دور يستنزفه جسديًا أو عاطفيًا لفترة طويلة.

تشمل العلامات الشائعة، حسب منظمة Mental Health البريطانية:

• الشعور بالتعب أو الإرهاق معظم الوقت

• المماطلة في العمل.

• الشعور بالعجز أو الهزيمة.

• الشعور بالانفصال أو الوحدة في العالم.

• التفاؤل السلبي أو الساخر.

• الشك في النفس.

للحكومات والمنظمات دور أساسي في تكوين بيئة عمل صحية لمعالجة هذه المشكلة، بحسب اقتراح صدر من منظمة العمل الدولية، على الحكومات وأصحاب العمل والعمال اتخاذ سلسلة من الإجراءات:

تحديد فترات العمل.

تنظيم فترات الراحة اليومية والأسبوعية.

تأمين إجازة سنوية مدفوعة الأجر، وحماية حقوق العمال العاملين في فترات الليل

تعزيز مبدأ المعاملة المتساوية للعمال ذوي الدوام الجزئي.

من بين أبرز الدول التي يعاني سكانها من "ثقافة العمل" هي كوريا الجنوبية، حيث يعمل الكوري بمتوسط ١٩١٥ ساعة سنوياً، ما يعني ٢٠٠ ساعة أكثر من ساعات عمل الموظف حول العالم، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

صممت الصممة الكورية وبساينغ مسابقة تدعى "Space Out" حيث تحفز الآخرين على أخذ استراحة من متاعب العمل من خلال "فعل لا شيء"، لأنها ترى الحاصل في الموظفين ليس أمراً صحياً "كنت أعاني من (متلازمة إرهاق العمل) وأشعر بالقلق إذا كنت جالسة لا أفعل أي نشاط" في مقابلة صحفية.

اليابان بالطبع تأتي على رأس قائمة الموظفين المحترقين في العمل بسبب الإرهاق. حيث تنتشر ظاهرة "كاروشي" والتي تعني الموت من فرط أو كثرة العمل، وبرزت هذه الظاهرة نتيجة ثقافة العمل الصعبة عندما كانت أجور الموظفين منخفضة، ما دفعهم إلى زيادة ساعات العمل بهدف الحصول على راتب إضافي، قبل أن يتحول العمل المفرط إلى ثقافة يابانية عامة، تتجلى في:

• عادة يعمل الموظف الذي يموت بسبب "ظاهرة كاروشي" أكثر من 100 ساعة إضافية، أو أكثر من 80 ساعة إضافية في شهرين متتاليين أو أكثر خلال الستة أشهر الأخيرة قبل وفاته. وفي العام 2015-2016، سجلت الحكومة اليابانية 1456 حالة "كاروشي".

• أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، شهدت حالات الوفاة بين العاملين في المكاتب، ذوي الياقات البيضاء، زيادة سنوية بسبب العمل المفرط.

• بعد انهيار الفقاعة الاقتصادية أوائل التسعينيات، انتشرت ثقافة العمل المفرط. وفي السنوات التالية، شهدت اليابان ارتفاعا ملحوظا في حالات الوفاة الناجمة عن العمل المفرط، وشهدت معدلات الوفيات بين الموظفين في المناصب الإدارية والمهنية زيادة مفاجئة، وظلت مرتفعة منذ ذلك الحين.