تهمة استغلال جنسي تلاحق مذيع BBC وتدفع "الزملاء" لتبرئة ساحتهم

وصفت صحيفة Sun مقدم البرامج المعروف بـ"نجم بي بي سي" ، مؤكدة بأنه يحظى بملايين المشاهدات، لكنه مُنع مؤخرا من الظهور على الهواء بينما يخضع للتحقيق في المزاعم المقدمة ضده، إلا إن الصحيفة البريطانية لم تُسمّ الشخص المقصود.

في روايتها، أكدت أم الشاب الذي كان يبلغ من العمر ١٧ عاما فقط أثناء علاقته بمقدم البرامج أن ابنها استخدم ما حصل عليه من أموال في تعاطي المخدرات، متهمة مقدم البرامج ذاك بتدمير حياة ابنها وقالت للصحيفة: "بمجرد أن أراه أمامي أشعر بالغثيان (قاصدة مقدم البرامج) لقد انتزع براءة ابني".

وفقا للأم، تحول ابنها خلال الثلاث سنوات من الاستغلال، من مراهق سعيد إلى "شبح" مدمن على الكوكايين، إذ بدأت العلاقة في العام ٢٠٢٠ وفي إحدى المرات، أرسل مقدم البرامج ٥ آلاف جنيه استرليني للفتى دفعة واحدة مقابل بعض الصور، بيد أن الأم تأمل اليوم أن يتوقف ذلك الشخص عن إرسال الأموال لابنها كي يتوقف بدوره عن تعاطي المخدرات.

وكانت الأم أرسلت شكواها بهذا الصدد لهيئة الإذاعة البريطانية في الـ١٩ من مايو الماضي، إلا أن مقدم البرامج ظلّ يظهر على الهواء مباشرة بعد تلك الشكوى ولمدة أسابيع لاحقة.

كانت المديرة العامة لهيئة الإذاعة البريطانية تيم ديفي، أعلنت وقف المذيع في أعقاب محادثة هاتفية مع وزيرة الثقافة لوسي فريزر، التي أعلنت أن لديها قلق عميق بشأن تلك المزاعم، فيما أكدت المدير العام أن مؤسستها تجري تحقيقا حول القضية بسرعة وحساسية، وذلك قبل أن تشارك القضية مع جهة تحقيق خارجية، لكن شرطة لندن بدورها أصدرت بيانا يوم الأحد أكدت فيه تواصل بي بي سي معها لكنها لم تتلق في الوقت ذاته أي إحالة أو ادعاءات رسمية.

وعن تحقيقها الداخلي، قالت المؤسسة في بيانها الرسمي إنها تسعى في ضوء الظروف المعقدة والسريعة للتوصل للحقائق ومن ثم اتخاذ الخطوة التالية على النحو المناسب، مؤكدة أنها تتعامل مع كل الاتهامات بجدية.

وتعدّ تلك الواقعة فصل جديد في سلسلة من المواقف المحرجة التي تتورط فيها هيئة الإذاعة البريطانية، إذ اضطر رئيسها السابق للاستقالة خلال إبريل الماضي على سبيل المثال في ضوء أزمة متعلقة بتضارب المصالح، أما في مايو، الماضي فقد استقال أحد وجوه آي تي في التابعة لهيئة الإذاعة بعد اعترافه بإقامة علاقة حميمة مع زميل شاب كان ساعد في توظيفه وفقا لوكالة فرانس برس.

على تويتر، يشيع استخدام الوسم الإلكتروني #bbcpresenter الذي يتبادل من خلاله المستخدمون توقعاتهم بشأن هوية مقدم البرامج المتهم، الأمر الذي يثير بدوره حفيظة فريق بي بي سي الأكبر، إذ يسارع مقدمو البرامج لنفي ارتباطهم بالقضية.

فعلى سبيل المثال، شارك المذيع الرياضي ولاعب كرة القدم سابقا Gary Lineker تغريدة غامضة الجمعة قال فيها: "أكره أن أخيب آمال الكارهين، لكنه ليس أنا".. قاصدا أنه ليس المذيع المتهم باستغلال المراهق.

أما مقدم البرامج Rylan Clark فشارك مقطع فيديو ممازحا لويل سميث بينما غرد: "لا أعلم لماذا يطفو اسمي حول قصة الصن هكذا، لكنه ليس أنا يا أحبتي، فأنا في خضم تصوير برنامج جديد مع بي بي سي في إيطاليا، لذا أبقوا أسمي خارج أفواهكم".

أما مقدم البرامج Jeremy Vine فغرد قائلا :"أقول لكم فقط أنني متحمس لتقديم برنامج الراديو الخاص بي يوم الإثنين المقبل، وأي من كان "مقدم برامج بي بي سي" الذي تتداول الأخبار حوله، فلدي رسالة بهذا الخصوص كما قال Rylan من قبلي، بالتأكيد ليس أنا".

أرجعت بي بي سي عدم إفصاحها عن هوية مقدم البرامج لما تشكله المسألة من معادلة عصية على الحل ما بين الأخلاقيات المهنية والقانون، مشيرة إلى أن قانون التشهير يحمي الأفراد من الأضرار الجسمية التي تسببها الأكاذيب.

جاء ذلك على لسان دومينيك كاسياني، مراسل الموقع القانوني الذي أضاف، أن قانون التشهير يحمي الجميع، بداية من مقدم البرامج رفيع الشأن وحتى أي شخص عادي، مؤكدا أن التكهنات بشأن هوية مقدم البرامج المقصود علىمواقع التواصل الاجتماعي قد تكون كارثية على سمعة الأفراد وقال :" يجب على من يتكهن بشأن هوية مقدم البرامج على الإنترنت أن يفكر مليا في العواقب، إذ يمكن مقاضاته لما يتسبب فيه من ضرر".