مسلمو أستراليا يواجهون "الإسلاموفوبيا" بطرق مبتكرة

مجموعة فيسبوك الأسترالية ليست الوحيدة على فيسبوك التي تدعو لمقاطعة المطاعم والمنتجات الحلال، فتوجد أكثر من عشر مجموعات تستهدف هذه الفئة من الأطعمة في كل من أميركا، وكندا، وأستراليا، وبريطانيا، وغيرها.

لا توجد أسباب دقيقة توضح الدوافع خلف تأسيس مجموعات من هذا النوع، ولكن مؤسسي المجموعة يقولون في صفحتها التعريفية إنها أنشئت "لمنع وصول أموال دافعي الضرائب من الوصول إلى الإرهابيين". ووصلت نسبة الجالية المسلمة إلى ٣.٢٪ من إجمالي سكان أستراليا، عندما وصل عددهم إلى أكثر من ٨١٣ ألف مواطن أسترالي مسلم، وتعتبر أستراليا واحدة من أشهر الدول التي تصدر منتجات الألبان واللحوم الحمراء إلى الدول الإسلامية، متفوقةً على البرازيل والأرجنتين والهند.

مجموعة أخرى تعلن نفس الهدف، وتعرّف نفسها قائلة، "نهدف إلى دعم اقتصاد بلدنا من خلال البحث عن المنتجات التقليدية السائدة وشرائها واستخدام العمليات والخدمات التقليدية. الإسلام يُدخل الشريعة في مجتمعنا من خلال المنتجات والخدمات الحلال. هذا هو الجهاد الخفي في الغرب".

لا يوجد أي إثبات حتى الآن على دعم المنتجات الحلال لأي نشاط من أنشطة الجماعات الإسلامية. بالتوازي مع ذلك، يدّعي بعض رافضي المنتجات الحلال أنها تدفع الشركات لممارسات غير إنسانية تجاه الحيوانات.

في حالات أخرى، أثارت هذه المجموعات الجدل بسبب شهرتها وانتشارها، عندما سببت أزمة لشركة ألبان تدعى Fleurieu Milk and Yoghurt في العام ٢٠١٤ بعد حصولها على شهادة تضمن أن منتجاتها حلال، ووضحت الشركة شعورها باليأس عندما أعلن مدير الاتصالات بالشركة، نيك هاتشينسون، استسلامهم للتنمر.

وبدأت المشكلة عندما حصلت الشركة على ختم الحلال لإتمام اتفاق توريد منتجات الشركة لإحدى شركات الطيران الكبرى، لتزويدهم بالألبان مقابل عقد بقيمة ٥٠ ألف دولار، اعتبرت الشركة الاتفاق بمثابة مكسب لهم، لكن مدير الاتصالات قال إنه تلقى إتصالات غاضبة تسأله "إن كانت شركته سعيدة لمساهمة شركته في هجمات ٩/١١".

في حالة أخرى، في الانتخابات الفيدرالية الأسترالية لعام 2019 ، تم إدراج عشرة أحزاب في حملة "صوتي مهم" ، وهي مبادرة أطلقها المجلس الإسلامي في فيكتوريا، باعتبارها معادية للإسلام بشكل علني، مع عدد من الأحزاب الصغيرة تشمل السياسات معادية للإسلام أيضًا. وأُدرج الحزب الوطني المحافظ بقيادة فريزر أنينج في القائمة. تصاعدت القضية لفترة الانتخابات عندما تم فصل اثنين من المرشحين الليبراليين بعد الإعلان عن وجهات نظرهم التي تم التعبير عنها مسبقًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

كشف تقرير يوثق حالات الإسلاموفوبيا في أستراليا أن أغلب الجناة كانوا رجالا، بنسبة 74٪، بينما كان معظم الضحايا من النساء، بنسبة 82٪. ومن بين الضحايا الـ103 لحالات العنصرية المرتبطة بالدين، كان 85٪ من النساء المحجبات، و15٪ من النساء مع الأطفال، ويعود أغلب الجناة لأصول أنجلو ساكسونية بيضاء، بنسبة 91٪.

بينما كانت الحوادث الإلكترونية أكثر انتشارا خلال جائحة كورونا بنسبة ٣٣٪مقارنة بـ 15٪ في عامي 2018-2019، في حين استهدفت الهجمات اللفظية الشخصية كيانات مثل المدارس والمساجد.