مجتمع
.
من الممكن أن تعد جدولا لتنظيم ساعات نومك وعملك أو دراستك، إلا أن ركوب المصعد لا يستدعي في أغلب الأحيان أي تحضير أو تنسيق مسبق للانتقال بين طابق وآخر.
في مصر، كُسرت القاعدة خلال يوليو الجاري، بعد أن أصدرت الشركة القابضة للكهرباء بيانا رسميا تحذر فيه المواطنين من استخدام المصاعد في مواقيت محددة، باعتبارها "التوقيت المحتمل" لانقطاع التيار الكهربائي، حيث تشهد مختلف المدن والمحافظات المصرية انقطاعا للكهرباء يستمر عدة ساعات في بعض الأحيان.
من وجهة نظر رسمية، يمثل انقطاع الخدمة جزءا من "برنامج لتخفيف الأحمال" للسيطرة على أحمال الكهرباء الزائدة، غير أنه يمثل للمواطنين مصدرا للمعاناة والمتاعب، تثير سخطهم حينا، وسخريتهم اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حينا آخر.
في الـ١٦ من يوليو الجاري، أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في زيادة الأحمال الكهربائية بشكل غير مسبوق، لتصل في ساعة الذروة إلى حوالي ٣٤ ألف و٦٥٠ ميغاوات، الأمر الذي وصفته الوزارة آنذاك بـ"أقصى استهلاك وصلت إليه خلال كل الأعوام السابقة" دون أن تحدد الإطار الزمني للمقارنة.
في اليوم المقصود، تجاوزت درجة الحرارة العظمى في العاصمة القاهرة حوالي ٤٠ درجة، بينما وصلت في بعض المناطق بصعيد مصر ٤٦ درجة مئوية في الظل، بحسب صحيفة أخبار اليوم.
إلا أن بيان وزارة الكهرباء، إذ ذكر حينها أن القدرة الكهربائية المتاحة بلغت ٤٤ ألف و٩٠٠ ميغاوات، مع احتياطي قدرات كهربائية قدره ٩٨٠٠ ميغاوات، واعتبر البيان قطاع الكهرباء يشهد مردودا إيجابيا "للاستقرار الكبير في التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية على إثر التطوير الذي شهده قطاع الكهرباء".
إلا أن يوليو لم يكن ليمضي دون أن يظهر وجه آخر للقطاع الكهربائي يثير حفيظة المواطنين.
خلال النصف الثاني من يوليو شهدت المدن والمحافظات المصريات انقطاعات متزايدة في التيار الكهربائي، لساعات يومية قبل أن تنشر الشركة القابضة لكهرباء مصر بدورها بيانا توضح فيه ما يُشبه مخطط زمني للتوقيتات المتوقع انقطاع الخدمات الكهربائية خلالها.
بحسب البيان، يمكن لخدمات الكهرباء أن تنقطع عن المواطنين بشكل يومي ولمدة ساعة في الفترة "بين قبل رأس الساعة بـ١٠ دقائق وبعدها بـ١٠ دقائق"، فيما يشبه "روتينا جديدا" لممارسة أنشطة الحياة اليومية، فيما وصف رسميا بأنه "التزام بتنفيذ برنامج تخفيف الأحمال طبقا للقدرات المطلوبة في كل تحكم".
في ظل تطبيق النظام الجديد، يتوقع المواطنين أن تُطفأ أنوارهم وتُغلق مكيفات الهواء والمراوح وكافة الأجهزة الكهربائية لمدة ثلث ساعة، كل ساعة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والتي تصدر بها الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بيانا يوميا على صفحتها.
وفيما بدأ تطبيق برنامج تخفيف الأحمال في الـ ٢٢ من يوليو الجاري، وصلت درجة الحرارة المحسوسة اليوم في القاهرة الكبرى حوالي ٤١ درجة مئوية، بينما وصلت درجة الحرارة المحسوسة في جنوب الصعيد ٤٦ درجة.
في تصريحات على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، أيمن حمزة، أُحيلت الأزمة الأخيرة إلى نقص الوقود، المستخدم في إنتاج الكهرباء، وليس أي مشكلات متعلقة بالشبكة الكهربائية ذاتها، ووفقا لصحيفة اليوم السابع المحلية، توقع حمزة أن تعود خدمات الكهرباء لانتظامها خلال منتصف الأسبوع الجاري.
على مواقع التواصل الاجتماعي، عمد المستخدمون إلى السخرية من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وتحويل المواقف العثرة التي يتعرضون إليها يوميا إلى نكات و "ميمز"، فشاركت إحدى المستخدمات "ميم" معللة سبب تأخرها عن العمل لمدة ساعة كامل، تظهر في الصورة شخصية تلفزيونية في لحظة جزع بالإضافة لتعليق "فاتني مصعد الساعة العاشرة إلا عشر دقائق".
بينما شارك مستخدم آخر تعليقا يوضح خلاله شعوره بالارتباك تجاه بيان الشركة القابضة للكهرباء وكيفية تحديد المواقيت المتوقعة لانقطاع التيار الكهربي برفقة بضعة صور مضحكة مقتطعة من سياقات تليفزيونية، إذ قال "لقد نسي الجميع موضوع انقطاع الكهرباء وانخرطوا في حساب المواعيد المفترض أن تنقطع فيها الكهرباء". وأضاف المستخدم "برافو وزارة الكهرباء.. خطة في منتهى الذكاء".
بعيدا عن الفكاهة، يحاول آخرون التأقلم مع تداعيات انقطاعات الكهرباء المتكررة وتبادل النصائح فيما يخص حماية الأجهزة الكهربائية من التلف، بينما يرصد آخرون تجاربهم في التحايل على الأزمة عن طريق استخدام المقاهي كبديل عن العمل من المنزل أو الشركة، حيث تعرقل أزمة الكهرباء سير العمل والاجتماعات.
شارك مستخدم على فيسبوك كيف عرقل انقطاع الكهرباء اجتماعا رسميا مع مستثمر من خارج البلاد، ما دفعه لوقف الاجتماع مؤقتا لحين الذهاب إلى مكان عام تتوافر فيه الكهرباء، غير أثر الموقف الطارئ لم يكن محمودا في كل الأحوال، إذ يُكمل "المشكلة أنني أحاول إقناعه (المستثمر) باستثمار وشراء وتسويق منتجات لمصنع في مصر، لكنه أخبرني، أننا عاجزون عن استكمال اجتماع واحد، فكيف لي أن أشتري منك منتجات".
مستخدمة أخرى من محافظة المنوفية، في دلتا مصر، توثق لانقطاعات الكهرباء خلال أقل من ٢٤ ساعة فتقول "بتوقيت المنوفية، الساعة ٨ و٥ دقائق انقطاع الكهرباء للمرة الثانية وما زال اليوم يبدأ، المرة الأولى كانت في الثالثة فجرا، إذن الكهرباء قُطعت مرتين وليست واحدة".
وأضافت "منشوري هذا عبثي، لأنه من المفروض ألا تنقطع الكهرباء من الأساس ولا يصح أن نقبل قطعها بمواعيد، الكهرباء ليست رفاهية للشعب كي يعيشوا بشكل آدمي فالكهرباء أساس.. لأن كل شيء مرتبط بها".
تُنتج الكهرباء في مصر مصادر متنوعة:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة