مجتمع
.
بعد مضي أسبوع على إعلان نتائج الثانوية العامة في فلسطين، ما يزال الطلاب الناجحون وأهاليهم يحتفلون باجتياز مرحلة المدرسة الثانوية. لكن الفلسطينيين على تطبيق تيك توك ظهروا بمظاهر احتفالية وصفت بـ"الغريبة" من قبل فلسطينيين أكبر في العمر.
في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل منذ ٢٠٠٦ جاب الطلاب الشوارع ليلا ونهارا مشيا على الأقدام وبالسيارات وأصوات أبواقها احتفالا "بالنجاح في التوجيهي". إلا أن الشباب الغزيون ظهروا على تيك توك وهم يحتفلون بصديقهم الناجح ويلعبون بالنار لعبة أسموها بـ "التنين" تقوم على أن يشعل أحد الشباب عصا طويلة مثبت على رأسها قطعة قماش، ثم يضع سائلا قابلا للاشتعال في فمه مثل البنزين أو الكاز، ويبدأ يطلق السائل من فمه على قطعة القماش التي يرفعها عاليا لتكون لهبا كبيرا. ويطلق الناس على هذا النشاط اسم التنين لأن من يمارس النشاط يظهر من بعيد وكأنه يخرج نارا من فمه كما التنين.
أما الألعاب النارية، التي تحذر من استخدامها الشرطة الفلسطينية كل عام مع ظهور نتائج التوجيهي، كان لها نصيب كبير في مدينة بيت لحم وقراها المجاورة، في الليلة التي تبعت يوم إعلان النتائج لأن الاحتفالات المقرونة بـ "العزومة" تبدأ في اليوم التالي عادة.
إلى الجنوب من بيت لحم وعلى بعد ١٤ كيلومتر ظهرت سماء قرية نحالين ممتلئة بالألعاب النارية التي أطلقت في نفس الوقت نحو الأعلى، وشبه رواد تيك توك المعلقين على الفيديو بـ "الحرب" لأن الأضواء كانت تملأ المكان وكذلك الأصوات الشبيهة بأصوات القنابل التي يعرفها سكان الضفة الغربية جيدا.
وفي جنين التي تقع شمال الضفة الغربية والتي اجتاحها الجيش الإسرائيلي مع مخيمها مطلع يوليو الجاري، ظهرت نتيجة الشاب مجدي عرعراوي بنتيجة متميزة ٩٠.٤٪، إلا أن أمه استقبلت نتيجته بالدموع على قبره، لأنه كان أحد الشباب الـ١٣ الذين قتلتهم إسرائيل في عملية قالت إنها "لا تستهدف المدنيين".
ويوم إعلان النتائج بدأ الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم في فلسطين صادق الخضور بإعلان نتيجة مجدي قائلا "أبدأ بإعلان نتيجة الطالب مجدي عرعراوي رحمه الله، من مدرسة جنين الصناعية الذي تقدم للامتحان، لكنه رحل في العدوان الأخير للاحتلال على جنين بعد أن قدم الامتحان الأصعب في الوفاء للوطن".
سمعت أم مجدي بنتيجته وهي تبكي على قبره وبجانبها جيرانها الذين شاطروها حزنها، فيما وزع أصدقاء مجدي الحلويات مثل الكنافة والكلاج احتفالا بنجاح "صديقهم الشهيد" حسبما قالوا، وطاف الأصدقاء في مخيم جنين وفي شوارع المدينة يوزعون المياه مع الأنواع المختلفة من الحلويات التي توسطت وعاء كبيرا معلقة عليه صورة مجدي ونتيجته في الثانوية.
في قرية السيلة الحارثية والتي تبعد ٥ كيلومترات عن مركز مدينة جنين انتشر فيديو على تيك توك للشاب إبراهيم جردات والذي حصل على معدل ٨٢.٣ وهو يستقبل نتيجته داخل ورشة بناء يعمل فيها، وظهر إبراهيم في الفيديو الذي نشره صديقه والذي يعمل معه وهو يمسح دموعه بعد تلقيه نتيجة نجاحه، فيما نصحه صديقه "اترك الشغل وروح افرح".
وفي سؤاله عن إقامة احتفال، قال إبراهيم لـ بلينكس إنه لم يقم احتفالا ولم يطلق الألعاب النارية احتفالا بنجاحه، وعلل ذلك بأن مصاريف الاحتفال والمفرقعات عالية وهو يعمل ليؤمن رسوم أول فصل دراسي في جامعته، فضلا عن الآثار السلبية الكبيرة للمفرقعات النارية والتي أصيب بها ٦ مواطنين فترة التوجيهي واعتقلت الشرطة الفلسطينية ٢٠ شخصا يتاجرون بالألعاب النارية، وذلك حسبما قال العميد لؤي زريقات الناطق الرسمي باسم الشرطة الفلسطينية.
أما فعاليات أهالي مخيم جنين وصفت بالأكثر "شراسة" و"ضحكا" في احتفالات الثانوية العامة، إذ انتشر تسجيل صوتي لأحد أهالي المخيم يقول فيه "طخ وأمر الله، كواع (قنابل) وأمر الله، وعبوات وأمر الله، بس هذا مولع عجال ليش؟" وشملت احتفالات أهالي المخيم إطلاق الرصاص الذي حذرت منه المؤسسة الأمنية الفلسطينية كثيرا، إلا أن أهالي المخيم أضافوا للرصاص القنابل اليدوية التي يصنعونها محليا للتصدي للقوات الإسرائيلية التي تقتحم المخيم كل فترة.
ما أثار صاحب التسجيل الصوتي وكذلك رواد التواصل الاجتماعي أن أحد أهل المخيم لم يربط الربط الصحيح بين إطلاق النار وسببه، فخيل إليه أن الجيش الإسرائيلي في المنطقة ما كان منه إلا أن أشعل إطارات مطاطية في الشارع.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نتائج الثانوية العامة يوم الخميس ٢٠ يوليو، وأصدرت بالتزامن مع إعلان النتائج قرارا بإلغاء بند "راسب" من النتائج، لتظل احتمالية النتيجة بين ناجح وغير مستكمل، وهو ما يسمح لأي طالب لم ينجح في أي عدد من المواد أن يعيد امتحانها في الدورة الثانية أو الثالثة حسبما أعلنت الوزارة.
وبين مدير عام القياس والتقويم والامتحانات بوزارة التربية والتعليم جمال يوسف إن هذا العام شهد تقدما واضحا في نسبة النجاح على مستوى الفروع والتخصصات المختلفة بنسبة ٦٨.٢٪ حيث شهدت النسبة تقدماً واضحاً بحوالي ٤٪ مقارنة بالعام الماضي.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة