مجتمع
.
بمبالغ تراوحت بين ١٠٠ شيكل (٢٨ دولار أميركي) و٧ آلاف شيكل (ألفي دولار أميركي) سامح بعض تجار قطاع الغزة زبائنهم الذين يشترون منهم بالدين بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها القطاع منذ بدء حصاره في العام ٢٠٠٦.
أطلق أصحاب متاجر في ١٤ أغسطس حملة لـ"مسامحة الزبائن بالدين"، بدأها صاحب محل خضار وفواكه في القطاع وأسماها حملة "سامح تؤجر".
التقط صاحب المبادرة فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، شارحا فكرة الحملة التي لاقت تجاوبا كبيرا بين أهالي القطاع وتجارها الذين أكملوا ما بدأه تاجر الفواكه الذي مزق وحرق صفحات دفتر الديون أمام عدسة الكاميرا.
وقال البائع الذي لم يعرف عن نفسه "سامحتهم لوجه الله تعالى بس ما نشوف المناظر البشعة الي شفناها"، وقصد التاجر الأربعيني بما وصفه بـ "المناظر البشعة" الفيديو الذي تم تداوله قبلها بأيام ويظهر فيه بائع يعتدي على شابين.
في ١٢ أغسطس، ظهر رجل يعتدي على شابين في قطاع غزة في غرفة صغيرة، وكان المعتدي يتلفظ بألفاظ نابية ويطلب منهما خلع الملابس ويطلب من ابنه تصوير المشهد، وقال المعتدي للشابين في الفيديو الذي استمر لدقيقتين إنه نادم على أنه "أمّنهم على أمواله".
ضيف جاروشة، أحد الشابين في الفيديو، يشرح أنه وصديقه اقترضا ٣٠٠ شيكل (٨٥ دولار أميركي) من والد صديقهما، وأنهما أعادا له أكثر من نصف المبلغ.
يضيف جاروشة في تصريحات لـبلينكس "مَن اعتدى علينا هو والد صديقنا طراد جندية"، الذي طلب مني أطلعله كرتونتين مانجا من تحت عالطابق الثاني، وبس وصلنا هددنا بالسلاح وصورنا وهو يبهدل فينا".
يضف الشاب العشريني حالته الآن بالقول "مش عارف أطلع من الدار على الشارع، مستحي من الناس".
بعد إطلاق المبادرة من قِبل بائع الخضراوات، حققت حملة "سامح تؤجَر" انتشارا واسعا، ومزّق أحد البائعين إيصالا بقيمة ٥ آلاف شيكل (ألف و٤٠٠ دولار أميركي)، وآخر قرر مسح ديون بعض زبائنه من المحتاجين.
وثّق التجار المشاركون في الحملة إحراق دفاتر الديون بالفيديو ونشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الأمر الذي ساهم في انتشارها بين سكان القطاع.
وعلل التجار ذلك بأنهم يريدون تشجيع الآخرين على الانضمام للمبادرة ومساعدة أهالي غزة الذين لا تزيد متوسط أجور العمال فيها عن ٤٠ شيكل (١١ دولار أميركي) يوميا، ويوجد ٣٥٠ ألف عامل في قطاع غزة لا تزيد أجورهم اليومية عن ٢٨ شيكل (٨ دولارات أميركية). بحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني التابع لوكالة وفا.
بعد اتهامات وجهها مشاركون في حملة "سامح تؤجر" بانتماء المعتدي لجهاز الأمن الداخلي التابع لحركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ العام ٢٠٠٦، أعلن الجهاز أن المعتدي لا ينتمي إلى صفوفه أو إلى الحركة، وأعلنت الشرطة القبض عليه وسجنه لحين عرضه على النيابة العامة. واجتاحت صورته مواقع التواصل فور القبض عليه وانهالت التعليقات التي اعتبرت فعله "أكبر بكثير مما ارتكبه الشابين بحقه" والمتمثل في دين ١٢٠ شيكل.
ويعتبر قطاع غزة أكثر بقعة في العالم مزدحمة بالسكان، بكثافة سكانية بلغت ٥٥ ألف و٥٠٠ مواطن لكل كيلو متر مربع. ويعاني موظفو القطاع الذي تبلغ مساحته ٣٦٠ كيلو متر مربع من انقطاع الرواتب وعدم انتظامها منذ العام ٢٠١٣.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة