مجتمع

أميركيون: بلادنا تتحول إلى "دولة فاشلة"

نشر

.

Bouchra Kachoub

يكاد الديمقراطيون والجمهوريون في الولايات المتحدة يختلفون على كل شيء تقريبا بالسياسة، لكنّ استطلاعاً حديثا للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز أظهر اتفاقهما على مسألة مصيرية: وهي أنّ بلادهم تسير نحو الهاوية.

الاستطلاع الذي أجرته نيويورك تايمز بالتعاون مع معهد سينا كوليدج كشف أنّ 37% من الناخبين الأميركيين المسجلين و56% من الناخبين المستقلين يرون أن بلادهم باتت في خطر التحول إلى دولة فاشلة.

وعلى الرغم من اتفاقهم حول هذه النتيجة، إلا أنّ الديمقراطيين والجمهوريين يختلفون في الأسباب.

مثلاً، ترى الناخبة الجمهورية مارغو كريمر، 72 عاما، أن بلادها تتجه للفشل بسبب "الاشتراكية" المتنامية منذ صعود بايدن للسلطة، وتعتبر أنّ السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد هو فوز ترامب في الانتخابات المقبلة.

في المقابل، عبّر براندون ثومسون، 37 عاما، عن مخاوفه من "القوانين الرجعية" التي يتم سنّها من قبل الجمهوريين، ومن بينها تلك التي تمنع الإجهاض في عدد من الولايات المحافظة.

ومن جهتها، تقول سوزان موريسون، أستاذة في العلوم السياسية بجامعة زايد في أبوظبي، لموقع بلينكس أن "العديد من الأميركيين يشعرون بأن الساسة والمؤسسات الحكومية لا تمثلهم. ولأن الولايات المتحدة حالياً تشهد حالة من الاستقطاب السياسي الشديد، فإن العديد من الأميركيين لديهم وجهات نظر مختلفة حول ما هو الأفضل بالنسبة للبلاد وكيفية السير بها إلى الأمام".

الجائحة نقطة الانطلاق إلى الهاوية

ويرى العديد من المراقبين أنّ فشل الحكومة الأميركية في احتواء جائحة كورونا ساهم كثيراً في تأجيج الشعور العام بالفشل.

على سبيل المثال، وصف الصحفي الأميركي البارز جورج باكر في مقال له على مجلة ذي أتلانتيك إجراءات الحكومة في التصدي للجائحة بإجراءات "دولة مهترئة" في بنيتها التحتية وفي حكامها.

من ناحيته، استنتج بيتر تورتشين، وهو عالم مختص في تطور التاريخ البشري أو ما يُعرف بـ كليوديناميكا، أن أميركا تقترب من السقوط، وفق تعبيره في مقال نشره على مجلة ذي أتلانتيك.

وصل تورتشين إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة الظروف التي أدت إلى سقوط المجتمعات والحضارات في الـ 10 آلاف سنة الماضية، ومن بينها عدد السكان ومقاييس الرفاهية، وأساليب الحكم، والاستقرار السياسي.

وأشار تورتشين إلى عاملين رئيسيين يؤديان إلى زوال الحضارات، يتمثل الأول في الإفقار الشعبي، وهذا ما يحدث حالياً في أميركا بسبب ارتفاع التضخم وغلاء الأسعار مقابل في الأجور.

يعاني المجتمع الأميركي من انخفاض ثرواته الاقتصادية (مصدر الصورة: أ. ب)

أما العامل الثاني فهو ارتفاع أعداد الخريجين من الجامعات ذوي الشهادات العليا واشتداد المنافسة على مناصب نخبوية محدودة، حيث يتخرج في مختلف أقسام الدكتوراه في الولايات المتحدة أكثر من 50 ألف، حسب المركز الوطني لإحصائيات العلوم والهندسة.

التخلي عن الجنسية

ويضطر عدد من الأميركيين للبحث عن العمل في دول أجنبية، حيث قدرت وزارة الخارجية الأميركية عدد المواطنين في الخارج بـ 9 ملايين شخص.

خلال الفترة بين عامي 2010 و2020، قرّر 36 ألفاً من الأميركيين في الخارج التخلي عن جنسيتهم، وفقا لتقرير من مجلة فوربس، لأسباب عدة أبرزها الضرائب، حيث يفرض قانون الامتثال الضريبي الأميركي على البنوك الأجنبية الإبلاغ عن أصول الأميركيين في الخارج.

يتخلى الأميركيون عن جنسيتهم لتفادي دفع الضرائب (مصدر الصورة: أ. ب)

كما يلجأ بعض الأميركيين للتهرب من دفع الضرائب بسبب عدم اقتناعهم بالطريقة التي تصرف بها، إذ يرى 51٪ من الأميركيين أن أموال الضرائب لا تصرف بالشكل المناسب، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

خلال فترة حرب العراق، رفض نحو 10 آلاف أميركي المناهضين للحرب أداء الضرائب، وهو ما ساهم في ارتفاع عجز دائرة الإيرادات الداخلية إلى 345 مليار دولار، حسب صحيفة سياتل تايمز.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة