مجتمع

من فرنسا للمغرب.. "دباح" يحارب "البيدوفيليا"

نشر

.

blinx

فريد دباح، منتج أفلام وكاتب سيناريو ومصور يحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، لكن اهتماماته تتجاوز الفن السابع لتشمل حماية حقوق الأطفال "بغض النظر عن مكان وجودهم".

في الـ 17 من أغسطس، أطلق دباح، بصفته ممثلا لجمعية "ماتقيش ولدي" (لا تلمس ابني)، حملة إلكترونية من باريس للتوقيع على عريضة تطالب بحجب مواقع أجنبية للتعارف مخصصة للأطفال والمراهقين.

ما أثار انتباه دباح هو أن هذه المواقع تسمح للبالغين أيضا الدخول إليها ما يعرض الأطفال والمراهقين القُصر لخطر الاستغلال الجنسي، بحسب ما يقوله لـ بلينكس.

بقليل من البحث، اكتشف المنتج السينمائي أن مواقع المواعدة هذه "متاحة في المغرب"، ما جعله يدق ناقوس الخطر ويحذر الجمعيات المحلية حتى لا يقع الأطفال المغاربة في قبضة "مشتهي الأطفال" إذا استخدموا هذه المنصات والتطبيقات.

أوروبا لا تمانع

"القانون في فرنسا وأوروبا متساهل للغاية فيما يتعلق بهذا النوع من المواقع والتطبيقات للمواعدة، والتي كانت موجودة منذ سنوات عديدة للأسف"، يقول دباح لبلينكس في اتصال هاتفي.

تتساهل أوروبا في تقنين مواقع المواعدة (مصدر الصورة: أ. ب)

وبالرغم من هذا التساهل، يقف دباح في وجه القانون الفرنسي والأوروبي لإحداث التغيير الذي سيحد من انتشار هذه المواقع والتطبيقات المليئة بـ"الحيوانات المفترسة" بحسب وصفه.

بدوره كمواطن أوروبي، يوجه دباح رسالة من خلال عريضته يطالب فيها السياسيين في فرنسا وأوروبا، والبرلمانيين الفرنسيين، والبرلمانيين الأوروبيين، وكذلك جميع السلطات المعنية، التعبئة لحجب هذه المواقع.

ويشير من خلال العريضة إلى أن توفر هذه المنصات والتطبيقات التي تستهدف الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم 13 سنة "أمر صادم للغاية وغير مقبول"، كما يحث المسؤولين على اتخاذ إجراءات سريعة للحد من هذا الخطر المحدق بهم وذلك بوضع قوانين جديدة تمنع استغلال الأطفال والمراهقين عبر الإنترنت.

.. والمغرب يتأهب

على إثر هذه المخاوف التي رصدها دباح، أصدرت منظمة "ما تقيش ولدي" من مقرها الرئيسي بالمغرب بيانا يحذر من وجود "مواقع إلكترونية للتعارف بين الأطفال الصغار"، محذرة أن الكبار تجد الطريق إليها كذلك.

وتدعو المنظمة، من خلال بيانها، لمن يرغب في المجتمع المغربي التأكد إدخال كلمات رئيسية مثل "rencontre ado" في خانة البحث والتسجيل بأحد المواقع. ويقول البيان "لاحظوا بأنفسكم كيف سيهاجمونكم البيدوفيل".

ولإيصال الرسالة للمسؤولين الأوروبيين، تدعو المنظمة عامة الناس التوقيع على العريضة حتى يكون صدى المطالبات أقوى ولضمان إغلاق هذه المواقع التي تتخذ من دول أوروبية مقرا لها.

وبخصوص هذا الشأن، تطالب نجاة أنور، الفاعلة الجمعوية ورئيسة منظمة "ماتقيش ولدي"، من خلال تسجيل صوتي، رئيس النيابة العامة ووزير الداخلية بالمغرب بحجب منصات التعارف المشبوهة التي تشكل تهديدا لسلامة الأطفال المغاربة.

وفي الوقت الذي نشرت فيه العريضة بخصوص مواقع التعارف، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق حادثة تحرش جنسي بأحد الأطفال، من قبل رئيس جمعية رياضية في أحد شواطئ مدينة الجديدة. وقالت السلطات المحلية إن المشتبه به سيحتجز لمزيد من التحقيقات لكشف بقية جرائمه.

وتأتي الجريمة وسط غضب من المواطنين الذين طالبوا بفرض عقوبات أكثر صرامة على مرتكبي الجرائم المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة