مجتمع

مدن أوروبية للسائحين: لا نريدكم

نشر

.

Siba Narsh

تسعى غالبية دول العالم لجذب السائحين من خلال عروض وأسعار مخفضة، ولكن يبدو أن أوروبا تعرّضت لمشكلة من نوع آخر، قد يبدو غريبا، وهو السياحة الزائدة أو المفرطة، حيث يُعبّر سكانها عن رغبتهم في تقليل تدفق السياح ويتظاهرون احتجاجا على تلوث البيئة وفقدان الهوية الاجتماعية والثقافية للمدن.

فكيف تجاوز عدد السياح في أوروبا الـ٤٠٠ مليون هذا العام في حال كان غير مرحّب بهم؟

"ممنوع التبول في الأماكن العامة"

مدينة سبليت في كرواتيا هي أحدث نقطة "ساخنة" للنبيذ في أوروبا، وتجذب المزيد من السياح كل عام. ومع ذلك، فإن هذا التدفق المتزايد للسياح يضع ضغطا كبيرا على المدينة، وتسبب في التلوث البيئي وإزعاج السكان المحليين، كما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

في شوارعها المكتظة، وضعت هذه المدينة لافتات باللغة الإنكليزية، حذرت فيها من فرض غرامات على الشرب والقيء والتبول في الأماكن العامة، فأزعجت السيّاح الذين اعتبروها "غير عادلة".

صورة تعبيرية. المصدر: أ ب

كيف يؤثر السيّاح على البلدان السياحية وأهلها؟

  • الازدحام يؤدي إلى زيادة طلب على البنية التحتية، مثل الطرق والجسور والطائرات والفنادق، ما يؤدي إلى زيادة التلوث. وفي بعض المدن الأوروبية، مثل البندقية وروما وفيينا، أصبحت السياحة المفرطة مصدر إزعاج للسكان المحليين. وطالب بعض السكان المحليين بتقييد عدد السياح الذين يمكنهم زيارة المدينة في وقت واحد.
  • التلوث في البيئة المحلية والإضرار بصحة السكان المحليين من خلال تلوث الماء والبحار، وإتلاف المعالم التاريخية مثل مدينة البندقية في إيطاليا والكولوسيوم في روما.
  • السياحة تؤثر على أسعار العقارات والخدمات، إذ إنها ترتفع، ما يجعل من الصعب السكان المحليين العيش في منطقتهم. رغم أن تواجد السياح يخلق فرصا للعمل وزيادة الإيرادات. ولشبونة هي مثال رئيسي على مدينة تم تغييرها بشكل كبير، حيث تغيرت طبيعتها بسبب تدفق الأشخاص الذين يمكنهم تحمل الإيجارات الأعلى.

السياحة تؤثر على أسعار العقارات والخدمات. مصدر الصورة: أ ب

تأثير "المنتزه الترفيهي"

عندما تتكافأ أسعار السكن بين السياح والسكان المحليين، يصبح من الصعب التكيف أو تحمل تكاليف الحياة في مدينة سياحية ما. وذكرت صحيفة "الغارديان" أن هذا يخلق تأثير"المنتزه الترفيهي" أو "Theme Park Effect"، "حيث تفقد المدينة طبيعتها ويصبح كل شيء موجها للسائحين".

وحذّرت منظمة اليونسكو في مطلع هذا شهر من إدراج البندقية في القائمة السوداء كموقع للتراث العالمي، مشيرة إلى فشل إيطاليا في حمايتها من السياحة المفرطة وأزمة المناخ. ولكن ما هو المعطى الذي سيسهم في إيجاد حلا للوضع الراهن؟

كفى سياحا

دولٌ أوروبية بدأت تتجه فرض المنع في ميادينها، وفي ما يلي قائمة ببعض هذه الدول وقواعدها الخاصة من هذا العام، حسب مجلة فوربس:

  • أمستردام تحظر السفن السياحية من الرسو في الميناء الرئيسي للمدينة، في محاولة للحدّ من عدد السياح وتحسين جودة الحياة للسكان المحليين
  • إيطاليا تفرض قيودا على السياحة في روما لمكافحة الحشود وحماية المعالم التاريخية وتفرض رسوما دخول لزيارة البانثيون، وتقييد الوصول إلى نافورة تريفي والخطوات الإسبانية
  • في فرنسا، فنان الشارع "TooLate" ينصب مصائد فئران عملاقة في نيس لمكافحة السياحة الجماعية.
  • في إسبانيا، مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا تفرض ضريبة سياحية لمكافحة السياحة المفرطة.
  • في البرتغال، يمكن معاقبة عزف الموسيقى الصاخبة على الشواطئ بغرامات تصل إلى 36 ألف يورو.
  • في كرواتيا، مدينة دوبروفنيك تفرض حظرا على الأمتعة ذات العجلات في الشوارع المرصوفة بالحصى، وتوفر خزائن إلزامية لتخزين الأمتعة.

التذاكر الرخيصة وفرق العملة لا تعوض السكان المحليين عن معاناتهم من السياحة. فهل أرباح السياحة تستحق الضرر الذي تسببه للسكان المحليين؟

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة