مجتمع

رأس خنزير يعيد عقودا من الكراهية ضد "مغاربة كورسيكا" إلى الواجهة

نشر

.

blinx

"العرب.. الحقيبة أم الكفن" هي واحدة من العبارات المكتوبة على الجدران، الغرافيتي، في شوارع مدن جزيرة كورسيكا والتي يُوجَّه من خلالها الخطاب للمهاجرين، لاسيما الذين ينحدرون من شمال أفريقيا. تقدم العبارة خياريين: عودة المهاجرين إلى بلدهم الأصلي في أمان وبأيديهم حقائبهم أو العودة بدون شيء داخل تابوت.

في آخر مظهر للكراهية والعنصرية في الجزيرة، عُثِر على رأس خنزير بري أمام مدخل مبنى قنصلية المغرب في بيغوليا في جزيرة كورسيكا، وفقا لما نقلته وكالة فرنس بريس.

وفي هذا الشأن، نقلت الوكالة عن مصدر قضائي أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقا بشبهة "التحريض على التمييز والكراهية العنصرية" للبحث في ملابسات الواقعة.

تعليقا على الواقعة، أدانت القنصل العام للمغرب في كورسيكا نجوى البراق هذه الأفعال، وأضافت قائلة: "لم تصدر بعد نتائج التحقيق. لا أريد اتهام أحد أو تسييس القضية. ويجب أن نبقى حذرين وأن نتحلى بالحكمة. لقد تواصل معي هاتفيا عدد من نواب كورسيكا الذين أعربوا لي عن دعمهم بينهم (جيل) سيميوني رئيس المجلس التنفيذي لكورسيكا".

وانضم محافظ أوت-كورس (كورسيكا العليا) إلى البراق في إدانته "بأشد العبارات هذا العمل غير المقبول معربا عن دعمه الكامل للقنصل العام للمغرب ومعاونيه، وكذلك لجميع المواطنين المغاربة المقيمين في الإقليم".

مغاربة كورسيكا

وتضم كورسيكا جالية مغربية كبيرة، وبحسب دراسة أجراها المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (إنسيه) حول التعداد السكاني في العام 2021، يشكل المغاربة أكبر جالية أجنبية في الجزيرة، بعد الإيطاليين والبرتغاليين والتونسيين وتمثل نسبتهم 34 % من مجموع المهاجرين.

وتفيد صحيفة كورس ماتان أن عدد المهاجرين المغاربة عام 2023 بلغ أكثر من 40 ألف شخص.

وصل المغاربة الأوائل من الجنود إلى كورسيكا إبان الحرب العالمية الثانية حيث شاركوا الجيش الفرنسي في تحرير الجزيرة من الفاشية، وفقا لما ذكره موقع مجلس الجالية المغربية بالخارج.

وفي الستينيات من القرن الماضي، عرفت كورسيكا ازدهارا اقتصاديا استقطب عددا من المهاجرين المغاربة الذين اشتغلوا في البناء والزراعة والسياحة، وفقا لدراسة أكاديمية عن الهجرة.

التمييز والكراهية.. قديم جديد

تعرض مغاربة كورسيكا منذ القدم إلى حوادث التمييز والكراهية حيث إن بعض عائلات الجزيرة اضطرت للانتقال للعيش جنوب فرنسا.

محمد اليوسفي، من أصول مغربية، كان جزارا في جزيرة كورسيكا قبل أن ينتقل للعيش مع عائلته جنوب فرنسا.

صرح اليوسفي لصحيفة نيويورك تايمز أن محلات جزارته بكورسيكا تعرضت للهجوم خمس مرات.

في عام 2000، تعرض متجر اليوسفي الأول للنهب، وفي عام 2001، صدمت سيارة رياضية النافذة الأمامية لمحل جزارة آخر فتحه خارج المدينة. كما تعرضت محلاته للتفجير 3 مرات بين 2002 و 2004.

وبالرغم من كل الخطر الذي يحدق به، لا يزال اليوسفي يمتلك محلاته في كورسيكا، لكنه انتقل مع عائلته للعيش في فرنسا.

ويرى اليوسفي أنه "بمجرد أن ينجح عربي [في كورسيكا]، فإن هناك [من الكورسكيين] من يشعر بالتعاسة".

وإلى جانب الهجوم على أفراد من المهاجرين بكورسيكا، تتعرض منشآتهم كذلك للتخريب. في عام 2015، قامت مجموعة تتكون من حوالي 300 شخصا بالهجوم على مسجد بمدينة أجاكسيو وتخريبه وحرق مصاحفه، إضافة إلى كتابة عبارات معادية للإسلام على جدرانه.

كما تم إعادة نفس الاعتداءات عام 2016 على مسجد آخر يقع في نفس المدينة ولم يسفر الحادث عن أي خسائر بشرية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة