مجتمع
.
قصة شكسبيرية، بدأت قبل ميلاد شكسبير بآلاف السنين، لكنها تحمل مشاعر إنسان معذب، كتبها في مخطوطة انقسمت إلى نصفين، بقي أحدهما مجهولا حتى منتصف أغسطس، إلى أن اكتشفت العالمة مارينا إسكولانو-بوفيدا، النصف الضائع بالقرب منها.
يعود تاريخ المخطوطة إلى عصر الفراعنة إلى نحو ٤ آلاف عام، نصفها الأول يحتفظ به متحف برلين منذ العام 1842، معروفة لدى علماء المصريات تحت اسم "نزاع اليائس مع روحه". تحمل المخطوطة قصة رجل يحاور شخصا آخر وهو على فراش الموت، ولكن اختلفت الروايات عن الطرف الآخر الذي يحاوره.
نظرًا لعدم وجود فصل تمهيدي يُساعد في فهم سياق النص، كان خبراء التاريخ القديم منقسمين بين: أنه يسأل بطله إذا كان ينبغي له الحياة أو الموت، بينما يعتقد أصحاب الرأي المقابل أن هذا النص عبارة عن "رسالة انتحار"، بينما يرى فريق ثالث أن البردية عبارة عن حوار بين شخص بين ميت مع روح، ولكن الحل أتى عندما اكتشفت عالمة الآثار مارينا الرواية كاملة.
الباحثة الإسبانية مارينا إسكولانو-بوفيدا البالغة من العمر 37 عاما، اكتشفت في مخازن متحف صغير في مايوركا الإسبانية الأسطر التمهيدية لهذا النص الفلسفي الذي يشبه حوارات أبطال شكسبير، وإن سبقه بآلاف السنين. الفقرات المفقودة تشرح أن النص المحيّر يعود لرجل يحتضر يوصف بطريقة بليغة كيف يتخيل ساعته الأخيرة على قيد الحياة"، تقول المؤرخة لمجلة لو بوان الفرنسية.
لكن العالمة الإسبانية تشرح أن البطل لا يموت، ولم يكن في لحظاته الأخيرة، وإنما يشرح تجربة قريبة من الموت، وصف فيها نفقا في نهايته ضوء يتوهج، ويرى نفسه في حياة معذبَة بعد الموت، وكأنه ينظر إلى نفسه من خارج جسده.
تقول إسكولانو-بوفيدا إن النص كان في حالة سيئة للغاية، ولم يهتم أي باحث بدراسته، لكنه أثار فضول مارينا عندما رأته لأول مرة في ٢٠١٠، وقضت سنوات عديدة في دراسته لتدرك أنه يحتوي في الواقع على هيروغليفية بأسلوب نمطي من السلالة الثانية عشرة، مما يجعله يعود لعصر أسرات المملكة الوسطى، وأنه بفضل فحص جديد للمستند في أبريل 2015، لاحظت تشابهات بين النص الموجود في مايوركا، ونصفه الثاني في برلين.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة