مجتمع

أطفال بريطانيا و"فقر النظافة".. ٦ أشهر بلا شامبو

نشر

.

blinx

مع حلول موعد الدخول المدرسي ببريطانيا، بدأت عدد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية تعود إلى الواجهة ومن أهمها قلة النظافة الناتجة عن الفقر أو ما يطلق عليه بـ "فقر النظافة"، حسب تقرير نشرته صحيفة التلغراف.

وفي التقرير، نقلت الصحيفة عن استطلاع رأي أجري لصالح جمعية "بنك النظافة" وشركة مواد التنظيف "سمول" آراء مدرسين اتجاه نظافة تلامذتهم.

تفيد النتائج إلى أن هناك مستويات مرتفعة من "فقر النظافة" بين أطفال المدارس ويتوقع 71٪ من المدرسين الـ 500 الذين شاركوا في الاستطلاع، ارتفاع هذه المستويات في السنة الدراسية الحالية.

هذه النتائج أكدتها سارة سميث، المديرة التنفيذية لأكاديمية سانت كوثبرت الكاثوليكية، للتلغراف حيث صرحت أن عدد الطلاب الذين يأتون إلى المدرسة بزي غير مغسول في تزايد.

"فقر النظافة" في تزايد ببريطانيا (مصدر الصورة: أ. ب)

ومن بين المؤشرات التي تُلمّح إلى الوضعية الهشة التي يعيش فيها التلاميذ ببريطانيا، يذكر المعلمون المشاركون في الاستطلاع، الملابس المتسخة والشعر غير المغسول والأسنان غير النظيفة.

لا يقتصر "فقر النظافة" على أطفال المدارس، بل يشمل البريطانيين البالغين أيضاً، حيث خلصت دراسة حديثة إلى أن 17٪ من عينة تضم 2068 من المشاركين، لم يستعملوا منتجات النظافة والعناية الشخصية في الشهور الـ 6 الماضية، لأنهم لا يملكون المال الكافي لشرائها.

كما أن جمعية بنك النظافة تفيد أن "فقر النظافة" يمس أكثر من 3 مليون بريطاني، أي حوالي 6٪ من مجموع السكان البالغ أكثر من 67 مليون نسمة.

الملبس أو المسكن أو المأكل

وأشارت دراسة سابقة أجريت العام الماضي، أن عدداً من الأسر تخطط لغسل الزي المدرسي لأبنائها باليد، لكي تقلل من تكاليف الغسيل التي تتطلب الكثير من الماء والكهرباء ومساحيق الغسيل.

أفاد بعض موظفي المدرسة المشاركين في الاستطلاع، أنه سبق لهم أن قاموا شخصياً بغسل الزي الرسمي ومستلزمات التربية البدنية للأطفال في المنزل، كما قاموا بتوزيع منظفات الغسيل على العائلات المحتاجة.

وتقع الأسر الفقيرة في بريطانيا بين خيارات شائكة حيث تسمح لهم امكانياتهم المادية بدفع تكاليف واحدة من ضروريات الحياة، مثل تدفئة المنازل، أو دفع فواتير الماء والكهرباء، أو شراء الطعام، أو الحفاظ على النظافة الشخصية.

نقص في النظافة واحترام الذات

أشار الاستطلاع إلى أن 72٪ من موظفي المدارس صرحوا أن مشكل النظافة ينتج عنه تدن في احترام الذات.

وفي الوقت نفسه، قال 53٪ من موظفي المدارس إن التلاميذ الذين يأتون بملابس غير نظيفة إلى المدرسة، يتم عزلهم أو "استبعادهم" من قبل التلاميذ الآخرين في الفصل، وهو ما يؤثر سلبياً على صحتهم العقلية.

وعلق أحد المشاركين، أن التلاميذ الذين يعانون من "فقر النظافة"، "غالبًا ما يُتركون بدون شريك في الفصل وهو ما يجعل الأمر محرجًا للموظفين للتعامل مع الموقف".

كما أضاف أنه "غالبًا ما تضطر هذه الفئة من التلاميذ إلى العمل بمفردهم، لأن الأطفال الآخرين يلقون تعليقات سيئة أمام الفصل لتمييزهم".

يضطر الأطفال الذين يعانون من "فقر النظافة" إلى التغيب عن الصف (مصدر الصورة: أ. ب)

إلى جانب ذلك، لاحظ 26٪ من المدرسين المشاركين في الاستطلاع أن التلاميذ يتغيبون عن صفوفهم بسبب فقرهم وعدم قدرتهم على غسل ملابسهم بالبيت.

جولي ماكولوتش، مديرة السياسات في رابطة قادة المدارس والكليات، قالت إن "مستوى فقر الأطفال في المملكة المتحدة غير مقبول ويجب على الحكومة بذل المزيد من الجهد لمعالجة المشكلة".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة