المغرب.. "ليلة ثانية في العراء" بعد الكارثة

أمضت العديد من العائلات والأسر المغربية الساعات الأولى من صباح الأحد في العراء، بعد حوالي ٢٤ ساعة من أعنف زلزال تعرض له المغرب منذ نصف قرن، وفي مراكش بالتحديد التي تبتعد حوالي ٧٠ كيلومتر شمال شرقي مركز الزلزال، خيمت حالة من عدم اليقين على السكان، إذ يخشى البعض أن تكون الهزة الأرضية ألحقت أضرارا بمنازلهم أو ربما تدمرها هزة ارتدادية ما تزال في علم الغيب، وقد تضرب الأنحاء في الساعات أو الأيام المقبلة.

من بين العشرات الذين يفترشون الأرض متدثرين بملابس ثقيلة وحاجيات متناثرة، ينام رب الأسرة الخمسيني، محمد آية الحاج في الشوارع مع عائلته بالقرب من المدينة التاريخية، لكنها لم يُقدم على تلك الخطوة بدافع الخوف غير المبرر، لكنه اكتشاف بعد الزلزال دلائل على تعرض منزله لأضرار وتمثل ذلك في وجود شقوق بالجدران.

ينشد آية الحاج ينشد وسيلة طمأنة تمكنه من العودة لمنزله إذ يقول في تصريحات لوكالة رويترز: "لا أستطيع النوم هناك- يقصد في منزله- أطلب من السلطات مساعدتي وإحضار خبير لتقييم ما إذا كان من الممكن أن أعود إلى المنزل أم لا. إذا كان هناك خطر، فلن أعود إلى المنزل".

في المساء، استعد نور الدين لحبابي، وهو رجل متقاعد يبلغ من العمر 68 عاما ولديه أربعة أطفال، للنوم، لا في منزله المغلق والمستقر، وأنما في العراء لليلة الثانية على التوالي، إلا أن التجربة لا تمضي بيسر من وجهة نظر الرجل، لكنها تبعث على "الحزن والألم" كما يصف حيث يقول: "إنها تجربة مؤلمة. عندما يحدث هذا لأخيك أو أختك، يكون الأمر مؤلما حقا".

لم تتضرر منازل الأسر التقليدية فقط، بل أن بعض من أجزاء المدينة التاريخية في مراكش تعرضت للتهدم والأضرار أيضا، وتعتبر تلك المنطقة مساحة جذب سياحي شهيرة، سواء للمغاربة أنفسهم أو للسياح الأجانب.

ومنذ مساء أمس السبت الموافق ٩ سبتمبر، بدأ السكان والزوار في التجول في شوارع المدينة القديمة لالتقاط صور للأضرار، وعلى الرغم من المأساة دبت روح الحياة في المنطقة إذ تجمع البعض لتناول الطعام في المطاعم الشعبية بينما تجمع آخرون للنوم في الساحة الرئيسية.

وكان محمد ايذادي، وهو أمريكي من أصل مغربي، يتفقد الأضرار التي لحقت بمسجد في المدينة أمس السبت بالقرب من مكان إقامة والدته، وقال إنه كان في الساحة الرئيسية بالمدينة عندما وقع الزلزال،وقال: "أنا متأكد تماما من أن شعبنا.. شعبنا المغربي وجاليتنا المغربية يمكنهم أن يتضافروا ويجتازوا هذا الموقف بأمان وسلام".

وبعيدا عن المدينة، نامت عائلات في أماكن مفتوحة وعلى طول الطرق، وقالت جورا البالغة من العمر 11 عاما، وهي تتحدث إلى جانب والدها، إنها تشعر بعدم الارتياح بسبب اضطرارها إلى النوم بالقرب من غرباء.