يُعرّف مركز كاسل كريغ نفسه بأنه أول مركز متخصص لإدمان العملات المشفرة في العالم.

قصده أكثر من 300 مريض يعانون من أحد أشكال إدمان العملات المشفرة منذ أن فتح قسما لمدمني تداول العملات الرقمية خلال العام 2018 إلى جانب أقسامه الأخرى المتعلقة بالكحول والمخدرات.

يسعى المركز إلى مساعدة الأشخاص الذين تضررت حياتهم وحياة عائلاتهم بسبب الإدمان على الكحول والمخدرات، وفق ما يشير عبر موقع الإلكتروني.

تأسس المركز عام 1988 في اسكتلندا، ففي ذلك الوقت، لم يكن في البلاد عيادات إعادة تأهيل يسكن فيها المرضى، وكانت ظاهرة جديدة نسبيا في المملكة المتحدة، لكن الجديد هذه المرة إدمان العملات المشفرة.

يصف مدمنو العملات المشفرة تجربتهم "كما يصف أي مقامر إدمانه على القمار"، حسب ما قال ماريني لصحيفة فايننشال تايمز.

فهل ينبغي تنظيم معالجة إدمانها على أنه معالجة إدمان القمار؟ يجيب ماريني "قطعا نعم". المجموعة المؤلفة من ٦ أشخاص والتي روت قصصها، هي جزء من مجموعة تضم 70 مريضا يعالجون في مركز إعادة التأهيل.

كان يرى أحد الذين يتلقون العلاج، العملات المشفرة كاستثمار، فلم يعتبر نفسه أنه يقامر، لكنه خلال الجلسة العلاجية أفصح أن الأمور كانت تسير عكس ذلك. في الواقع كان أدمن المضاربة من خلال شراء العملات المشفرة وإعادة بيعها.

ماريني الذي التقى بحالات كثيرة جاءت للعلاج، اقترح أمرا بناء على خبرته في الموضوع.

فبعد أن ذهل بنتيجة الاستطلاع في الجلسة حول التفكير بالانتحار، وما كشفه بعض المدمنين على التداول الآخرين، اعتبر أنه يجب فرض وضع تحذير صحي على منصات تداول العملات المشفرة. وذلك تماما كما يحصل في أي موقع للمراهنات.

النتيجة التي لمسها في مركز التأهيل أن العديد من الناس فقدوا أسرهم، وفقدوا وظائفهم، ووصلوا إلى حد الاختلاس، بغية المضاربة بالعملات الرقمية والبحث عن المزيد من الأرباح.

حسب ماريني، يجب أن يكون هناك تحذيرات من "الانغماس الخطر" في هذا النوع من التداول، "والإشارة إلى أنه من الممكن أن يتسبب بقتل الناس بالفعل".

لا يزال موضوع تنظيم العملات الرقمية غير وارد أو بعيد المنال في الكثير من البلدان.

وفي محاولة لترسيخ مكانة لندن "كمركز" للابتكار في الأسواق المالية، وضعت الحكومة البريطانية إطارا شاملا للعملات المشفرة من شأنها أن تجعلها تتماشى مع اللوائح المعمول بها للخدمات المالية.

لكن، الشهر الماضي، ذكر تقرير أصدرته مجموعة من أعضاء البرلمان أنه يجب تنظيم العملات المشفرة تماما مثل تنظيم المقامرة، لأن "الناس يتاجرون في الأصول التي ليس لها قيمة جوهرية، أو منفعة اجتماعية ملحوظة".

تحدث المرضى في المجموعة بكاسل كريغ خلال جلسة العلاج استخدامهم تطبيقات تداول العملات المشفرة التي تم إنشاؤها لتشجيعهم على الاستثمار "بشكل قهري والبحث باستمرار عن الربح سريع"، حسب تعبيرهم.

أمام هذا الواقع ستضطر منصات التداول بالعملات الرقمية عبر الإنترنت في المملكة المتحدة قريبا إلى فرض حدود على حجم الحصص الممكن تداولها وإجراء فحوصات أساسية للقدرة على تحمل التكاليف على المستخدمين.

إلا أن بعض شركات التداول بالعملات المشفرة انتقدت ذلك كونه يقلل من الفائدة المحتملة للعملات المشفرة بالنسبة للاقتصاد والمستهلكين.

خلال الجلسة العلاجية، تحدث أحد المرضى كيف أنه كان يصحو الساعة الثالثة ليلا ويتفحص تطبيق التداول على هاتفه، الذي يعمل على مدار الساعة ويعرض رسوما بيانية تحفز على المتابعة وتثير العواطف.

وجدت دراسة أجراها مركز أبحاث Blockchain خلال العام 2023 أن مستخدمي العملات المشفرة الذين يذهبون إلى حد المقامرة هم في الغالب "شباب، من الذكور، المتعلمين، والميسورين ماليا".

عندما يتعلق الأمر بالعملات المشفرة مثل البتكوين، غالبا ما يتم تحفيز المستثمرين الجدد من قبل الأصدقاء للقيام بذلك، وفقا لدراسة جديدة ساهمت فيها مؤسسة فيرنا لتعليم المستثمرين.

بينت أنه ارتكز نحو ثلث مستثمري العملات المشفرة الجدد خلال عام 2022 على تحفيز أحد الأصدقاء للاستثمار في مجال العملات الرقمية، وفقا لما نقلته سي أن بي سي.

يعتبر الخبراء أن شراء البيتكوين والإيثيريوم والأصول الرقمية الأخرى بناء على توصية أحد الأصدقاء فحسب، من دون قناعة مسبقة ودراسة، ربما يؤدي إلى مشكلات.

هذه المشكلات قد تحدث جراء عدم فهم الأشخاص الذين ارتكزوا في استثمارهم على تحفيز أحد الأصدقاء لمخاطر وتقلبات العملات المشفرة، أو كيف تتناسب مع محفظة استثمارية متنوعة بشكل جيد.

وارتكز نحو ثلث المستثمرين الجدد في مجال العملات المشفرة خلال عام 2022، 31٪، على اقتراح صديق كمحفز رئيسي للشراء، وفقا للدراسة.

• أعلن وزير الداخلية في مونتينيغرو، فيليب أدجيتش، خلال شهر مارس، توقيف دو كوون، مؤسس العملة المشفرة "تيرا" الملاحَق بموجب مذكّرة حمراء للشرطة الجنائية الدولية "إنتربول".

• هيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة وجّهت لدو كوون في منتصف فبراير الاتهام "بتدبير عملية احتيال بمليارات الدولارات على شكل أصول مشفرة".

• تدهور "تيرافورم لابز" وانهيار العملة المشفرة "تيرا" العام الماضي أديا إلى خسارة مستثمرين نحو 40 مليار دولار، ما أحدث اضطرابات كبرى في الأسواق العالمية للعملات المشفرة، وفق فرانس برس.

• بعد تسجيل أعلى مستوياتها خلال العام ٢٠٢١، دخلت العملات المشفرة فترة من الانخفاض المستمر، أطلق عليها خبراء اسم "شتاء العملات المشفرة".

• كشف الرئيس التنفيذي لشركة بلوكتشين.كوم، ومقرها لندن، بيتر سميث، أن الآلاف من مطوري العملة الرقمية غادروا الولايات المتحدة بسبب موقفها السلبي تجاه القطاع.

• بينما يريد بعض المشرّعين الأميركيين وضع قواعد خاصة بسوق العملات المشفّرة، اتّخذت السلطات التنظيمية موقفا صارما بسبب مخاوف من غسيل الأموال وعمليات الاحتيال، وفق فرانس برس.

أعرب منظّمون في جميع أنحاء العالم عن قلقهم بشأن الافتقار إلى السيطرة على العملات الرقمية ولكن كان هناك اتجاه في العديد من البلدان نحو تنظيم هذا القطاع. ووافق وزراء الاتحاد الأوروبي على تدابير للقضاء على الاحتيال الضريبي باستخدام العملات المشفرة.

• لم تتعاف أسواق العملات الرقمية العالمية بعد من سلسلة إخفاقات كبيرة شهدتها مؤخرا، بينها انهيار منصة "إف تي إكس" للتداول ومصرفي "سيغنتشر" و"سيلفرغيت" اللذين يتعاملان مع العملات المشفرة، وفق فرانس برس.

• اتّهمت السلطات القضائية الأميركية مؤسّس منصّة تداول العملات المشفّرة "إف تي إكس" ورئيسها السابق سام بانكمان-فريد بأنّه أمر بتقديم رشاوى بـ40 مليون دولار على الأقلّ لمسؤولين صينيين، وذلك نهاية مارس.

• جاءت الدفعات المالية بعدما عمد مسؤولون صينيون في أوائل العام 2021 إلى تجميد حسابات للتداول بالعملات المشفّرة بقيمة نحو مليار دولار تديرها شركة ألاميدا التابعة لمنصّة إف تي إكس، وفق اللائحة الاتّهامية المعدّلة الموقّعة من المدّعي العام داميان ويليامز.

• وجّهت أيضاً إلى بانكمان-فريد تهمة الاحتيال الإلكتروني والتآمر لتبييض الأموال وانتهاك قواعد التمويل الانتخابي.

أفلست منصة "إف تي إكس" وشركة "ألاميدا ريسرتش" المرتبطة بها في نوفمبر، ما أدّى إلى انهيار مجموعة للتداول الرقمي كانت قيمتها السوقية قد بلغت في مرحلة معيّنة 32 مليار دولار.

• حاول بانكمان-فريد وشركاء له عبر "وسائل عدّة" استعادة الأموال المجمّدة بما في ذلك من خلال محامين والتواصل مع سلطات التداول في الصين.