لامبيدوزا .. ترانزيت أوروبا المكتّظ بالمهاجرين

تحاول جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة التعامل مع تدفق المهاجرين من شمال إفريقيا بعد أن استقبلت أكثر من سبعة آلاف شخص، الرقم الذي يعادل إجمالي عدد سكان الجزيرة.

على أرضها بُني مركز استقبال لإيواء المهاجرين، يتسع لأقل من 400 شخص. اليوم يكتظ المركز برجال ونساء وأطفال، اضطر بعضهم للنوم في الخارج على أسرة بلاستيكية وبطانيات.

ففي الأيام الأخيرة وصل إلى الجزيرة أكثر من ٥ آلاف شخص، فيما سجّل وصول ٣ آلاف مهاجر دفعة واحدة في ١٣ سبتمبر، وفقا لوزارة الداخلية.

يرى ماتيو فيلا، من معهد الدراسات السياسية الدولية، أن عدد الوافدين خلال 48 ساعة هو "رقم قياسي".

وأعلن رئيس الصليب الأحمر الإيطالي روزاريو فالاسترو، الخميس في بيان، أن الصليب الأحمر الذي يدير مركز الاستقبال في لامبيدوزا "يفعل المستحيل وأكثر من المستحيل".

كما أعلنت المنطقة حال الطوارئ المحلية، كما شهدت المنطقة توتراً الأربعاء أثناء توزيع المواد الغذائية من قبل الصليب الأحمر.

الجزيرة تضيق بالزوار غير المتوقعين، حيث العديد منهم يعانون من سؤ أوضاعهم، إذ أن بعضهم لا يملك المال.

في حين رفضت بعض المطاعم استقبالهم، قدمت مطاعم أخرى وجبات مجانية للمهاجرين. كما ساهم سكان محليون وسياح في دفع ثمن الطعام لغير القادرين.

يقوم خفر السواحل بانتشال معظم المهاجرين في البحر من على متن قوارب غير محهّزة وينقلونهم إلى ميناء لامبيدوزا.

وفقاً لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، توفي أكثر من ألفي شخص هذا العام أثناء العبور من شمال إفريقيا الى إيطاليا ومالطا.

وآخر ضحية، رضيع في شهره الخامس سقط في الماء الأربعاء الماضي أثناء نقل مجموعة مهاجرين إلى الشاطئ.

منذ سنوات يواجه مركز استقبال المهاجرين في لامبيدوزا صعوبة في استيعاب عدد الوافدين، مع إبلاغ المنظمات الإنسانية عن نقص في المياه والغذاء والرعاية الطبية.

وتأخذ ايطاليا على شركائها الأوروبيين عدم القيام بما يكفي لمساعدتها في التعامل مع هذا العدد الكبير من المهاجرين.

وأبلغت المانيا هذا الأسبوع أنها لن تستقبل بعد الآن مهاجرين، في حين أعلنت فرنسا إرسال تعزيزات للتصدي للهجرة غير الشرعية على حدودها مع إيطاليا.

خصصت الحكومة الإيطالية من اليمين المتطرف مؤخراً 45 مليون يورو للامبيدوزا لمساعدة الجزيرة على التعامل بشكل أفضل مع وضع المهاجرين، لكن رئيسة الحكومة جيورجيا ميلوني، التي انتخبت قبل عام بعد أن قطعت وعودا بوضع حد للهجرة الجماعية، طلبت مساعدة الاتحاد الأوروبي.

والخميس أكدت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن بروكسل "على اتصال وثيق" مع روما حول هذا الوضع، موضحة أن إيطاليا تلقت 14 مليون يورو من الأموال الأوروبية لمواجهة هذا الوضع.

وأعلن نائب رئيسة الوزراء الايطالية ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة الإيطالية (لا ليغا)، المعادي للهجرة، أنه يرى في تدفق المهاجرين بهذه الأعداد الضخمة "إعلان حرب" على إيطاليا.

بينما سخرت المعارضة اليسارية من فشل السياسة التي ينتهجها الثنائي ميلوني-سالفيني بعد تعهدهما خلال حملة الانتخابات التشريعية في 2022 بوقف قوارب الهجرة.

ووصل نحو 124 ألف مهاجر إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية العام، مقارنة بـ 65500 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مع ذلك فإن الأرقام لم تتجاوز بعد أرقام عام 2016، عندما وصل أكثر من 181 ألف شخص معظمهم من السوريين الفارين من الحرب، إلى أوروبا.