سوريون بحثوا عن حياة أفضل في ليبيا فجرفهم "إعصار دانيال"

قبل عامين، غادر عمار كنعان، نجل نسمة جباوي البالغ من العمر 19 عاما، منزله في محافظة درعا جنوبي سوريا إلى ليبيا حيث خطط للعمل وتوفير المال لدفع رسم للسلطات السورية يبلغ حوالي 8000 دولار يعفيه من الخدمة العسكرية الإجبارية.

كانت نسمة والدة عمار تطمئن عليه فحادثها بعد ظهر الأحد قبيل العاصفة حيث أخبرها سيغلق محل الحلويات الذي يعمل فيه ويعود إلى منزله لأنه من المتوقع حدوث عاصفة قوية ليكون آخر تواصل بينهما.

في اليوم التالي حاولت نسمة الاتصال بابنها الشاب دون جدوى يُظهر حساب واتساب الخاص به أن آخر مرة كان فيها هاتفه متصلاً بالإنترنت في حوالي الساعة 1:30 صباحًا يوم الاثنين.

بصوت تخنقه الدموع قالت نسمة لأسوشيتد برس ”لا يزال لدينا أمل”.

بعد يومين توجه عم كنعان بالسيارة إلى درنة من مدينة بنغازي بشرق ليبيا حيث يعمل، ليجد أن المبنى الذي يعيش فيه ابن أخيه قد جرفته المياه لتقول نسمة إن كل من كان داخل المبنى يعتبر في عداد الموتى.

قبل عامين قدم زيد مرابح ابن الـ 19 عاما إلى ليبيا من مدينة حمص وسط البلاد ليعمل نجارا.

في يوم العاصفة سمع مرابح دويا عاليا، فقد انهارت السدود ليجد منسوب المياه قد ارتفع ليركض بشكل محموم نحو الأراضي المرتفعة - تل شيحا الشرقي القريب ليشاهد المياه تدمر كل شيء.

عبر الهاتف تحدث مرابح لأسوشيتد برس من درنة المنكوبة ما شاهده في اليوم التالي عما حدث لأقاربه في اليوم التالي فقد اختفى المبنى الذي يقيمون فيه وقال إن عمه عبد الإله مرابح وخالته زينب وابنتهما شهد البالغة من العمر سنة واحدة لقوا حتفهم.

وما يزيد الأوجاع بحث مرابح عن جثث ذويه في الشارع لكنه لم يتمكن من العثور عليهم.

في العاصمة السورية، دمشق، تلقى أفراد عائلة قلعجي، الخميس، التعازي في وفاة أفراد عائلتهم الثمانية الذين قتلوا في درنة.

وقالت الأسرة في بيان إن فراس قلعجي وزوجته رنا الخطيب وأطفالهما الستة سيدفنون في ليبيا.

قبل ٩ أشهر انضم هاني تركماني إلى أبناء عمومته في ليبيا بعد أن وجدوا له عملا يساعده على ”تحسين حياته” بحسب عمته غنى القاسم.

بعد انحسار مياه الفيضانات، ذهب أبناء عمومة تركماني الذين نجوا من المأساة للبحث عنه ليجدوا شقته مليئة بالمياه والطين، لكن وجود ثقب كبير في الجدار أثار آمالهم في أنه ربما هرب من المبنى أو أخرجه عمال الإنقاذ، على حد قول غنى التي اختتمت كلامها مع أسوشيتد برس بـ "إن شاء الله".