"كذب أبيض" في الأوسكار

تم ترشيح الفيلم للأوسكار بإجماع الآراء من قبل لجنة متخصصة برئاسة المخرجة ومديرة الخزانة السينمائية المغربية نرجس نجار وعضوية سبعة من الأسماء البارزة بمجال صناعة السينما في المغرب، كان قد فاز سابقا في مهرجان كان السينمائي عن فئة أفضل إخراج من بين ١٧ فيلم شاركوا في قسم "نظرة ما" التي تواجد فيها "كذب أبيض" في حفل توزيع جوائز الدورة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي الدولي لعام ٢٠٢٣.

الفيلم الذي استغرق تصويره ١٠ أعوام، يرسم مخططا متشابكا للاضطرابات السياسية التي عاشتها المغرب في فترة انتفاضة الخبز وما بعدها، حتى أنه يصل إلى معاناة جيل التسعينيات في تشكيل هوياتهم السياسية وسط منطقة كانت ولا زالت تشهد صراعات سياسية كثيرة.

وكان المركز السينمائي المغربي قد اختار فيلم "كذب أبيض" للمنافسة باسم المغرب في الأوسكار من بين ٥ أفلام تقدموا للمنافسة على الترشيح، لكن شروط الأكاديمية انطبقت على ٣ منهم فقط، فوق اختيار اللجنة على فيلم المخرجة أسماء المدير.

يسرد الفيلم تجربة شخصية للمخرجة أسماء التي تساعد أهلها في الفيلم في نقل أثاث البيت القديم ومحتوياته إلى بيت جديد، مع وجود دمى تعبر عن فترة سياسية أو حدث شهدته البلاد في فترة ما.

وتجمع أسماء في الفيلم صورا كثيرة تعبر عن مراحل وأحداث مغربية إلا أنها تذهب مع الريح كلها إلا صورة الملك الحسن الثاني تبقى معلقة على الجدار.

ويمتاز الفيلم برمزية عالية، تجعل كل عنصر يظهر أمام الكاميرا يدلل على رمز سياسي أو اجتماعي معين، ورغم أنه فيلم توثيقي إلا أن توقعات مغربية بأن يحصد الفيلم إحدى الجوائز في حفل الأوسكار ٢٠٢٤ كما حصد جائزة مهمة في مهرجان كان في مايو ٢٠٢٣.

وتعلن أكاديمية الأوسكار في ديسمبر القائمة الأولية للأفلام المتنافسة على أوسكار أفضل فيلم عالمي والتي ستضم 15 فيلما.

وفي يناير مع بداية السنة الجديدة، تعلن أوسكار القائمة القصيرة للأفلام المرشحة والمكونة من ٥ أفلام فقط. ويحق لكل دولة ترشيح فيلما واحدا كل عام للمسابقة المخصصة للأفلام الناطقة بغير الإنجليزية والتي انتجت خارج الولايات المتحدة.

واندلعت انتفاضة الخبز في ١٩ يناير ١٩٨٤ وبلغت ذروتها في عدة مدن مغربية أبرزها مراكش وتطوان، وبدأت الاحتجاجات بمجموعة من التلاميذ ثم تبعهم فئات عديدة من المجتمع المغربي رفضوا ارتفاع تكلفة المعيشة وأسعار المواد الأساسية مثل الخبز والرز والزيت.

وسميت بانتفاضة الخبز لأن المجتمع العربي اعتاد على لفظ "بدنا ناكل خبز" كدلالة على مطالبته بحياة كريمة وبسيطة.

وتعتبر انتفاضة الخبز تكملة لسلسة من الانتفاضات بدأت في ١٩٦٥ مرورا بانتفاضة ١٩٨١ وما بينهما من احتجاجات كانت تكبر وتفتر بين الحين والآخر. وامتازت فترة حكم الحسن الثاني للمغرب في تلك الفترة بالانتفاضات الاجتماعية الكثيرة وما صاحبها من تضييق على النقابات والحركات الطلابية في المغرب.