الزلزال يُفقد "ليبراسيون" مصداقيتها أمام المغاربة

توضح مديرة ليبراسيون، ألكسندرا شوارتزبرود، أن اختيار الصورة والعبارة التي أثارت الجدل تم خلال الاجتماع التحريري حينما كان الفريق يبحث عن بصريات تلفت انتباه الناس.

وبالرغم من أن الصورة لم تكن الحديثة لأنها ظهرت مرارا وتكرارا على وسائل إعلامية أخرى، حاول الفريق إضافة عنصر مثير لها، وهي العبارة "حتى تكتسب حياة جديدة في أعين القراء".

واعترفت شوارتزبرود أن السيدة المغربية ليست هي من تقول "ساعدونا، نموت في صمت"، فهذه العبارة كانت قد انتشرت من خلال رسالة صوتية عبر تطبيق الواتساب لأحد المتضررين بالزلزال في منطقة جبلية بإقليم الحوز كان من العسير الوصول إليها بسبب سقوط أحجار جبلية كبيرة وسط الطرق.

تقول الصحيفة إنه بمجرد نشر الصورة، التي التقطتها عدسات أحد مصوري وكالة فرانس برس، تعرضت الصفحة الأولى من الصحيفة لانتقادات من قبل بعض المعلقين المغاربة، منددين بالإيحاءات التي وصفوها بالـ"الاستعمارية"، والرغبة في إعطاء رؤية "بائسة" للمغرب، العاجز عن مساعدة سكانه، أو حتى المجبر على التوسل من أجل الخلاص.

مواقع إعلامية محلية اعتبرت أن ما تقوم به الصحافة الفرنسية له خلفية مرتبطة "بعدم استجابة السلطات المغربية لمقترح الدعم الذي تقدمت به باريس، بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، في حين قبل المغرب بمساعدات 4 دول فقط وهي بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات".

في دراسة أكاديمية حول الميول السياسي لوسائل الإعلام الفرنسية، استند باحثون فرنسيون إلى قاعدة بيانات تم تجميعها من قنوات تلفزيونية ومحطات راديو على فترة تمتد لحوالي 20 سنة، وتحتوي البيانات على معلومات عن هوية المضيفين والضيوف وميولهم السياسية.

أظهرت نتائج الدراسة أن المضيفين يلتزمون بالاتجاه السياسي للقنوات الإعلامية التي يعملون بها، حتى في بعض الحالات التي يعمل فيها المضيفون في عدة مؤسسات إعلامية يتبنى سياسات مختلفة.

كما شملت الدراسة مراجعة للقنوات التي يتغير فيها الخط التحريري بتغير المالك، وأظهرت النتائج أن المضيفين يمتثلون لتفضيلات المالك الجديد.

في دراسة أخرى أجريت بمركز بيو للأبحاث، ركز الباحثون على عدة دول أوروبية من ضمنها فرنسا التي صرحت عينة من مواطنيها المشاركين في الدراسة عن عدم ثقتهم بوسائل الإعلام، باستثناء فرانس 2.

في فرنسا، يختلف قراء اليسار واليمين في المصادر الإعلامية التي يلجأون إليها للحصول على الأخبار. من بين أولئك الذين ينتمون إلى اليمين الأيديولوجي، تعد BFM مصدر الأخبار الرئيسي الأكثر استشهادا، في حين أن الأشخاص على اليسار غالبا ما يذكرون TF1 وFrance Télévisions، تلفزيون فرنسا.

وتتطابق نتائج الدراسة مع بيانات يقدمها موقع ستاتيستا والذي يفيد أن القنوات الإقليمية والوطنية مثل قناة فرانس إنفو الإذاعية وتلفزيون فرنسا تحظى بشعبية أكبر. وتضيف بيانات موقع الاحصائيات أن الفرنسيين أيضًا يشككون بشدة في الصحفيين، ولا يعتبرونهم مستقلين تماما، بل يعتبرونهم ضحايا للضغوط الخارجية من السياسة والسلطة والمال.