محترفون وهواة.. عرض "خطوط" التونسي يكسر الحواجز

اعتاد مصمم الرقص الفرنسي البريطاني، أندرو غراهام على العمل مع ذوي الهمم ومهاجرين وأقليات جندرية ومشردين، لكنه يقول لوكالة فرانس برس إن عرض "لاينز" أو خطوط، لا يتعلق على الإطلاق بالإعاقة فيوضح "لقد أحدثت تنوعا واختلاطا، لكننا نتحدث عن الرقص فقط".

يشرح مصمم العرض أن "خطوط" يضم بالفعل الكثير من الأطفال ذوي الهمم، مما سيثير تساؤلات الجمهور، لكنه يُضيف: "سيهتم الناس سريعا بالرقص، بما يفعلونه، وليس بوضعهم".

يؤكد غراهام أن هدفه من ذلك هو تحطيم كل الحواجز التي تمنعنا من ابتكار أشياء استثنائية على غرار هذه اللحظة.

وضع غراهام تصور عرض خطوط بعدما أدار الكثير من الورش الفنية في العام 2021 لصالح جمعية "الشارع فن" المنظمة لمهرجان "دريم سيتي" والتي تحاول إتاحة الفن لأبناء الأحياء المهمّشة.

ويجمع عرضه الفريد من نوعه 15 راقصا، من بينهم ٥ محترفين، و5 من ذوي الهمم، بالإضافة إلى أمهاتهم وإخوتهم وأخواتهم فضلا عن مختصة في لغة الإشارة.

يؤكد غراهام أن هذه الهويات المختلفة تتداخل في العرض، مشددا على أنه يجد في عمله صدى لروايات جده، وهو تونسي من أصول صقلية، عاش في تونس الذي يصفه كـ "بلد مختلط للغاية"، مزج الكثير من الثقافات.

استلهم الفنان من الموسيقى الصوفية لعروض "الحضرة" التونسية وأضاف عليها أنواعا موسيقية أخرى مثل الإيقاعات الإلكترونية.

ومن بين المشاركات أمهات مثل حكيمة بالسعود، والدة إياد التي تركت عملها في مجال السياحة في العام 2018 لتهتم بابنها صاحب الصوت الجميل، تقول حكيمة إن "الرقص حلم الطفولة" الذي لم يتحقق حيث نشأت في عائلة محافظة، وحتى زوجها "طرح الكثير من الأسئلة" بعد قرارها المشاركة بالرقص مع ابنها في العروض.

ومنذ شاركت حكيمة في مشروع "لاينز" انقلبت حياتها وتركت الروتين اليومي القاتل، الذي تضمن العناية بالأبناء والبيت، وأصبح بإمكانها إيجاد وقت ومساحة كي ترقص وتغني وتضحك، كما تصف.

حكيمة الآتية من بيئة محافظة، لا تنزعج من تواجدها مع شخصية مثلية مثل الممثل الراقص أحمد الطايع وتؤكد: "ليس لدي مشكلة مع الاختلافات، يجب أن نتقبل الجميع، حتى إياد مختلف".

يبدي أحمد المشارك في العرض سعادته لإظهار الجانب "الإنساني" من شخصيته، بعيدا عن منشوراته التي تثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويؤكد أنه ذهل ذلك من اكتشاف موهبة شقيقته نورهان البالغة من العمر ٢١ عاما، والتي يصفها بـ "نورهان الفنانة".

ونورهان مصابة بمتلازمة داون، لكن شقيقها يقول: "جميعنا يعاني إعاقة، والأشخاص الذين يشاهدون العرض سيكتشفون لاحقا إعاقتهم من الداخل، هنا جنة الأشخاص المختلفين".

أما الراقص الغابوني سيدريك مبورو، فقد انخرط بدوره توجه العرض القائم على "المشاركة والمساعدة" حيث يرى أن جميع المشاركين يتحولون لمصممي رقصات، ويؤكد أن حتى ذوى الهمم منهم يتمكنون من إنجاز 80 % مما يريدون إنجازه.

يأمل غراهام أن يتمكن هذا العرض الذي يصفه بالطموح للغاية من السفر حول العالم، إلى أوروبا، إلى الشرق الأوسط، إلى أفريقيا.