بعد انتشارها في السودان.. كيف جاءت "إل نينيو" بحمى الضنك؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، غالبية من يصابون بحمى الضنك للمرة الأولى قد لا تظهر عليهم الأعراض أو تصيبهم أعراض طفيفة ومتوسطة.

أبرز تلك الأعراض هي الإصابة بحمى ترفع حرارة الجسم لنحو 40 درجة مئوية، بالإضافة لصداع شديد وألم خلف العينين وأوجاع في عضلات الجسم والمفاصل وشعور بالإعياء والتقيؤ وتورم الغدد.

تظهر الأعراض عادة بعد 4 إلى 10 أيام من الإصابة بالفيروس عبر لدغة بعوضة الزاعجة المصرية، وتشير مستشفى كلية لندن الجامعية المرموقة بأن نحو 25% ممن يصابون بحمى الضنك للمرة الأولى تظهر عليهم تلك الأعراض.

تستمر الأعراض عادةً نحو أسبوع ويبدأ المريض بالشعور بالتحسن والتعافي بعد أسبوعين، وقد تستمر تلك بعض الأعراض لمدة أطول، كالشعور بالإعياء والإرهاق.

العرض الأشهر لحمى الضنك هو بروز نقاط حمراء صغيرة تحت الجلد في جميع أنحاء الجسم تصيب المريض بالحكة، ويظهر هذا العرض عادةً في اليوم الثالث أو الرابع. وقد يلاحظ بعض المصابين تقشر الجلد كما لو كان مصاباً بحروق التعرض للشمس.

المصابون بحمى الضنك للمرة الثانية هم الأكثر عرضة لتجربة أعراض عنيفة وقد تكون خطيرة، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعد اليوم الثالث وحتى السابع لظهور الأعراض الأولية الفترة الحرجة التي قد تظهر فيها الأعراض الأكثر خطورة وفقاً لمنظمة الصحة للبلدان الأميركية.

تشمل تلك الأعراض التقيؤ المستمر، تورم الأطراف بسبب احتباس السوائل في الجسم، آلام شديدة في البطن، وتنفس سريع، ونزيف في اللثة أو الأنف، وشعور بالعطش الشديد، وشحوب وبرودة الجلد.

المنظمات الصحية تنصح من يمرون بتلك الأعراض الشديدة بالتوجه فوراً للمستشفى لتلقي الرعاية الطبية.

لا يوجد علاج للإصابة الفيروسية بحمى الضنك. لذلك، تركز الهيئات الطبية على الوقاية ومنع التعرض للبعوض الناقل للمرض من الأساس.

مؤخراً، عمل فريق علمي على تعريض البعوض الناقل لحمى الضنك للإصابة بأحد أنواع البكتيريا وهو ما أدى لانخفاض نسبة الإصابات بنحو 77%.

منظمة الصحة العالمية تنصح باستخدام باراسيتامول (بانادول) لتخفيف الآلام والصداع الناتجين عن الحمى، لكنها تنصح بالابتعاد عن الأسبرين وإيبوبرفين لأن تلك العقاقير ترفع من خطر حدوث نزيف.

بينما تنصح منظمة الصحة للبلدان الأميركية بالمواظبة على الراحة التامة وشرب السوائل في الأسبوع الأول لظهور الأعراض.

استخدام نبتة الألوفيرا، الصبار، يعتبر خيارا آخر لتخفيف الحكة، لأنها تملك خصائص مضادة للفطريات ومضاد للبكتيريا ومطريات ومضادة للالتهابات تساعد في تخفيف الحكة بشكل كبير.

في العادة، نسبة الوفيات من حمى الضنك لا تتجاوز الـ 1% من المصابين، في العام الماضي، تم الإبلاغ عن 2.8 مليون إصابة في أمريكا اللاتينية وكان عدد الوفيات 1280.

لكن في السودان، فإن انهيار القطاع الصحي وسط الاقتتال الداخلي وتوقف 4 من كل 5 مستشفيات في البلد يرفع من خطر الموت بشكل كبير نظراً لعدم توفر رعاية صحية لمن يصابون بالأعراض الشديدة للمرض. والأطفال في العادة هم الفئة الحرجة والأكثر عرضة للوفاة.

ولاية القضارف في السودان هي الأكثر تسجيلاً لحالات الإصابة بحمى الضنك العسيرة. وعلى الرغم من أن المنطقة لم تشهد اقتتالات ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع بالمقارنة بغيرها، إلا أنها أصبحت بؤرة لاستقبال مئات آلاف النازحين من مناطق أخرى من البلاد. وهو ما وضع قطاعها الصحي تحت ضغط كبير أدى لنفاذ الأماكن للمرضى الجدد.

تقدر منظمة الصحة العالمية بأن نحو 100-400 مليون شخص حول العالم معرضون للإصابة بحمى الضنك سنوياً في 129 دولة.

المرض الاستوائي آخذ بالانتشار في مناطق جديدة حول العالم مع ارتفاع معدل احترار الكوكب وتسبب التغير المناخي في ظواهر طقس متطرفة تساعد البعوض الناقل للحمى على التكاثر في دول جديدة، مثل موجات الجفاف والفيضانات التي تترك خلفها مياه راكدة لفترات طويلة.

وفي شهر يوليو الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ظاهرة إل نينيو المناخية التي تبدأ هذا العام وتتكرر بشكل دوري كل 2-7 أعوام ترفع من خطر انتشار فيروس حمى الضنك في الدول الآسيوية لتسببها في المزيد من موجات الجفاف والفيضانات.