"مطعم الحب".. عطاء بلا مقابل لمشردي تونس

هبة شاهر الكاتبة العامة للجمعية روت لبلينكس قصة هذا المشروع الذي انطلق بإعداد وجبات لفاقدي المأوى بمنازل أعضاء الجمعية والمتعاطفين معها ثم توزيعها.

وبعد 6 سنوات، في العام 2020 فكّر أحد المتطوعين في تأسيس مطعم لطهي الطعام، لكن أيضا يتولى توفير جزء من الموارد المالية حتى تغطّي الجمعية أكبر عدد ممكن من وجبات المشردين الذين تتزايد أعدادهم من سنة إلى أخرى.

تضيف هبة أن المشروع لا يقف فقط عند مهمة الإطعام، لكنه كذلك يهدف إلى دعم المشاريع الصغيرة لبعض المشردين حتى يصبح لهم دخل ثابت يمكّنهم من امتلاك منازل والعيش بطريقة طبيعية تحت سقف يأويهم.

ومن بين الأهداف الأخرى لمطعم الحب، توفير التغطية الصحية للأشخاص بلا مأوى، خاصة أن أغلبهم من كبار السن ويعانون من أمراض متعددة بسبب إقامتهم الطويلة في العراء.

عند تجولك بمدن تونس خاصة بالعاصمة، تلاحظ انتشاراً واسعاً للمشردين، مما يدفع ببعضهم إلى التسول عند إشارات المرور في مشهد اعتاد عليه الناس، بعد أن كان غريباً قبل سنوات قليلة.

كذلك يمكن مشاهدة نساء ورضّع يفترشون الأرض ومعهم بعض علب الكرتون في ليالي شتاء تونس شديدة البرودة، في ظاهرة باتت تكشف عن مدى تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.

وعن أسباب هذا التحول "المفاجئ"، يوضح معز بوخريص رئيس جمعية "ناس الليل" التي تشتغل أيضاً على ملف التشرد، أن الظاهرة باتت تكشف عن مدى تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.

ويقول إن هذه الأزمة أجبرت ما لا يقل عن 3000 تونسي في محافظات تونس الأربع الكبرى، على الخروج وتحمل قسوة الشارع.

ويضيف معز بوخريص، أن تزايد نسب البطالة والفقر خلال الأعوام الماضية، فاقم بشكل مهوّل أعداد المشردين التونسيين، إلى جانب توافد المهاجرين الأفارقة، بالإضافة إلى التحولات الاجتماعية الطارئة بسبب غياب نموذج تنموي، ما أثر على نقص الاهتمام بالفئات الهشة بالمجتمع، على غرار الأطفال الذين يقيم 800 منهم بالشوارع وفقا لتقديرات رسمية.