مجتمع
.
من أشطر؟ البنات أم الأولاد؟ صراع أزلي بين الجنسين لا يبدو أن له نهاية. يحضرون نفس الفصول الدراسية، ينتمون إلى نفس العائلات، لكن يبدو الفتيات يتفوقن باستمرار على الأولاد، ويتخرجن بمعدلات أعلى في المدارس الثانوية العامة.
لكن ما الأسباب التي تجعل من هذه النظرية عابرة للقارات وفي معظم دول العالم؟
أسباب فشل الأولاد ليست واضحة، ولكن تشير المقابلات مع الطلاب والمعلمين والباحثين إلى عدة عوامل، ومنهم التساوي بالرواتب.
تقول الأبحاث أن الرجال على الأغلب يقبضون رواتب توازي رواتب النساء على الرغم من الاختلاف الشاسع في المستوى التعليمي، فلا خوف على الراتب في المستقبل. وفي المتوسط، تتمتع النساء بسنوات تعليم أطول وأكثر احتمالية من الرجال لإكمال البكالوريوس أو الماجستير. ومع ذلك، هناك فجوة كبيرة في الأجور بين الجنسين في كل مستوى من مستويات التعليم.
بشكل عام، يجب على المرأة إكمال درجة إضافية واحدة حتى تحصل على نفس الأجر الذي يتقاضاه الرجل ذو المستوى التعليمي الأقل.
وتظهر البيانات أن عدد خريجات المدارس الثانوية المسجلات في الكليات أكبر من عدد الرجال، مع ارتفاع معدل التسرب من المدارس والجامعات بين الرجال بنسبة 20٪ مقارنة بالنساء.
ولكن على المدى الطويل، فإن عدم الحصول على شهادة الثانوية العامة يمكن أن يعيق الرجال.
كمثال على هذا الأمر، كان براينت ويست في منتصف الطريق في المدرسة الثانوية في الولايات المتحدة عندما ترك الدراسة في عام 2020. وبدلا من تعلم الجبر والأشياء الأخرى التي لم يكن يتخيل أنه سيحتاج إليها على الإطلاق، شعر أنه من الأفضل قضاء وقته في العمل في مطعم بوبايز لمساعدة والدته مع الفواتير. وقال: "أشعر أنها (الشهادة) لا معنى لها".
وخطط ويست، البالغ من العمر 18 عاما، بدلاً من ذلك للحصول على شهادته، التي حصل عليها بعد ٣ سنوات، في سبتمبر.
قالت بيث جاروش، مديرة البرامج في منظمة PRB البحثية، إنه في بعض الحالات، لا يكون الأولاد مثل ويست في عجلة من أمرهم للتخرج مثل الفتيات لأنهم لا يحتاجون إلى شهادة الثانوية العامة لتغطية الإيجار أو تحمل المسؤوليات.
في بوفالو، بدأت مشاكل بنجامين نيكولز في المدرسة مبكرًا. بعد طلاق والديه عندما كان في السادسة من عمره، بدأ يتصرف بطريقة غير لائقة. وقال نيكولز، الذي انتهى به الأمر بترك المدرسة الثانوية بعد الصف التاسع.
وأخذ نيكولز أكثر من 10 سنوات قبل أن يحصل على شهادة الثانوية في عام 2019. ومن بعدها، حصل نيكولز البالغ من العمر الآن 33 عاما، على شهادة لمدة عامين في البناء والصيانة الكهربائية في العام الماضي. وكان يتمنى نيكولز إذا استمع المدرسين إليه، حيث قال: "لم يكلف أحد عناء طرح السؤال إذا كنت على ما يرام؟"
نيكولز واحد من الملايين، فتقول الدراسات أن واحد من كل 10 رجال يعاني من القلق والاكتئاب، إلا أن أقل من نصفهم يسعون للحصول على العلاج اللازم.
ووفقا لاستطلاع أجرته شركة Priory، ٧٧٪ من الرجال عانوا من أعراض الصحة العقلية الشائعة مثل القلق أو التوتر أو الاكتئاب، ولكن ٤٠٪ منهم لم يتحدثوا أبدا مع أي شخص عن صحتهم العقلية. و٢٩٪ ممن لم يفعلوا ذلك يقولون إنهم "محرجون للغاية" من التحدث عن ذلك، بينما يقول 20% أن هناك "وصمة عار سلبية" حول هذه القضية.
في أميركا، تظهر الأبحاث أن الطالبات يتخرجن بمعدلات أعلى في جميع المدارس في مختلف أنحاء الولايات. وانخفض عدد الأولاد الذين تخرجوا من المدارس الثانوية في عام 2018 بأكثر من ٤٥ ألف طالب عن عدد البنات في عام 2018، وفقًا لتقدير الباحث ريتشارد ريفز بناءً على البيانات المتاحة من 37 دولة مقدمة التقارير.
خبراء من تطبيق Corrsy الذي يهدف لتوصيل التعليم في الشرق الأوسط يقولون إن معدلات التسرب من المدارس في الشرق الأوسط ليست مشكلة محلية، بل هي مشكلة إقليمية.
ويشير تقرير معهد بروكينغز إلى أن 56% من طلاب التعليم الابتدائي في دول عربية و48% من تلاميذ المرحلة الإعدادية لا "يتعلمون المهارات الأساسية" في المدرسة؛ وهذا يكشف عن سبب مهم وراء معدلات التسرب في المدارس الإعدادية.
وفي المقابل، فإن 50% من الشباب في المنطقة يحاولون الهجرة عندما تتاح لهم الفرصة. وعلى الرغم من أن أسباب ذلك كثيرة ومعقدة، إلا أن الافتقار إلى التعليم الجيد والفرص هو المساهم الرئيسي، ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن معهد اليونسكو للإحصاء.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة