الحاجة للعمالة تفرض المهاجرين على اليمين الأوروبي

تعتبر عمدة القرية سيسينت أن الحياة بجانب العمال الأجانب "صعبة للغاية" بسبب عدم قدرتهم على الاندماج في النسيج الاجتماعي الإيطالي.

وتنتقد سيسينت العمال من أصول بنغلاديشية حيث قالت: "هؤلاء الناس يريدون جلب بنغلاديش إلى منفلكونة".

وتصديا لذلك، طبقت عمدة المدينة حزمة من المخالفات على العمال الذين يتجولون بالزي الرسمي في المتاجر أو وسائل النقل العام.

كما أزالت المقاعد من الساحات العمومية، حيث كان يجتمع العديد من العمال ذوي الأصول البنغلادشية، وحالت دون وصولهم إلى الخدمات الاجتماعية ومنعت الأطفال من لعب الكريكيت، فضلا عن حظرها ارتداء النساء البنغلادشيات لملابسهن التقليدية على شواطئ القرية، حسب ما ذكرت مجلة جاكوبين الأميركية.

تصف مجلة ذي إيكونوميست علاقة أوروبا بالمهاجرين بمثابة علاقة "الحب- الكراهية".

تحاول الحكومات اليمينية الحد من تدفق المهاجرين، لكنها تواجه ضغوطا من القطاع الصناعي الذي يطالبها بالسماح لمزيد من العمال من خارج الاتحاد الأوروبي بدخول البلاد بشكل قانوني وملء الوظائف الشاغرة التي لا تستطيع القوى العاملة الإيطالية التي تتقلص بمرور الوقت لتصبح "عمالة مسنّة"، القيام بها.

تضم الوظائف التي تعرف نقصا في اليد العاملة بجميع دول الاتحاد الأوروبي، بحسب تقرير نشرته هيئة العمل الأوروبية:

1. البناء.
2. قيادة السيارات والشاحنات.
3. النجارة.
4. الحدادة.
5. عمالة المصانع.
6. قطاع المطاعم.
7. الفلاحة.
8. الجزارة.
9. الصباغة.
10. التعليم الابتدائي.
11. الصيد.
12. الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية.
13. الهندسة والتكنولوجيا.

يقول توماس كازوتو، السكرتير الإقليمي للاتحاد العام للعمل الإيطالي، للفايننشال تايمز إنه إذا لم تستطع الشركة توظيف العمال، فلن يتم بناء أي سفينة. واعترف أنه بسبب انخفاض الولادات، "لم يعد لنا الأذرع للعمل".

وارتفع عدد المهاجرين في مدينة منفلكونة من 3.5٪ عام 2001 إلى 30.4٪ عام 2023، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.

وستحتاج البلاد إلى 280 ألف مهاجر سنويا لغاية 2050 للتعويض عن تقلص فئة السكان في سن العمل، وفقا لموقع مهاجر نيوز.

يحذر خبراء من فشل احتواء المهاجرين في المجتمعات المستضيفة، حيث تنقل فايننشال تايمز عن أستاذ علم الاجتماع بجامعة بوكوني فرانسيسكو بيلاري أن الفشل في قبول المسلمين كجزء من المجتمع يمكن أن يأتي بنتائج عكسية.

و"قد يؤدي هذا إلى نوع من التوترات الاجتماعية مثل تلك التي شهدتها فرنسا حيث يشعر المواطنون من أصل شمال أفريقي بالغربة"، وفقا لما صرح به بيلاري.

من جهته، عبّر ياسين لفرم، رئيس اتحاد المجتمعات والمنظمات الإسلامية بإيطاليا، عن قلقه كذلك اتجاه خطر محاكاة عمدة القرى والمدن الأخرى لسياسات سيسينت، وقال "هذا النوع من النهج لا يساعد على التكامل ولكنه يفعل العكس: فهو يخاطر بخلق صراعات اجتماعية صغيرة بين الناس".