كوريا الجنوبية واليابان.. شعوب تواجه الانقراض

بلغ إجمالي الأطفال المولودين في اليابان عام 2023 أقل من 760 ألف طفل، ليكون أدنى مستوى منذ بدء عمليات الإحصاء في البلاد، قبل قرن وربع تقريبا.

وقدر المعهد الوطني الياباني لأبحاث السكان والضمان الاجتماعي العام الماضي، أن عدد المواليد سينخفض إلى أقل من 760 ألفاً في عام 2035، أي قبل 10 سنوات من المتوقع، بحسب هيئة الإذاعة اليابانية إن إتش كي.

على الجانب الآخر، انخفض عدد المواليد الأحياء إلى أقل من 240 ألفًا لأول مرة في تاريخ كوريا الجنوبية، بمعدل يبلغ 0.72 في عام 2023.

وقد وصل المعدل في الربع الأخير من العام 0.65، لتتوقع هيئة الإحصاء الكورية أن يصل المعدل إلى 0.68 خلال عام 2024، بحسب النسخة الإنكليزية من موقع هانكيوريه الكوري الجنوبي.

في اليابان، انخفض عدد حالات الزواج إلى أكثر قليلا من 489 ألف زوج بنسبة 5.9%، لتقل عن نصف مليون حالة للمرة الأولى منذ 90 عاما، بحسب أسوشيتد برس.

وكشف موقع جابان تايمز الياباني عن استطلاع للرأي توصل إلى أن نحو نصف الأشخاص غير المتزوجين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما في البلاد ليس لديهم اهتمام بإنجاب الأطفال.

ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكلفة المعيشة الذي يفوق الزيادات في الأجور، كما أن آفاق العمل القاتمة وثقافات الشركات المكثفة تثبط همة الشباب الذين هم في سنوات الإنجاب، بحسب الاستطلاع نفسه.

أما كوريا الجنوبية فقد سجلت 193 ألفا و673 حالة زواج في العام الماضي، بزيادة 1.0% عن العام السابق. لكن على أساس شهري، كانت حالات الزواج في نوفمبر (16 ألفا و695)، وديسمبر (17 ألفا و582) أقل بنسبة 4.4%، و11.6% على التوالي، عما كانت عليه في الشهر نفسه من عام 2022، ما يشير إلى اتجاه هبوطي في حالات الزواج.

وقد أظهرت بيانات من هيئة الإحصاء الكورية في فبراير 2024، أن أكثر من نصف الكوريين الجنوبيين في العشرينيات والثلاثينيات من العمر لا يرون ضرورة في الزواج.

بينما قال أكثر من 2 من كل 5 أزواج، إنهم لا يحتاجون إلى طفل، بحسب ما نقلت ساوث تشاينا مورنينغ بوست.

ويرجع العزوف عن الزواج إلى أسباب عدة، أبرزها بحسب موقع ستاتيستا المعني بالإحصائيات كالآتي:

• عدم القدرة على الإنفاق.
• عدم وجود الشخص المناسب.
• عدم الحاجة للقيام بذلك.

واحدة من تبعات العزوف عن الزواج والإنجاب في المجتمعين الآسيويين، هو انخفاض عدد الأطفال، ما يعني تراجع أعداد الطلاب الملتحقين بالمدارس، وبالتالي تغلق المدارس أبوابها.

ففي كوريا الجنوبية لم تستقبل 164 مدرسة -وتتوزع كالآتي: 145 مدرسة ابتدائية، و11 مدرسة إعدادية، و8 مدارس ثانوية- طلابا جددا خلال العام الجديد في أكتوبر الماضي، بحسب ما قال النائب آن مين سوك من الحزب الديمقراطي المعارض ونقلته كوريا تايمز.

بينما يتوقع أن ينخفض عدد الطلاب الجدد من الأطفال، مواليد 2017، إلى أقل من 400 ألف في العام المقبل للمرة الأولى، بحسب كوريا تايمز.

الأمر لم يقف عند انخفاض عدد الطلاب، بل إغلاق المدارس أبوابها لا سيما تلك الواقعة في الإقليم، فما بين عامي 2017 و2022 أغلق نحو 193 مدرسة، 88.6% منها تقع خارج منطقة سول الكبرى، بحسب النسخة الإنكليزية من صحيفة جونغ آنغ الكورية الجنوبية.

أما اليابان فقد شهدت بين عامي 2002 و2020، إغلاق ما يقرب من 9000 مدرسة أبوابها إلى الأبد، ما جعل من الصعب على المناطق النائية جذب سكان جدد وأصغر سنا، بحسب جابان تايمز.

يتوقع أن ينخفض عدد سكان اليابان البالغ عددهم أكثر من 125 مليون نسمة بنحو 30% إلى 87 مليون نسمة بحلول عام 2070، ليبلغ عمر 4 من كل 10 أشخاص 65 عاما أو أكثر، بحسب أسوشيتد برس.

بينما وصلت نسبة من يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر 18.4% من سكان كوريا الجنوبية في 2023، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

ويتوقع أن تصل نسبة أصحاب الشيخوخة إلى 20% بحلول 2025، ليصبح "مجتمع الشيخوخة الفائقة".

ومع تزايد أعداد كبار السن في البلاد والحاجة إلى رعايتهم، قررت الحكومة أن ترفع حصة الالتحاق بكليات الطب في العام المقبل، بزيادة نسبتها 65.4%، بحسب إذاعة كوريا كي بي إس، لتبدأ احتجاجات الأطباء لا سيما المتدربون والمبتدئون في واحدة من أكبر الأزمات التي تشهدها البلاد.