"طاولة الأخوة".. Fratello المصري يسعى لإطعام 5 آلاف أسرة

يقول جمال زكري عضو مجلس أمناء جمعية الأُخوة الإنسانية: "من ينظر داخل المطعم لا يمكنه التفرقة بين المقتدر وغير المقتدر".

ويرى زكري أن المطعم فكرة كريمة بديلة عن الطرق التقليدية التي تعمل من خلالها جمعيات خيرية أخرى توّزع أكياس طعام أو صناديق على المحتاجين من خلال شاحنات، يضّطر خلالها الشخص للوقوف وتكبُّد المشقة النفسية للحصول على الطعام أو المواد التموينية.

القائمون على المشروع فكّروا في طريقة لمساعدة غير المقتدر بطريقة تحفظ كرامته، و"تشعره أنه مثله مثل أي زَبون في مطعم عادي"، حسبما يقول زكري.

وهذا المشروع جزء من عدة مشاريع خيرية تتبناها المؤسسة غير الربحية التي تحمل الاسم نفسه، وتهتم برعاية الأسر الأكثر احتياجاً وذوي القدرات الخاصة، ورعاية دور الأيتام والمسنين.

وتسعى المؤسسة لنشر قيم ومبادئ وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعت بين بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، الشيخ أحمد الطيب عام 2019.

اختيار افتتاح أول فرع للمطعم بالتحديد في شارع المعراج بمنطقة المعادي، كان لسبب، بحسب جمال زكري، وهو أنَّ المنطقة تتوسط عدة مناطق فقيرة، مثل: الأسمرات التي نُقل إليها بعض قاطني المساكن العشوائية.

عن التكاليف المالية يشرح زكري: "المشروع لا يغطي تكاليفه حتى الآن؛ لذا يُدعم بالمعونات، مضيفاً أن الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني والدولة والقطاع الخاص، يجب أن تستمر لكي تصبح التنمية مستدامة".

لذا تتشارك المؤسسة مع وزارة التضامن الاجتماعي المصرية التي تمُد المؤسسة بالدعم المالي، وقاعدة بيانات الأسر المستهدفة في المناطق المحيطة التي قامت الوزارة بالبحث عنهم، وثبُت أنهم بالفعل الأكثر احتياجاً، وتتواصل الوزارة والمؤسسة مع هذه الأسر للتعريف بالخدمات التي تقدمها المؤسسة.

وتتشارك المؤسسة أيضاً مع جهات أخرى لجمع التبرعات، مثل: رجال الأعمال، وكبار تجار المواد التموينية واللحوم والدواجن، ومزودي تجهيزات المطاعم والفنادق.

تقول ابتسام سراج الدين، المديرة التنفيذية لمشروع المطاعم التابع لجمعية "الأخوة الإنسانية": "العاملين تدربوا على التعامل الجيد مع الأسر المحتاجة في المطعم؛ حيث يستقبلونهم بابتسامة وترحيب كما يحدث في أي مطعم تقليدي".

التدريب شمِل أيضاً تعريف القادرين بأن الوجبات المدفوعة هي مساهمة لأسر محتاجة، وذلك عن طريق الدردشة مع الزبائن.

وعندما تدخل الأسرة غير المقتدرة إلى المطعم يُفحَص البطاقة الخاصة بها، وهناك نوعان من البطاقات:

• بطاقة مسبقة الدفع وهي متاحة لجميع الأشخاص القادرين لشرائها وشحنها وتوزيعها على غير القادرين من معارفهم.
• وهناك بطاقة أخرى وتسمى بطاقة الخير، توزّع بمعرفة المؤسسة من خلال لجنة دراسة الحالات.

وطبقاً للبطاقة الثانية، تُحدد عدد الوجبات في الشهر بحسب عدد أفراد العائلة، وتجدد البطاقة كل ٦ أشهر بمعرفة لجنة دراسة الحالات، ويستقبل المطعم نحو 13 أسرة يومياً تتراوح أعدادهم من 6 إلى 7 أفراد.

تقول ابتسام: "قائمة الطعام أعدت تحت إشراف طبيب تغذية، تقوم فكرة المطعم الذي افتُتح رسمياً في يناير الماضي".