زينة رمضان تهجر بيوت الأردنيين

تقول آلاء: "كيف نزين بيوتنا بالأضواء والزينة وأخوة لنا يبادون ويجوعون أمام أعيننا، وبما أننا لا نستطيع عمل شيء فعلى الأقل يجب أن نتضامن معهم".

وتؤكد ربة المنزل أنه بدلا من شراء الزينة، "يجب أن نتبرع لمساعدة أهالي غزة الذين هم بأمس الحاجة لأي قرش".

وتتوقع أنه حتى الإقبال على الطعام والشراب في رمضان لن يكون مماثلا هذا العام، وخاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة من جهة والتضامن مع أهل قطاع غزة من جهة أخرى.

من جانبه، يقول المصور الفوتوغرافي، ساهر قدارة: "لم نعد نفكر بزينة رمضان وتعليقها رغم أنها متوفرة منذ السنة الماضية، فكيف نعلق مظهرا من مظاهر الفرح حتى لو كان متعلقا بشهر وشعيرة دينية وإخوتنا وجيراننا في غزة يبادون وترتكب في حقهم أفظع الجرائم".

ويشير إلى أنه حتى أطفاله بات لديهم هذا القرار بعدم تعليق الزينة وأصبحوا يتناقشون فيه ويقنعون الآخرين بأهميته كنوع من التضامن والإحساس بأطفال غزة وكنوع من توفير نقود الزينة كتضامن أيضا مع الجوع المنتشر في القطاع المنكوب.

تتراوح أسعار الزينة الرمضانية في السوق الأردنية بين 1.5 دولار و 30 دولارا، وغالبيتها مستوردة من الصين.

من جانبه، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك، قاسم الحموري، إنه مثل أي مناسبة دينية بأي مجتمع يرتفع الطلب على العديد من السلع، وفي كل رمضان يتزايد الإقبال على السلع وخاصة الغذائية منها.

لكن الحموري يتوقع أن يختلف الأمر في رمضان هذا العام لسببين:

• حرب غزة
• تراجع القدرة الشرائية للمواطن الأردني

فالمزاج الأردني العام متأثر جدا، وبالتالي يتوقف الطلب على زينة رمضان وكثير من الأكل والشرب. ويقول الحموري لرويترز "ما حد له نفس إنه يوكل ويشرب أو يفرح والوضع بغزة كما هو".

أما السبب الثاني، فيشير الحموري إلى أن المواطن الأردني أُنهك على مدى السنوات من النمو المتواضع والدخل المتراجع والضرائب المتزايدة.

بدوره يقول ممثل قطاع الكهربائيات والإلكترونيات في غرفة تجارة الأردن، حاتم الزعبي، إن الطلب على زينة رمضان هذا العام ضعيف نتيجة الظروف الاقتصادية والأوضاع التي تتعلق بغزة.

ويبين الزعبي لرويترز أن "ما يتعرض له الأهل في فلسطين جعل الناس يعيشون حالة التضامن مع الألم الذي يشعر به أهل غزة".

وأوضح أنه من الملحوظ تغير الأولويات لدى الناس وأن تزيين البيت بزينة رمضان هذه الأيام يعتبر من الكماليات، لافتا إلى أن التزامات العائلات كثرت في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.

ويرى الزعبي أن المواطن يقسم راتبه على التزاماته "ولا أعتقد أنه يبقى لديه فائض ليشتري أي شيء كمالي" كون متطلبات رمضان كثيرة، ويليه العيد وبداية الفصل الثاني للمدارس.