"بنك الملابس".. مبادرة أردنية لـ4 آلاف أسرة

تقول الأردنية هديل محمود، وهي أم لـ3 أطفال، إنّ سكان المنطقة ينتظرون قدوم بنك الملابس المتنقل في مناطق متعددة من الأغوار الجنوبية حتى يأخذوا حاجتهم من الملابس.

وتضيف قائلة: "من الجيد أنّ يشعر الإنسان بغيره، فالكثير من الملابس المعروضة ملبوسة ولكنها مازالت جيدة، ومن المهم الانتفاع بها مرة أخرى، نستفيد من هذه الملابس وتغطي حاجتنا".

سهاد خليفات، وهي متطوعة في المبادرة منذ سنوات طويلة، تقول لبلينكس، إنّ أعداد العائلات التي تطلب الملابس تزداد سنة بعد سنة، وكذلك أعداد المتطوعين الذين يبحثون عن عمل الخير. ويعمل المتطوعون على استلام الملابس وتجهيزها من أجل عرضها من خلال فرزها وترتيبها وتعقيمها وتحضيرها بالشكل الذي يليق بهذه الأُسر.

وتقول خليفات: "أغلب سكان المنطقة يعملون في الزراعة، التي تراجعت بشكل ملحوظ، وباتت الخسائر تلاحقهم. والملابس مهمّة خاصة مع بداية الفصول وبالذات الشتاء للأطفال وكبار السن".

ووفقاً لتقديرات دائرة الإحصاءات الأردنية العامة، معظم سكان منطقة الأغوار الجنوبية التي يبلغ عدد سكانها قرابة 100 ألف يعملون في القطاع الزراعي، وتصل نسب الفقر فيها إلى 50%، ونسب البطالة إلى 30%.

ويقول رئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي، فتحي الهويمل، لبلينكس: "لقد درسنا حاجة الأسر، وتبين معنا أنّ أغلبهم غير قادرين على شراء الملابس من السوق، لارتفاع أسعارها، ووجدنا أن تأسيس بنك الملابس يعد ضرورة".

وبحسب الهويمل فإن استجابة المتبرعين كانت قوية منذ بداية التأسيس، أي منذ 4 سنوات، فعدد الراغبين في التبرع في الملابس سواء الجديدة أو المستعملة والقابلة للاستعمال مرة أخرى يُعتبر ملفت، والتبرع يأتي من قبل المؤسسات والأفراد.

ويشير أنّ هذه المبادرة لاقت ترحيباً من قبل الأسر المتعففة، "استفاد من هذا البنك منذ انطلاقه أكثر من 4 آلاف أسرة، ويتم دراسة أوضاع الأسر بحسب معايير معينة ومن ثم تحديد كمية الملابس المتاحة لها".

ويعلق الهويمل بالقول، "معظم الأسر تعمل في نظام المياومة، وتسكن الخيم و منازل الصفيح، ولا يتمكنون من شراء الملابس وأسعارها تفوق قدرتهم".

بنك الملابس الخيري منذ بداية العام جاب مناطق الأغوار الجنوبية 4 مرات، وهي بداية يصفها رئيس الجمعية بأنها مبشّرة وفي كل حضور له في منطقة معينة يبقى لمدة 4 أيام لعرض الملابس وإتاحة الفرصة أمام الأسر للقدوم، ويسهّل إقامة تعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الخيرية للحصول على حزم جديدة من هذا النوع من التبرعات.