مجتمع
.
تحرّش جنسي، ومضايقات، واستدراج لإقامة علاقات حميمة.. هذه الانتهاكات وغيرها تعيشها صحافيات لبنانيات خلال عملهن.
بلينكس تحدثت إلى 6 صحافيات قرّرن كشف تفاصيل كثيرة عن المواقف التي حصلت معهنّ، سواء على صعيد تعرضهن للتحرّش أو من خلال استغلالهن جسدياً.
فماذا تقول الصحافيات اللبنانيات عمّا واجهنه من انتهاك بحقهنّ؟ ماذا يقلن عن تجربتهنّ؟ وما هو الحل الذي اقترحنه لوقف تلك المضايقات التي تتعرض لها الصحافيات؟
الصحافية "م" تروي كيف كانت بداية عملها في الصحافة: "مديري كان يتودد إليّ منذ رآني أول مرة، وبعدها بدأ يسألني عمّا إذا كنت على ارتباط بشخص. حينما، أخبرته بأنني لست على علاقة بأي شاب، اقترح عليّ الزواج ثم حاول جرّ الحديث إلى أمور جنسية. عندها، قمت بصدّه فوراً وبسبب ذلك ابتعد لكن محاولاته لم تنته".
عن محاولاته الأخرى تقول "م" لبلينكس: "إثر ذلك، وبعد فترة، سعى مجدداً لإبلاغي بحبّه، وعرفت أيضاً أنه كان يستخدم نفس الطريقة مع أي فتاة جديدة تدخل إلى المؤسسة، فيعرض عليها مغريات كثيرة وحينما يصل إلى غايته معها يبتعد عنها ويجبرها على مغادرة العمل".
تلفت "م" إلى أنها أثبتت جدارتها في مهنتها، كاشفة أن هناك زميلات لم يصمدن ولم يستطعن مواجهة مضايقات المدير المذكور، باعتبار أنه تحرّش بهنّ جنسياً حتى أن وعوده بالزواج منهنّ كانت كاذبة.
تكشف "م" أن هذا المدير كان يقيم أكثر من علاقة ضمن نفس المكان وفي الوقت نفسه، وتردف "هناك زميلات كثيرات اليوم وهُنّ من أهم المراسلات، كُن في يوم من الأيام ضحية هذا الشخص ويخفن الحديث عنه بسبب نفوذه السياسي، كما أنه يستغل منصبه للتقرب من فتيات كثيرات".
صحافية أخرى لكن في مجال التليفزيون تكشف عن تعرضها للتحرش اللفظي أثناء عملها كمحررة.
تقول "ر": "وجدت هناك أن الأجواء لا تشبهني والمشكلة أنه تم إبلاغي حرفياً بأنه يجب عليّ أن أكون دلّوعة، وأن أقوم أيضاً بالتودد لمنتج الأخبار لكي يعطيني تقريراً أعمل عليه".
تلفت "ر" إلى رفضها تلك العروض، مشيرة إلى أنه بسبب خطوتها هذه تم تهميشها وكأنها اقترفت ذنباً كبيراً.
"ر" تكشف أنها تلقت أيضاً دعوة من قبل أحد المسؤولين في القناة إلى موعد غرامي يمكن أن يكون ليلة مع أحد أشهر مقدمي الأخبار، وتقول: "فوراً رفضت ذلك بشكل واضح وبعدها غادرت القناة حفاظاً على نفسي وسمعتي".
تتحدث الصحافية "ع" عن مواجهتها لـ"مدير متقدم في السن" أراد أن تقضي معه وقتاً خاصاً، لكنها رفضت ذلك بشكل تام.
وتكمل "الرجل كان كبيراً في السن وظننت أن الأمور طبيعية من باب الاحترام. لكن بعد ذلك وفي اليوم نفسه، وجدت أن الشخص نفسه يحادثني عبر تطبيق واتسآب، وقال لي إنه تم قبولي في المؤسسة ويرغب في دعوتي إلى عشاء خاص. حينها، قلت له إنني لا أستطيع ذلك كوني مرتبطة ولا يمكنني القيام بذلك".
وتابعت "إثر ذلك، وعلى مدى فترة، ظل هذا الشخص يتحدث معي وطلب مني المجيء إليه لقضاء وقتٍ خاص معاً، إلا أنني رفضت ذلك وقمت بحظره على هاتفي وأبلغت قريبي بهذا الأمر".
صحافية تُدعى "أ" تقول إن أحد الأشخاص في صحيفة معروفة في بيروت عرض عليها المساعدة في بداية اللقاء بحجّة أنه يستطيع ذلك، ومن خلاله يمكن قبولها في المؤسسة، لكنه لاحقاً وضع شرطاً لذلك وهو إقامة علاقة معه.
تقول "أ" لبلينكس إن ذاك الشخص تواصل معها عبر "واتسآب" بعدما منحته رقمها خلال وجودها في المؤسسة لأول مرة من أجل مقابلة العمل، وتضيف "بعدها بدأ يتحدث معي وأبلغني صراحة إنه في حال لم أقم بمصاحبته فإنه لن أتمكن من العمل في تلك الجريدة".
تكشف "أ" أن ذاك الشخص كان متزوجاً ولديه أولاد، مشيرة إلى أنها "قررت حينها الابتعاد فوراً عنه كونها وجدت أن الأمر مريب جداً"، وتضيف "لكن بعد ذلك، تم الاتصال بي من تلك المؤسسة وأبلغوني بأنه تم قبولي في العمل".
مراسلة تلفزيونية تدعى "ن" قالت لبلينكس إنها تعرضت لمضايقات كثيرة خلال مقابلات تلفزيونية، فيما كشفت أيضاً أن مدير إحدى المؤسسات التلفزيونية طلب منها "قضاء ليلة معه" مقابل منحها فرصة تقديم نشرة أخبار.
المراسلة تروي تجربتها وتقول "واجهت الكثير من المضايقات، وأغلبها كان خلال مقابلات مع مسؤولين. في إحدى المرات، كنت أقوم بمقابلة مع أحد السياسيين، فطلب منه المصور أن يجلس بطريقة مواجهة لي كي تكون الصورة جيدة. في تلك اللحظة، قال ذاك السياسي: يا ريت ببقى قاعد هيك عطول ويا ريتني بلزق فيها قد ما هي حلوة".
وتابعت "أيضاً في حادثة أخرى، اتصلت بي شخصية أجريت معها مقابلة في وقت مسبق، طالباً مني أن أقضي معه يومين على اليخت الخاص به. حينها، رفضت فوراً هذا الطلب لكنه اعتذر لاحقاً وحاول تبرير موقفه".
تلفت "ن" إلى أنّ حادثة أخرى حصلت معها حينما حاول أحد السياسيين الاقتراب منها بطريقة فجّة وكأنه يحاول الارتماء عليها بشكلٍ فاضح، وتقول "كان ذلك خلال مقابلة مصورة، وعندها تدخل المصوّر وأبعد السياسي عنّي، لكن الأخير حاول مجدداً الاقتراب من دون أن يرفّ له جفن".
دراسة أجرتها مؤسسة "سمير قصير" في لبنان سلّطت الضوء على الرحلة الصعبة التي تمر بها الصحافيات.
70 صحافية شاركت في تلك الدراسة، والنتائج كشف أن 90% من المشاركات تحدثن عن تعرضهن لشكل من أشكال المضايقة خلال عملهن الصحافي، فيما تبين أن 70% من الصحافيات تعرضن للتحرّش الجنسي.
كذلك، تبين أن 96% ممن لم يتعرضن للتحرّش أكدن أن زميلات لهن تعرضن لذلك.
معدّة الدراسة ومسؤولة البرامج في المؤسسة نادين مبارك، قدمت عبر بلينكس سلسلة من الحلول التي يمكن أن تحمي الصحافيات من التحرّش، وهي:
مبارك اعتبرت أيضاً أن الثغرات في القانون الذي يجرّم التحرّش الجنسّي كثيرة وعديدة، مشيرة إلى أن عدم وجود مراسيم تطبيقية له يجعله بلا فائدة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة