هكذا تستخرج فريال الأردنية "الذهب الأخضر" من الأرض

الكوفحي تقول "لا يوجد مستحيل، بالإصرار والعزيمة نصل لما نريد، لقد حلمت بأن أزرع أرضنا، وبالفعل الآن جميعنا نعمل بها، أولادي الـ8 الذين أنهوا تعليمهم الجامعي لديهم معرفة وثيقة بالزراعة. بدأنا بزراعة مساحات صغيرة، واليوم لدينا دونمات واسعة مزروعة بكثافة بالأشجار المثمرة والمحاصيل".

تباع المنتجات التي تجمعها هذه المزارعة بسهولة، وفي كل بداية موسم تبحث عن أفكار جديدة لتطبيقها على أرض الواقع، كما توضح لبلينكس.

تفكّر هذه المزارعة بتطوّير مشروعها من خلال شراء البيوت البلاستيكية، وعدم الاكتفاء بالمحاصيل الزراعية حتى يكون الانتاج طوال السنة.

تقول "أنصح كل سيدة أراها بأن لا تبقى مكتوفة اليدين، خاصة أن أغلب الأسر في القرى لديهم أراض فارغة ولكن لا يستثمرونها بالشكل الصحيح، الزراعة مكنتني من تأمين مستقبل أبنائي، أيضا ساعدتني لأفتح مطبخ انتاجي، وأوفر عشرات فرص العمل لسيدات المنطقة".

أما العشرينية المهندسة الزراعية، نور العوامرة، التي أنهت دراستها الجامعية ولم تجد وظيفة، فقد قررت أن يصبح لديها مشتلها الخاص في الأشجار المثمرة ونباتات الزينة، فكرة ليست سائدة اجتماعيا، ومع ذلك فإن أسرتها دعمتها للإقدام عليها.

ففي عام 2019 أسست المهندسة مشتل "زهر ونوار" في محافظة مادبا جنوب العاصمة عمّان، وبدأت تواجه هذا الطريق الذي اختارته، فمرت عليها سنوات صعبة وأخرى سهلة، وبين التقلّب في الأحوال صمدت المهندسة في مشروعها الذي كبر مع الوقت.

تقول العوامرة لبلينكس "حولت التحدي إلى فرصة، وأصبح الناس يستحسنون وجودي في المشتل، اتعامل مع أشجار ونباتات متنوعة بأعداد كبيرة، وأبيعها سواء لمن يأتي للمشتل أو من يطلبها عبر صفحة المشتل، أواجه تحدي مع الموجات المناخية المتقلبة مثل الصقيع أو موجات الحر، غير الأمراض وما ينتج من خسائر إضافة الى قلة عدد الجهات الداعمة والمانحة لمثل هذه المشاريع".

تعبر العوامرة عن رغبتها مستقبلا في زراعة المحاصيل الموسمية، إضافة إلى استقطاب أنواع وأصناف جديدة من النباتات التي تستورد من الدول الأخرى، "أنا على يقين أنّ عملي في هذا القطاع سيؤدي إلى إضافة نوعيّة، فهذا المشتل وفر لي فرصة عمل في وقت ما زالت صديقاتي يبحثن عن وظيفة".

وفقا لآخر مسح للعمالة والبطالة منشور في العام 2019، فإن عدد العمال الأردنيين في الزراعة والحراجة وصيد الأسماك بلغ 23 ألفا و899 عاملا، من بينهم 1777 امرأة.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني إلى أن نسبة النساء اللواتي حصلن على قروض مشاريع زراعية في عام 2019، بلغت 31% وبعدد 2587 امرأة مقابل 69% للذكور وبعدد 5724 رجلا. فيما بلغت قيمة القروض التي حصلت عليها النساء 12.2 مليون دينار مقابل 34.5 مليون للرجال.

كما أظهرت النتائج الرئيسية للتعداد الزراعي لعام 2017 والمنفذ من قبل دائرة الإحصاءات العامة، أن عدد الحائزين المستغلين الذين يحوزون حيازة زراعية واحدة أو أكثر، بلغ 101 ألفا و995 حائزا منهم 6133 امرأة حائزة وبنسبة 6%.

ويؤكد نقيب المهندسين الزراعيين علي أبو نقطة في حديثه لبلينكس أنّ المرأة الأردنية هي شريك أساسي في قطاع الزراعة، سواء أكان ذلك في الريف أو البادية.

وبيّن المهندس أبو نقطة أن قدرة المرأة على تأسيس مشاريع مستقلّة أمر في غاية الأهمية، مع العلم أنّ التطوّر الزراعي وتغيّر الأنماط الزراعية وضع في طريق المرأة تحديات عدة، مثل عدم التمكن على مجاراة هذا التطور من الناحية المادية، فضلا على المشكلات العامة، مثل شحّ المياه وارتفاع كلفة الأدوات الزراعية الحديثة.

يضيف أبو نقطة أن عدد المشاريع الزراعية التي تقودها السيدات، أقل من أعداد المشاريع التي يقودها الرجال، وتقدر الاحصائيات وجود ما يقارب 4 آلاف أردنية مشاركة في هذا القطاع، وهو رقم متواضع.

وأشار أبو نقطة إلى أن الطريق الأفضل لتأسيس المشاريع هو التوجه نحو التدريب والتأهيل وتسويق المنتجات، فرأس المال ليس من الصعب الحصول عليه، وهناك جهات متخصصة لمنح القروض الزراعية، خاصة وأن هذا القطاع يساهم بـ5% من الناتج المحلي الإجمالي.