"ثافسوث".. كيف يحتفل أمازيغ الجزائر بـ"الربيع"؟

يوضح جابر غشام، أحد المنظمين في مهرجان "ثافسوث"، لبلينكس أن الاحتفال هدفه التعريف بالتراث المحلي، وثقافة أهالي منطقة الأوراس شرقي الجزائر.

وثافسوث "معناه عيد الربيع وتتضمن نشاطاته عادات وتقاليد توارثناها جيلا بعد جيل منذ 2977 سنة أي منذ بداية التاريخ الأمازيغي المرتبط بتاريخهم الفلاحي" وفق غشام.

من جهته، يشرح نذير بومعراف، أستاذ اللغة الأمازيغية، معنى كلمة "ثافسوث"، وهي كلمة باللهجة الشاوية الأمازيغية في الجزائر، وتعني باللغة العربية "الربيع"، والفعل "Yeffidew" والتي تعني "الأجواء أصبحت ربيعية".

يكشف بومعراف عن علاقة عيد الربيع بفصل الشتاء عند الشاويّة، ويقول إنه "احتفال بنجاح الموسم الفلاحي في فصل الشتاء، ويأتي بعد احتفال الأمازيغ الشاوية بـ"يوم يَنَّار" في 14 يناير من خلال التفاؤل بحلول الخير وهطول الأمطار".

وأضاف أنه "عند قدوم ثافسوث يستقبلون فصل الربيع بعادات وتقاليد المنطقة، ويترجم ذلك فرحهم بما وهبهم الله من خيرات".

بينما يشير جابر غشام لبلينكس إلى إن "ثافسوث" يترجم كرم الشاوية الأمازيغ في الجزائر، وكذا فرصة للتقرب من الله من خلال إطعام بعضهم البعض، ويذهب إلى القول بأنه عيد "لتصفية النفوس"، مضيفا بأنه كان في السابق تنظيم عادة "الوزيعة" بقيام أهالي القرية بذبح عجل وتوزيع لحمه بالتساوي على الفقراء.

غشام يفسّر سر احتفال الشاوية في الجزائر بدخول فصل الربيع وليس فصلي الخريف والشتاء كون التاريخ الأمازيغي مرتبط بالفلاحة، موضحا أن الربيع عند الشاوية "هو بداية الموسم الفلاحي الجديد، والربيع يؤشر لبداية عام جديد مليء بالخير ويتجسد ذلك في المظاهر الطبيعية من الطقس الجميل وبداية ظهور ثمار الأشجار، في حين أن احتفال يَنَّار، يناير، يحدد بداية عملية الزرع".

وعن أبرز العادات الشاوية القديمة في يوم الربيع، يذكر جابر من بينها "تنظيف مداخن المنازل الذي يسمى محلياً بـ"الشميني" ثم يحضرون الماء في قربة والتي تعبر في عاداتنا عن التفاؤل بالخير".

كما تقوم العائلات الشاوية بطهي الكسكسي بلحم الخروف أو العجل، بعد قيامهم بذبح الخروف والتي تسمى عند أهالي هذه المنطقة الأمازيغية الجزائرية "نسيحو الدم" (إسالة الدم)، وكذلك تحضير "الغرايف" وهي أكلة تقليدية جزائرية مذاقها حلو، بحسب غشام.

ويضيف نذير بومعراف على ذلك، تحضير العائلات حلوى "البراج" التقليدية المصنوعة من التمر، وأطباق تقليدية أخرى من تراث المنطقة، وكل مكوناتها من منتوجهم البلدي الخاص.

تتصدر الألعاب التقليدية القديمة التي كانت سائدة منذ أكثر من 10 قرون في المنطقة مهرجان عيد الربيع، ومن أبرزها لعبة "ثاكورث" على مدار 7 أيام، وهي عبارة عن كرة مصنوعة من القش يلعب بها عن طريق عصا خشبية خاصة، بحسب غشام.

من جهته، أشار بومعراف إلى لعبة تقليدية أخرى تقام في مهرجان "ثافسوث" تسمى "المجبذ"، وهي لعبة يتنافس فيها فريقان متقابلان من خلال شد الحبل بقوة جماعية، ويفوز الفريق الذي تمكن من شد الفريق الآخر إليه.

ولهذه اللعبة التقليدية سر تاريخي، إذ كشف بومعراف لبلينكس أن اللعبة من اختصاص الشباب فقط، وأنه قديماً كانت هذه اللعبة التي تقام في ساحات القرى فرصة للآباء لـ"اختيار أزواج لبناتهم من بين الأقوياء، أو تكون اللعبة اختبارا لشاب قام بخطبة فتاة من القرية حيث يكون أمام أنظار والدها ليتأكد من مدى قوته وقدرته على تحمل الشدائد".

ومن بين الألعاب التقليدية القديمة في تراث الشاوية بالجزائر، توجد لعبة "الرماية بالأسلحة التقليدية" والتي تسمى محلياً بـ"الفوشي"، كما ذكر بومعراف.