"وصليني".. سيدات مصر يهربن من "أفخاخ" سيارات الرجال

قدمت مجموعة من السيدات الحل لتفادي تكرار حوادث التحرش في سيارات النقل الخاصة التي يقودها الرجال، وأنشأت مبادرة "وصليني" التي تشترط أن تكون السيارات المشتركة في الخدمة تحت قيادة النساء فقط.

التجربة لاقت قبولا واسعا من السيدات، وبدأ تطبيقها في مناطق بعينها، إذ خُصصت مجموعة واتساب لكل منطقة في القاهرة الكبرى، وسط ترحيب من النساء.

ودُشنت 50 مجموعة على تطبيق "واتساب" لتغطية بعض الأماكن في القاهرة والجيزة، من بينها 7 مجموعات لمنطقة التجمع في القاهرة الجديدة، و4 مجموعات لمنطقة مدينة نصر بالقاهرة.

ونظمت المبادرة مجموعة خاصة للسيدات اللاتي يريدن السفر بين المحافظات داخل مصر، و3 مجموعات أخرى للدورات الخاصة والمواعيد الدورية المكررة بصورة منتظمة، لحجز السيارات لعدة أيام أو لمدد طويلة.

وحول طريقة تقدير واحتساب الأجرة، وضعت المبادرة آلية من دون وجود تطبيق على الهواتف يحسب بصورة آلية مثل التطبيقات الأخرى القائمة بالفعل.

وروّجت شيماء عبدالعزيز لمبادرة "وصليني" على مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت انتشارا واسعا بين الأوساط النسائية، وفي حديث لها مع بلينكس قالت: "في إطار بحثي عن طريقة آمنة لتوصيل بناتي إلى وجهاتهن اليومية، اكتشفت مبادرة نظمتها بعض السيدات لتوصيل النساء بسيارتهن".

وأضافت شيماء: "وجدت مجموعة على فيسبوك في منطقة حدائق الأهرام لطلب سيارات توصيل تقودها سيدات فقط، وهي المجموعة نفسها التي انطلقت منها مبادرة وصليني فيما بعد، وشعرنا براحة كبيرة في التعامل مع قائدات السيارات، حتى إن بعضهن يعامل البنات الصغار مثل أمهاتهن ويرسلن صورا لهن بعد وصولهن إلى الوجهة لتطمئن والدتهن".

وعن سلبيات التجربة قالت شيماء إنه كلما تأخر الوقت ليلا، ندرت سيارات توصيل السيدات، نظرا لأن النساء لا يفضلن العمل في فترات الليل المتأخرة، كما أن بعضهن يرتبط بأعمال أخرى تمنعهن من الاستمرار في القيادة لساعات طويلة.

وتقدر المبادرة سعر الكيلومتر بـ6 جنيهات، بالإضافة إلى 5 جنيهات قيمة بداية الرحلة، وذلك إذا كانت المسافة أقل من 20 كيلومترا، ويقل سعر الكيلومتر إلى 5.5 جنيه ما بين 21 و26 كيلومترا، ثم إلى 5 جنيهات ما بين 27 و30 كيلو، وأخيرا تحديد سعر الكيلو بـ4.5 جنيه للرحلات الأكثر من 30 كيلومترا، مع وضع حد أدنى لقيمة الرحلة بقيمة 30 جنيها.

وتنتظر المستخدمات نمو المشروع ليتحول إلى تطبيق على الهواتف بدلا من مجموعات واتساب، مع دعوات لدخول رجال أعمال ومستثمرين لرعاية الفكرة وتطويرها.

مبادرة "وصليني" جاءت لإحياء فكرة قديمة طُبقت في مصر منذ 9 سنوات على نطاق ضيق، تحت عنوان "Pink Taxi"، عندما دشنت سيدة أعمال شركة تحمل الاسم نفسه، واعتمدت على سائقات من النساء فقط.

الفكرة القديمة قامت على سيارات بترخيص سياحة، وليست سيارات خاصة "ملاكي" مثل المستخدمة حاليا في التطبيقات المنتشرة بكثرة في مصر، وكان حجز السيارة يعتمد على الاتصال الهاتفي بالشركة لتوفير سيارة في الموعد المحدد.

وقالت صاحبة الشركة التي قدمت خدمة تاكسي السيدات، ريم فوزي، إن الفكرة جاءت لتوفير بديل آمن للنساء، والابتعاد عن السيارات التي يقودها الرجال تجنبا لحوادث التحرش، حسب رويترز.

وعند انطلاق التجربة الأولى في مصر عام 2016، أعلنت الشركة مقدمة الخدمة عن تدريب قائدات السيارات على التعامل مع الأعطال الميكانيكية والكهربائية للسيارات، بالإضافة إلى منحهن تدريبات للدفاع عن النفس ضد المتحرشين.

فكرة تاكسي السيدات لاقت قبولا واسعا من النساء، وسط احتفاء الإعلام والقنوات الفضائية، لكن لم يكتب للتجربة الاستمرار بالقوة نفسها بسبب ضعف الموارد، وقلة عدد السيارات والعاملات بالشركة.

أصدر القضاء المصري في منتصف أبريل الماضي حكمه في قضية شغلت الرأي العام على مدار أسابيع، بعد قيام سائق بالقيادة مسرعا مع تشغيل الموسيقى بأعلى صوت ممكن، خلال رحلة استقلتها فتاة للوصول إلى وجهتها، لتصرخ وتطالبه بالنزول ليرفض بشدة ويسخر من طلبها، ويقرر اختطافها، قبل أن تقرر فتح باب السيارة وتقفز في أثناء السير بسرعة كبيرة.

الفتاة التي عُرفت إعلاميا بـ"فتاة الشروق"، وأخبرت أحد المارة الذين حاولوا إسعافها بأن السائق حاول اختطافها، قبل أن تدخل في غيبوبة وتُنقل إلى المستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك بعد عدة أيام من العلاج.

وحكمت المحكمة بالحبس لمدة 15 عاما على السائق المتهم، بعد ثبوت إدانته، وقالت النيابة إن هذا السائق روّع الأمة بأكملها بالفعلة التي جعلت الضحية تذهب إلى الموت دفعا.

ومنذ أيام كشفت وزارة الداخلية المصرية عن ضبط سائق يعمل لحساب أحد تطبيقات النقل الذكي باصطحاب فتاة طلبت الخدمة إلى منطقة نائية، وحاول التعدي عليها وبحوزته سلح أبيض ليتسبب لها في إصابات قبل أن تتمكن من الفرار.

وأكد بيان الداخلية أن قوات الأمن نجحت في الوصول إلى السائق فور تقنين الإجراءات، وبعد تحديد مكانه، وضبط السلاح الذي ارتكب به جريمته، والسيارة التي كانت مسرحا للجريمة.

ونشرت بعض الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي شهاداتهن حول التعرض لوقائع تحرش أو محاولات اختطاف خلال استخدامهن سيارات النقل الذكي في مصر، مع مطالبات بوقف هذه التطبيقات وتشديد الرقابة الأمنية عليها.