نجّارة بالصدفة.. ظروف المعيشة تبدل حياة "ألماز" العراقية

ألماز ياسين، أم عراقية تبلغ من العمر 47 عاما، قبل بضعة أعوام كانت الحياكة والملابس تشغل ساعات يومها، إلا أن الصدفة والحاجة دفعتاها في سبيل العمل بالنجارة.

تقول ألماز إنها تعلمت النجارة عن طريق الصدفة، على يد زوجها النجار المحترف.

في البداية، عمل الزوج في ورشته بمنطقة الفاروق، ولكن بعد استيلاء تنظيم داعش على الموصل، بدأ زوجها العمل من المنزل، حيث بدأت مشاركته في عمله والتعلم منه.

لاحقا، أصيب زوجها في الكتف، فأصبح دور ألماز الثانوي، إجباريا لمواجهة تكاليف المعيشة، تقول النجارة عن زوجها: "كتفه تأذى بوقت داعش فما يقدر يشتغل، فأنا أعينه وأساعده وأشتغل معه".

تضيف: "اضطريت أشتغل هذا الشغل بسبب المعيشة، اضطرينا نشتغل، هذا بيت إيجار، والحمد لله أنا أعين زوجي وأطفالي بسبب المعيشة".

الآن؛ وفي مواجهة الاحتياجات المعيشية، تمارس ألماز النجارة بشكل يومي، ولا تشكو من صعوبة مهنتها الجديدة، وإنما تفخر بعدد المنتجات التي بات بإمكانها أن تصنعها. فيمكن للأم الأربعينية الآن صناعة الأقفاص ديكورات أصص الزرع، فضلا عن طاولات الطعام.

في بعض الأحيان ينشد الزبائن خدماتها في إصلاح بعض قطع الأثاث.

لكن المعاناة تأتي من ضيق ذات اليد أيضا، حيث لا تمتلك الأم منشارا كهربائيا، ما يضطرها إلى حمل الأخشاب للذهاب إلى ورشة مجاورة كي تقص لها الأخشاب، الأمر الذي يُصيبها بالإرهاق.

تقول: "والله معاناتي تتلخص في قص الخشب، تشريح وقص الخشب شوية مبهدلني، لأنه ماكينة ما عندي، لازم أشيل الخشب وأروح على النجار أقص عندهم وأرجع أشتغل بالبيت".

مثل معظم الأمهات العاملات، توزع ألماز وقتها بين العمل والأسرة، فيبدو وكأن يومها خال من ساعات الراحة. في الصباح تعد طعام الإفطار وتأخذ الأطفال إلى المدرسة قبل الذهاب إلى عملها.

في المساء، تكتمل دائرة العمل المستمر، حيث تستقبل الأطفال لدى عودتهم من المدرسة وتحضر لهم الطعام وتساعدهم على أداء واجباتهم المنزلية، قبل أن تعود مرة أخرى للعمل، حيث تبقى حتى التاسعة والنصف أو العاشرة.