أزمات اقتصادية بدول عربية تدفع البعض لـ"الحافة"

تواردت معلومات متضاربة حول خلفيات تجول رجل سوري عار أمام الناس، إلا أن الرواية الأكثر انتشارًا ركزت على الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه الأفراد.

فذكرت وسائل إعلام سورية أن الرجل قام ببيع ثيابه لشراء الدواء لابنته بسبب عجزه عن تأمينه نتيجة ارتفاع أسعار الدواء، بينما اعتقد البعض الآخر أنه كان تحت تأثير المخدرات.

في كلا الحالتين، عاد الحديث عن الأزمة الاقتصادية وغلاء الأدوية والمتطلبات المعيشية اليومية.

لبنان ليس ببعيد عن هذه الحالة، فالرجل الذي مشى العام الماضي في وسط بيروت، أعرب حينها عن استيائه من الوضع المادي والمعيشي الذي وصل إليه.

كما أصدر البنك الدولي، في شهر مايو، تقريرا أشار فيه إلى أن أكثر من ربع السوريين يعيشون في فقر مدقع، متوقعا أن يستمر الانكماش الاقتصادي في سوريا خلال العام الجاري بنسبة 1.5%، بينما وصل المعدل إلى 1.2% في 2023.

أما لبنانيا، فوصلت معدلات البطالة والفقر إلى أكثر من 50%، نتيجة عوامل عدة منها حجز أموال المودعين في المصارف والغلاء المعيشي والركود الاقتصادي.

عندما يرى المارة شخصا يتجول عاريا، غالبا ما يظنون أنه يعاني من اضطرابات عقلية.

في هذا السياق، توضح الطبيبة النفسية، مايا دبوق، في حديثها مع بلينكس، أنه من الصعب تحديد سبب واحد لتصرف الإنسان بهذه الطريقة المعادية للمجتمع الذي يسكنه.

الاحتمال الأول والأكثر شيوعا يتمثل برغبة البعض في شد الانتباه، ما يعرف بالـattention seeking، وذلك بسبب مشاكل عانوا منها في الطفولة، بحسب دبوق. وأردفت أنه من الممكن أن تكون المشاكل العائلية والزوجية سببا لمثل هذه التصرفات.

فيما يخص الوضع الاقتصادي، تنوه دبوق إلى أن بعض الأشخاص قد يستخدمون الوضع الاقتصادي كذريعة لتبرير سلوكياتهم غير المقبولة اجتماعيا.

ولكن في نفس الوقت، لم تستبعد أن يكون الوضع الاقتصادي له دور أساسي، فأحيانا يلجأ الشخص إلى خيارات متطرفة مثل الانتحار بسبب صعوبة ظروفه المعيشية، أو عرض ملابسه للبيع أمام الجميع لشراء الخبز أو الدواء.

إلى جانت التصرفات الغريبة بسبب الضائقة المادية وتراخي الحكومات عن إيجاد حل تدريجي للأزمة الاقتصادية، برزت ظاهرة الانتحار في بعض الدول العربية ذات الغلاء المعيشي.

تكشف إحصاءات صادرة عن الدولية للمعلومات عن وصول عدد حالات الانتحار في لبنان إلى 170 حالة عام 2023، مقارنة بـ138 حالة في 2022، أي ما يعادل حالة انتحار واحدة على الأقل كل 48 ساعة.

وفي مصر، وصلت أعداد المنتحرين إلى 2584 حالة انتحار في عام واحد، حسب آخر إحصائية نشرتها أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة المصرية عام 2022، وخلصت إلى أن العنف الأسري والوضع المالي، بالإضافة إلى الابتزاز الإلكتروني، كانت أبرز دوافع الانتحار في مصر.

في السنوات الأخيرة، شهد العراق ارتفاعا في حالات الانتحار، حيث أكدت وزارة الداخلية في تقاريرها الصادر أواخر 2023، أنها ارتفعت من 376 حالة في مختلف مناطق البلاد، باستثناء إقليم كردستان، في عام 2015، إلى 343 حالة في العام التالي.