محرّض خفي.. درجات الحرارة تشعل العنف الأسري

تعاني بعض الدول العربية من انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، وليس العراق ولبنان ومصر بغريبة عن هذه الظاهرة.

مع بداية شهر يونيو وحتى أغسطس، ينقطع أيضا التيار الكهربائي، بالإضافة إلى الأعطال التقنية الأخرى التي تجعل من البيوت أشبه بفرن، بحسب مهدي.

بالتوازي، تبين أن العنف الأسري خلال فصل الصيف عموما، وخلال الفترة المذكورة أعلاه خصوصا، يرتفع بنسبة ما لا تقل عن 30% في العراق، حسبما كشفت دراسة لتأثير الحرارة والكهرباء على مستوياته.

في لبنان، يعتبر العنف المنزلي في كثير من الأحيان "مسألة عائلية"، ويصنف قتل الفتيات والنساء ضمن "جرائم الشرف"، إذ تخشى النساء الإبلاغ عن الاعتداءات الجسدية، ولا يؤدي تغير المناخ إلا إلى تفاقم مشكلة قائمة، بحسب منظمة كفى المعنية بمكافحة العنف ضد المرأة.

في أستراليا، سجل نحو مليون حادثة اعتداءات منزلية وغير منزلية واعتداءات جنسية أبلغ عنها بين عامي 2006 و2018، في نيو ساوث ويلز، لتكشف دراسة أجراها مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، أن تأثير الحرارة أكبر على العنف المنزلي من أنواع جرائم العنف الأخرى.

إضافة إلى ذلك، ارتفع المعدل الشهري للعنف الأسري في العراق نحو 80%، مقارنة مع العام الماضي، بحسب دراسة نشرتها وزارة الداخلية العراقية، الإثنين 10 يونيو.

وفي الولايات المتحدة، يزداد العنف بين الشريكيْن بنسبة 12% في أشهر الصيف مقارنة بالمواسم الأخرى، وفقا لدراسة أجرتها وزارة العدل الأميركية.

أما الهند، التي لديها بالفعل أعلى معدلات الإبلاغ عن العنف الأسري، شهدت أيضًا أكبر زيادة في سوء المعاملة. فمع ارتفاع درجة الحرارة درجة مئوية واحدة، ارتفعت نسبة العنف الجسدي بنحو 8%، بالإضافة إلى 7.3% بما يشمل العنف الجنسي.

وسجلت قرابة 14 ألف حالة عنف أسري خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الحالي. أما شهريا، فوصل عدد الحالات إلى 2771 في حين سجل العام المنصرم 1536 حالة، شهريا، وفق تقرير الوزارة أيضا.

تشرح ميشيل بيل، أستاذة الصحة البيئية في جامعة ييل ومؤلفة مشاركة في الدراسة، لصحيفة الغارديان البريطانية، أن هناك "العديد من المسارات المحتملة، الفسيولوجية والاجتماعية، التي يمكن من خلالها أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على خطر العنف".

إذ يمكن أن تؤدي الحرارة العالية إلى خسارة المحاصيل الزراعية، وتعطيل البنية التحتية، وتآكل الاقتصادات، واحتجاز الناس في منازلهم وجعلهم غير قادرين على العمل.

وتعتبر كلها عوامل يمكن أن تضع الأسر تحت ضغط شديد وتؤدي إلى ارتفاع معدلات العنف.

من ناحية أخرى، وجد الباحثون أنه على الرغم من وجود زيادة في العنف المرتبط بالحرارة في جميع فئات الدخل، فإن أكبر الزيادات كانت بين الأسر ذات الدخل المنخفض والأسر الريفية.