محط جدل دائم بالعراق.. من هم الشباب "العطواني"؟

زهير العطواني، هو مصوّر أعراس ينحدر من مدينة الصدر شرق العاصمة بغداد، واشتهر بتصويره للأعراس الشعبية التي تقام في تلك المدينة، ونال شعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

الشهرة التي نالها ليست بسبب مهارته في التصوير أو احترافه، بل ما يظهره خلال تلك الأعراس، وبالأخصّ تركيزه على شباب يرقصون خلال العرس، وتبدو ملامحهم غريبة من ناحية تسريحة الشعر والملابس التي يرتدونها، ووضعهم مساحيق التجميل على وجوههم، إضافة إلى طريقة الرقص التي يقومون بها.

وأحيانا يصوّر العطواني أعراسا لأشخاص قاصرين لم يبلغوا السن القانوني.

كما يركّز خلال تصوير الأعراس على تفاصيل دقيقة من حياتهم قبل العرس، ابتداء من فراش النوم وحتى نهاية الزفاف. وأصبح لهذه المناسبات أغنية شهيرة تحوّلت إلى "ترند" في العراق ترافق كل عمليات التصوير التي يقوم بها وهي "صورني يا عطواني".

ومع مرور الوقت، أصبح التركيز على أولئك الشباب وتقليعاتهم الغريبة يتسع وبدأ يطلق عليهم تسمية "الشباب العطواني" وبدأ الكثير من المصورين في المناطق الشعبية يركزن عليهم في الأعراس، ونشرها لتحقيق الشهرة والمتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار الجدل حولهم بين منتقد ومتقبل.

ظاهرة "الشباب العطواني" أخذت في التمدد وغزت الكثير من المناطق الشعبية في بغداد وغيرها من المحافظات الأخرى من قبل المراهقين.

ورغم أن العطواني الذي بدأ التصوير والتركيز عليهم، شعر بالندم لاحقا وأعلن اعتزاله، ومطالبته بحذف مقاطع الفيديو التي نشرها بعد إطلاق حملة ملاحقة المحتوى الهابط من قبل وزارة الداخلية العراقية.

إلا أن الشباب المراهقين في المناطق الشعبية والفقيرة بدأ تأثرهم بالظاهرة ينتشر.

عن أسباب تلك الظاهرة يقول الباحث في الشأن الاجتماعي محمد الحسون لبلينكس إن الظروف القاهرة التي عاشها العراقيون خلال ثلاثة عقود والحروب الطائفية والدينية والنقمة من الواقع السياسي ورجال الدين في العراق الذين يسيطر الكثير منهم على تلك المناطق، ولّد ردود أفعال عكسية، وبالأخص لدى الشباب المراهق.

ويضيف قائلا إن هذه الفئة أرادت التعبير عن رفضها للواقع بالهروب منه، وارتداء أزياء غريبة وتغيير شكلها، وهو"نقمة وانتقام من الواقع الذي ينتقد ما يقومون به".

الحسون يؤكد أن من الطبيعي الرفض لكل ظاهرة دخيلة، "فمثلما يحاول المجتمع مواجهتها، إلا أنه يساهم بزيادتها وهذا ما حصل مع "العطوانيين"، فالانتقاد والرفض لهم جعلهم تحت دائرة الضوء، وزاد من أعدادهم والحل باحتوائهم لا بعدائهم"، كما يوضح.

الصحافي أحمد محمد يقول لبلينكس إن الأمر مبالغ ومضخم، مستغربا من حجم التركيز على "العطوانين".

وحسب قوله فإنهم ليسوا إلا شباب مراهقين يرتدون أزياء غريبة و"هذا طبيعي لمن هو في عمرهم كما أنه ضمن الحرية الشخصية".

ويرى الصحافي أن إدعاء الفضيلة من قبل المجتمع وسط بلد يستشري فيه الفساد بسبب الطبقة السياسية التي تسيطر على مقدراته، "عليه ألا ينتقد أو يعادي شباب مراهق ارتدى ما يعجبه من الملابس"، مشيرا إلى أن كل ذلك مرحلة مراهقة ستتغير مع مرور الوقت، وأن العامل الاقتصادي في المناطق المهمّشة، هو السبب الرئيسي خلف كل ما يخرج بين الحين والآخر عن المألوف.