"إصرار على الغرق".. بحر الجزائر يبتلع رواده

لطالما كانت أخبار حوادث السير هي الطاغية على الإعلام المحلي بالجزائر إلى درجة بات يصطلح عليها بـ"إرهاب الطرقات"، لكن بات لها "منافس شرس" آخر ليس على اليابسة بل في البحر.

هذه الحقائق تؤكدها الأرقام والأخبار اليومية الصادرة عن الحماية المدنية الجزائرية (الدفاع المدني)، إذ كشفت الهيئة الحكومية عن مقتل 5 أشخاص وإنقاذ 719 آخرين في مختلف شواطئ البلاد يوم الإثنين 15 يوليو.

وما يؤكد أن "إرهاب الماء" كما بات يصطلح عليه جزائريا، أكثر فتكاً مما يحدث على الطرقات، فقد كشفت الإحصائية الرسمية ذاتها عن وفاة شخصين وجرح 201 آخرين نتيجة حوادث سير بمختلف طرق الجزائر، في نفس اليوم.

بيانات سابقة منذ يوليو 2023 أشارت إلى أن حالات الغرق لم تعد مقتصرة فقط على شواطئ الجزائر البالغ طولها أكثر من 1200 كيلومتر، بل حتى في الأحواض المائية والسدود ومجمعات السقي التي يقيمها الفلاحون بالمحافظات "غير الساحلية".

وأقرت الحماية المدنية بأن حالات الغرق منذ بدء موسم ارتياد الشواطئ وتحديدا في شهر يونيو فقط باتت في نحو تصاعدي مقارنة بالعام الماضي، عندما تم تسجيل 75 حالة وفاة غالبيتهم أطفال طوال أشهر الصيف الثلاثة من 2023.

بيانات 2024 اليومية تُظهر أن حالات الغرق فاقت الـ50 شخصا في ظرف شهر ونصف الشهر فقط، فيما وصلت حصيلة التدخلات اليومية للدفاع المدني من 13 يوليو إلى 14 من الشهر ذاته 1035 تدخلا.

وفي مايو الماضي، اهتزت الجزائر على خبر غرق 5 أطفال كانوا في رحلة مدرسية بشاطئ "الصابلات" الواقع قلب العاصمة الجزائرية، ما استدعى حالة استنفار "من أعلى السلطات" ووضع 7 أشخاص في الحبس المؤقت.

التلفزيون الجزائري الحكومي بث مقطع فيديو "عادي" في مضمونه التوعوي و"غير عادي" في طريقة طرحه، عنوانه "السباحة في الشواطئ الصخرية.. إصرار على الغرق".

ورغم أنه حصر دائرة الخطر في الشواطئ الصخرية فإنه حذر المواطنين من هذه الأماكن تحديدا، ودعاهم إلى "التفكير قبل التوجه إليها"، مرجعا ذلك للأسباب التالية:

• السباحة بهذه الشواطئ محفوفة بالمخاطر لانعدام أدنى شروط السلامة بها.
• عدم توفرها على الحراسة والأمن ما يجعل التدخل في حالات الطوارئ صعباً.
• خطر الاصطدام بالصخور في حالات القفز المتهور.
• التشنجات العضلية التي تزيد من احتمال خطر الغرق.