"فضلاوي" الجزائري يتحدى البكالوريا بأضواء الشموع

مباشرة بعد الإعلان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة في الجزائر، حتى برزت قصة فضلاوي بوحفص الذي نجح في شهادة البكالوريا بامتياز بمعدل 17.42 من 20 درجة في تخصص "تقني رياضي هندسة ميكانيكية"، رغم كل ظروفه الحياتية التي ظهر بأنها تفتقر لأدنى متطلبات "حياة التكنولوجيا"، حيث يعد من "البدو الرحل" الذين يقطنون بالمناطق النائية الجزائرية.

ويعيش فضلاوي الذي درس 10 سنوات على ضوء الشموع، في قرية نائية تابعة لمحافظة سعيدة الواقعة غربي الجزائر، قبل أن تستفيد منطقته من الطاقة الشمسية. ويسكن مع عائلته في خيمة، ولا زالوا يستعملون الحطب للتدفئة، ويتنقل يومياً "على قدميه" إلى الثانوية التي تبعد عن "الخيمة" بـ48 كيلومترا ذهاباً وإياباً.

وبعد نيله شهادة الثانوية العامة، يحلم فضلاوي أن يتخصص في الجامعة في الإعلام الآلي أو التكنولوجيا.

صبرت عائلة كاملة فنالت فرحتين اثنتين، الأولى فرحة نجاح الابن في شهادة البكالوريا، والثانية "طلاق أيام الخيمة" والعيش في سكن لائق.

وذلك بعد إعلان محافظ ولاية سعيدة الجزائرية، أمومن مرموري، الذي استقبل فضلاوي ووالده لتكريمهما على تفوق الابن في شهادة البكالوريا. وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أعلن محافظ سعيدة عن قرار التكفل بعائلة بوحفص بمنحها سكناً يسمى "السكن الريفي".

عجّت السوشيال ميديا في الجزائر بقصة حفصاوي وصوره، وأجمعت معظم التعليقات والمنشورات على أنه "مثال للمثابرة والتحدي والنبش على النجاح"، وآخرون قارنوه بالآباء والأجداد الذين كانوا يعيشون ظروفاً مشابهة لهذا الشاب ونجحوا في حياتهم.

لفتة إنسانية قامت بها جمعية "راديوز" المحلية، إذ كرمت الشاب حفصاوي ووالده بطريقة خاصة، حيث أهدته درعاً خاصاً، ونظمت له ما يشبه "العرس" عندما أهدته "البرنوس" وهو لباس تقليدي جزائري وهو يمتطي حصاناً دلالة في الموروث الجزائري على أنه "الفارس البطل".