عالمة ناسا تعيش في "المريخ الأرضي"

تستغرق الرحلة ذهاباً وإياباً إلى المريخ، كحدّ أدنى، أكثر من عامين. لكن لا تزال بيانات المهمّة قيد التقييم. وتحكي كيلي هاستون، بعد إقامتها مع ٣ مشاركين آخرين في المسكن، إن التفكير في الذهاب إلى المريخ "يتّسم بصعوبة أكبر بعد التجربة" التي عاشتها.

وتبلغ مساحة المنزل، الذي أقيم في هيوستن بتقنية ثلاثية الأبعاد 3D ويحمل اسم مارس دون ألفا أو Mars Dune Alpha، ١٦٠ متراً مربعاً.

وكان يتضمّن غرفاً مشتركة وغرف نوم وحديقة نباتية صغيرة. وتمّ استخدام مساحة خارجية زائفة، أُطلق عليها "صندوق الرمل"، أعيد تشكيلها لتكون مماثلة لبيئة المريخ برماله الحمراء، بهدف محاكاة عمليات السير في الفضاء.

وكان المشاركون ينفّذون فيها مهاماً ضمن فرق ومرتدين بدلاتهم، مع تلقي إرشادات من مشارك آخر في الداخل.

خلال هذه المرحلة، افتقدت كيلي "الناس بلا شك"، وتؤكّد أن البُعد عن الأصدقاء والعائلة شعور "تصعب إدارته"، خاصة عندما يواجهون تحديات هائلة، "ولا تقدر على دعمهم في الوقت المناسب".

كما اضطرت للبقاء في المسكن لعام إضافي والاستمرار في ظل صعوبات كثيرة أخرى، "لكنّ افتقدت أحبائي كثيراً". واقتصر التواصل البشري الوحيد لها مع زملائها الثلاثة في الفريق، والذين كانوا يدعمون بعضهم البعض خاصة في حال انخفاض المعنويات.

وكانت تختلف فترة الاتصال مع العالم الخارجي من المدة التي تستغرقها عادة بين الأرض والمريخ، أي ما يصل إلى عشرين دقيقة، ويمكن تسلّم أو إرسال عدد قليل من مقاطع الفيديو الكبيرة جداً.

ومن الصعوبات التي واجهتها هو عدم الشعور بالرغبة بممارسة الأنشطة الخارجية حتى مرحلة متأخرة جداً من المهمة، مع العلم "أننا كنا في بعض الأيام نرغب في الخروج من المسكن، لن أكذب عليكم". كانت وزملائها يشعرون بالملل، وهو "أمر واقعي جداً لرحلة فضائية طويلة كتلك المتوجّهة إلى المريخ". ومع ذلك، تمكّنت من إنجاز أعمال تطريز كثيرة خلال فترة المهمّة.

ساهمت المدة الطويلة للتجربة، في إعادة إنشاء الظروف بشكل واقعي قدر الإمكان، وتمّ تنفيذ مهام طويلة أخرى سابقا، منها في هاواي Hi-SEAS. ولكنّ ناسا لم تكن مسؤولة بشكل مباشر في ذلك الوقت.

وتؤكد هاستون أنّ عملية المحاكاة، لا يمكنها بالطبع توفير إجابات على "مختلف الأسئلة"، لكنها تعتقد أنّ هناك بعض الأمور التي يمكن المساعدة فيها.

خلال المهمّة، جُمعت عيّنات من اللعاب والدم والبول خاصة بهم، بالإضافة إلى تسجيل عادات النوم والأداء الجسدي والمعرفي له. وكذلك سُجّل كل طعام تناوله المشاركون في المهمة، ذلك لأنّ "الطعام مرتبط بمختلف جوانب صحة الإنسان وأدائه"، كما تؤكّد مديرة مهمة ناسا غريس دوغلاس.

وتؤكد أنّ كمية الطعام التي ينبغي اصطحابها تشكّل إحدى المسائل الرئيسية التي يُفترض أن يجيب عليها برنامج شابيا CHAPEA، الذي يتضمّن ٣ مهام من بينها مهمة كيلي هاستون. كما أوضحت دوغلاس أنّ الذهاب إلى المريخ يستلزم احتساب كل غرام من الأمتعة، لذا يُعدّ التمييز بين ما هو ضروري وغير ضروري أمراً أساسياً.

ولم تتم معاينة سوى تفاصيل قليلة بشأن المهام المعيّنة التي تم إنجازها، أو العقبات التي تصوّرتها وكالة ناسا لاختبار الطاقم، لأن معظمها سيتعيّن تكراره من أجل جمع أقوى بيانات ممكنة. ومن المقرر إنجاز المهمة الثانية في العام 2025.