مقاهي الجزائر تبيع القهوة "بخسارة"

في واحد من أقدم محلات رحي البن في العاصمة، يعيش سمير واقعا مشابها، إذ يعمل فيه مع والده الذي ورثه عن والده أيضا. ورحي، طحن، البن حرفة قديمة في الجزائر، كما يحكي سمير لبلينكس.

ويضيف أن أسعار البن المرتفعة دفعت الكثيرين لغلق محلاتهم، وقد تكون سبباً لزوال هذه الحرفة القديمة، فقد دفعته هذه الأسعار المرتفعة للتخلي عن عاملين، وتقاسم فترة العمل مع والده، بين فترتي الصباح والمساء.

ووصف سمير تراجع هامش ربحه بالـ"الدرجة الدنيا".

إذ قال: "قبل شهر رمضان كانت أسعار الكيلوغرام الواحد من القهوة ألف دينارا أي ما يعادل نحو 7.42 دولارا، وبعده مباشرة ارتفعت إلى ألف و320 دينارا وبقيت على هذا السعر لمدة 3 أشهر تقريباً، ثم عادت للارتفاع خلال الأسابيع الثلاثة من يوليو إلى ألف و600 دينارا، قبل أن تصل إلى ألف و800 دينارا في الأسبوع الأخير من يوليو"، أي أن أسعار البن ارتفعت 50% منذ النصف الثاني لشهر أبريل الماضي.

في محل سمير آلة تقليدية كهربائية واحدة لرحي القهوة، يقول إنها لم تعد تعمل كما كانت، ليس لعطب فيها، بل لتراجع الكميات التي يقتنيها المحل ومعها انخفاض كمية استهلاك الجزائريين، فمن كان يقتني كيلوغراماً من البن، أصبح يكتفي بربعه الآن.

ويعتقد سمير أن السبب لارتفاع سعر البن يعود لارتفاع الأسعار بالأسواق العالمية بفعل تراجع إنتاج الدول المصنّعة للقهوة.

ويظن أيضا أن "سبب محلي زاد من ارتفاع الأسعار، يتمثل في بقاء السلعة المستوردة لفترات طويلة بموانئ الجزائر، وهو ما يؤدي إلى خفض العرض بالأسواق المحلية ما يدفع بالأسعار إلى الزيادة".

أقرت الحكومة الجزائرية 3 إجراءات عاجلة لكبح أسعار القهوة التي سجلت ارتفاعاً في الأسواق العالمية، الإثنين ٢٩ يوليو.

وعقدت الحكومة الجزائرية اجتماعاً "خاصاً لدراسة التدابير اللازمة في سياق ارتفاع أسعار البن العالمية وانعكاسه على السوق المحلية"، بحسب بيان لمجلس الحكومة الجزائرية. وتم اتخاذ 3 قرارات "تضمن تزويد السوق بالمواد ذات الاستهلاك الواسع وضمان حماية القدرة الشرائية للمواطن"، وتضمنت الإجراءات:

• المرافقة ذات الطابع الجبائي للمتعاملين الاقتصاديين الناشطين في هذا المجال من خلال إقرار تخفيضات جبائية.
• تسقيف هوامش الربح عند الاستيراد والتوزيع بالجملة و التجزئة.
• تخصيص رواق أخضر خاص للمستوردين من قبل مصالح الجمارك لتسهيل إجراءات استيراد هذه المادة.

وفق آخر تقرير لمنظمة القهوة العالمية الصادر في مايو الماضي، وتصدر الجزائر قائمة الدول العربية الأكثر استهلاكاً للقهوة بكمية 126 ألف طن سنوياً.

وفي مارس الماضي، كشف "مكتب التجارة الفيتنامي" بأن احتياجات الجزائر من حبوب البن تصل سنوياً إلى 130 ألف طن بقيمة 300 مليون دولار.

ومن أبرز موردي الجزائر بالبن:

• الفيتنام.
• البرازيل.
• إيطاليا.
• أوغندا.
• ساحل العاج.
• إندونيسيا.