موسم إملشيل المغربي.. لماذا يثير حفل زفاف جماعي الجدل؟

مبارك لجميع أزواج موسم إملشيل المغربي، حدث مميز في جبال الأطلس الكبير يحتفي بأولاد وبنات المنطقة من خلال أعراس جماعية، ويستقطب الحفل زوارا من كل أنحاء البلاد ومن خارجها كذلك.

لكن ليست الأفراح وحدها التي ترافق هذا الموسم، بل ترافقه بعض الأصوات التي تنتقد طريقة إحيائه، والتي ترى أنه "الموسم الذي تعرض فيه النساء للمارة".

بالرغم من ذلك، ينفي أهالي المنطقة هذه الانتقادات، ويؤكدون أن كل الفتيات على معرفة مسبقة بأزواجهن، والموسم ما هو إلا فرصة للاحتفال والفرح بإتمام مراسم الزواج.

الموسم الذي انتهى في 21 سبتمبر 2024، يمثل عودة بعد غياب السنة الماضية بسبب زلزال الحوز.

قبل أن يصبح "موسم إملشيل" مناسبة لإقامة زيجات جماعية، كان في الأصل موسما دينيا يزور فيه الناس ضريح ولي يسمى "سيدي أحمد والمغني" الذي تجلّه قبائل الأطلس الكبير.

ولأنه كان مناسبة يجتمع فيها أهالي القرى البعيدة، تحول مع مرور الزمن إلى موسم "خطوبة جماعية" للشباب الآتين من مناطق نائية لا وجود فيها لجهات رسمية توثق زيجاتهم.

ويرى الشباب والفتيات في هذا التقليد السنوي فرصة للاحتفال والفرح بإتمام مراسم زواجهم.

هل تباع النساء حقا في موسم إملشيل؟

يزعم منتقدو الموسم أن النساء يعرضن فيه كل سنة للمارة كما تعرض بضاعة للبيع، لكن الباحث في تراث المنطقة عسو أوجبور، أكد في حديثه لبلينكس أن هذه الانتقادات خاطئة.

يحكي أن كل الفتيات والفتية الذين يتم عقد قرانهم خلال أيام الموسم، يكونون على معرفة سابقة ببعضهم، ويختارون إتمام مراسم الزواج في حفلات جماعية نظرا للتكلفة الضئيلة التي يتيحها لهم هذا الاختيار.

ويستفيد الأزواج من هدايا وحفلات مجانية تقيمها جهات مختلفة، تعفي عنهم نفقات الزفاف الباهظة، بحسب قول أوجبور.

وعن تفاصيل هذا الزواج، يشرح الباحث أنها تتم داخل خيمة واحدة ترتدي فيها النساء زي المنطقة التقليدي، كما يرتدي الرجال "الجلباب الأبيض" وبعد توثيق الزيجات تنطلق الاحتفالات والأهازيج.

إلى جانب ذلك، يشهد الموسم إحياء سهرات غنائية، تحت مسمى "مهرجان موسيقى الأعالي" المشهور بالموسيقى التراثية والفلكلور الذي تشتهر به جبال الأطلس الكبير.

كما أنه مناسبة لتحريك اقتصاد المنطقة ويشكل متنفسا موسميا لسكان القرى البعيدة، بحسب الباحث.