سويت نوفمبر.. الحب والرجال

في عام 2001، رسخ فيلم "سويت نوفمبر" أسطورة الشهر الذي يجلب الحب والتفاؤل للناس في بعض الدول، وحول الأمر إلى ما يشبه بالاحتفال العالمي بهذا الشهر الذي يأتي معه الحب والبهجة.

الفيلم الشهير من بطولة كيانو ريفز وتشارليز ثيرون، يحكي قصة رجل وامرأة تتشابك أقدارهما وتتغير معا إلى الأبد، عندما يقعان في حب بعضهما البعض خلال عيشهما في سان فرانسيسكو.

وتدور قصة الفيلم الذي أصبح علامة بارزة يتهافت الجمهور على إعادة مشاهدته في بداية نوفمبر من كل عام، حول شاب متحمس يُدعى نيلسون يلتقي بفتاة اسمها سارة، وبعد بداية متوترة بينهما يتقابلان مجددا وتبدأ قصة حب مليئة بالمواقف الكوميدية والرومانسية.

الفيلم ارتبط اسما بشهر نوفمبر، والطقس الذي تم التصوير خلاله يتشابه مع الطقس الخريفي المائل للشتاء، ما يجعل مشاهدة "سويت نوفمبر" والاستمتاع بقصة سارة ونيلسون أمرا معتادا لدى البعض.

ومع تطور التواصل عبر الإنترنت، اكتسبت جملة "سويت نوفمبر" رواجا أكبر وشهرة طاغية، وباتت تقرع الأذان وتمر أمام الأعين عند تصفح الإنترنت في بداية نوفمبر.

تقول أسطورة صينية قديمة إن شهر نوفمبر مناسب للوقوع في الحب، وعلى عكس ذلك يحتفل الصينيون بالحادي عشر من نوفمبر كل عام بما يعرف بعيد العُزاب.

ويعود الاحتفال الغريب لقصة حول قيام 4 طلاب ذكور درسوا في جامعة نانغينع عام 1993 بتغيير الفكرة السلبية التي تؤخذ على العزاب الذين لم يرتبطوا بأنثى بعد، وقرروا الاحتفال بكونهم غير مرتبطين في هذا اليوم من كل عام.

وفي مصر، يحتفلون في الرابع من نوفمبر من كل عام بعيد الحب، رغم أن موعد الاحتفال العالمي به يكون في 14 فبراير، وهي مناسبة لا يتأخر عنها المصريون أيضا.

وتعود فكرة احتفال المصريين بيوم مختلف لعيد الحب إلى عام 1974، عندما نشر الكاتب الصحفي الشهير مصطفى أمين مقالا طرح من خلاله فكرة الاحتفال بيوم السبت 4 نوفمبر بعيد الحب.

أمين قال إن عيد الحب المصري سيكون حبا لله والوطن والأسرة والجيران والأصدقاء والمجتمع والناس جميعهم، مشيرا إلى أهمية وتأثير الحب على الجميع، مطالبا بتغيير صفات وأخلاق المجتمع آنذاك للأفضل.

وبعنون "نقع في الحب خلال نوفمبر" طرح سيمبليتش أغنية عام 2021، أصبحت ضمن سمات الاحتفال بشهر نوفمبر، وتحظى بنسب مرتفعة للاستماع على منصة "سبوتيفاي" خلال هذا الشهر.

وبعيدا عن الحب والتفاؤل، ينتظر الرجال شهر نوفمبر من أجل أشياء أخرى تتعلق بصحتهم، حيث تنشط حملات تبرعات وتوعية للعناية بصحة الرجال ومحاربة الكثير من الأمراض على رأسها سرطان البروستاتا.

وتأسست في عام 2003 مؤسسة "موفمبر" في الولايات المتحدة من أجل التوعية بصحة الرجال ومساعدتهم على هزيمة سرطان البروستاتا على وجه الخصوص، بعد أن وصلت نسبة الإصابة بالمرض إلى 1 من كل 7 رجال.

ولتوعية الرجال الذين لا يعرفون أن شهر نوفمبر تم تخصيصه للتوعية، أطلقت "موفمبر" فكرة تربية الشوارب خلال نوفمبر من كل عام، حتى يتوحد شكل الرجال تقريبا ويُساعد ذلك على الرواج للفكرة.

المؤسسة الأميركية استطاعت جمعت 559 مليون دولار منذ تأسيسها، ويقول الطبيب المتخصص في السرطان بجامعة ديوك، أندرو أرمسترونغ، إن المؤسسة هدفعها جمع التبرعات وزيادة الوعي بقضايا صحة الرجال.

ويقول أرمسترونغ أن الحملة التي تنشط في نوفمبر تعمل على علاج المرضى بشكل فعال، وإبقاء الرجال في قمة أدائهم، وتركز على جهود البحث لمساعدة الرجال على البقاء على قيد الحياة لفترة أطول مع نوعية حياة صحية ومميزة.

ويعتمد الأطباء على وجه الخصوص على تربية الشارب في نوفمبر، ويقول اخصائي أوراك المسالك البولية مايكل فيراندينو، إن نمو الشارب يلفت نظر المرضى والمارة في الشارع، ويجعل الجميع يسأل عن السبب، ما يساعد على نشر الفكرة بشكل أكبر بين مجتمع الرجال ولفت نظرهم إلى هذه القضايا.