بعد شريحة الدماغ.. ماسك يعود بتجربة مثيرة على إكس

قدمت منصة إكس خدمة جديدة من خلال الذكاء الاصطناعي، تعتمد على الحصول على بيانات طبية للمستخدمين لتحليلها والرد عليها بالتشخيص الدقيق لحالتهم.

وعبر حسابه على المنصة كتب ماسك: "ما زلنا في مرحلة مبكرة، لكنها دقيقة بالفعل، وستصبح أفضل فيما بعد، ونأمل في تغذية الأداة الجديدة بالفحوصات الطبية للمستخدمين من أجل تفسيرها بدقة".

وعلى الفور تفاعل آلاف المستخدمين وشاركوا سجلاتهم الطبية، التي نجحت أداة "غروك" الموجودة على إكس في تشخيص بعضها، إذ قال أحد المستخدمين: "أرسلت فحصا لورم دماغي، ولم يكن الأمر سيئا على الإطلاق حول التقرير الطبي الذي تلقيته من أداة غروك"، بينما فشلت في تشخيص وقراءة فحوصات أخرى عندما شخّصت صورة أشعة لأحد المستخدمين المصاب بكسر في عظام الترقوة، بأنها إصابة بخلع في الكتف.

أستاذ المعلومات الطبية الحيوية في جامعة فاندربيلت، برادلي مالين، قال لصحيفة نيويورك تايمز: "هذه معلومات شخصية للغاية، لا يجب إرسالها إلى غروك، فنحن لا نعرف بالضبط ماذا سيفعل بها".

ويحمي القانون الفيدرالي الأميركي المعلومات الطبية للمرضى، حتى عندما يتم مشاركتها إلكترونيا، من خلال متطلبات التأمين الصحي، ولا يمكن استخدامها دون موافقة صاحبها.

وأضاف مالين: "نشر هذه المعلومات الشخصية الطبية على غروك يعني أن المستخدم يقول يا إلهي.. دعنا ننشر هذه البيانات في العلن لأي شخص، وافعلوا بها ما تريدون".

ومن جانبه يقول الأستاذ المساعد لأخلاقيات الطب والسياسة الصحية في جامعة بنسلفانيا، ماثيو ماكوي: "لا أشعر بالراحة بكل تأكيد كمستخدم يكشف عن بياناته الصحية لأداة ذكاء اصطناعي على الإنترنت".

تنامت مخاوف مع إعلان ماسك عن الأداة الجديدة، حول إمكانية اعتماد البعض عليها في المستقبل لتشخيص الأمراض، بدلا من الذهاب إلى المستشفى أو الطبيب المعالج.

ويؤدي الحصول على نتائج غير دقيقة، ومعلومات صحية مضللة إلى إجراءات اختبارات أو رعاية أو علاج بشكل خاطئ، ما يؤثر سلبا على صحة المستخدمين، وكذلك على المستوى الاقتصادي بسبب ارتفاع تكلفة الفحوصات.

وعلقت الطبيبة ساريا، مؤسسة شركة "بايسيان هيلث" التي تعمل على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمؤسسات الرعاية الصحية والطبية الولايات المتحدة، مؤكدة أن الحصول على نتائج دقيقة يتطلب بيانات عالية الجودة ومتنوعة.

وأضافت ساريا لصحيفة نيويورك تايمز: "يتم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على إنتاج نتائج طبية دقيقة من خلال تغذيته ببيانات متنوعة في الطب والتكنولوجيا وتصميم المنتجات الطبية. والأمر يشبه إلى حد ما كيميائيا هاويا يخلط المكونات في حوض المطبخ".

ويعول القطاع الصحي رغم ذلك على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجارب المرضى والرعاية الصحية، بسبب قدرته على قراءة صور الأشعة السينية وتحليل بيانات المرضى بشكل دقيق وسريع.

في يناير الماضي، قال إيلون ماسك إن أول تجربة على الإطلاق لزراعة شريحة في مخ بشري نُفذت بالفعل، وأن الحالة التي خضعت للتجربة بدأت التعافي بشكل جيد. وأضاف ماسك وقتها أن "النتائج الأولية تظهر اكتشافا واعدا لأشواك الخلايا العصبية"، وذلك بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على إجراء التجربة الفريدة من نوعها.

قبل ذلك، حصل ماسك على موافقات من بعض الراغبين في المشاركة في مرحلة التجارب السريرية لزراعة الشريحة الإلكترونية في الدماغ.

وقالت شركة نيورالينك التي يملكها ماسك وتعمل على تجارب الشريحة الدماغية، إن التجربة هدفها التحكم من خلال الأفكار والدماغ في العديد من الأشياء الإلكترونية دون بذل مجهود، حيث سيتمكن الناس من التحكم في مؤشر الكمبيوتر ولوحة المفاتيح من خلال الأفكار فقط، وفقا لرويترز.

وواجه ماسك وشركته هجوما واسعا بسبب العبث بالدماغ البشرية وتحويلها إلى روبوت أو حاسوب إلكتروني، وظهرت دعوات للتدقيق حول بروتوكولات السلامة الخاصة بالتجارب.

وفي مايو الماضي أعلنت الشركة ذاتها بداية العمل على التجربة الثانية لزرع شريحة أخرى في الدماغ، وفقا لشبكة سي إن إن، مع التأكيد على إجراء تعديلات لتحسين الوظائف.