جيزيل بيليكوت.. "وجه الشجاعة" يُلهم العالم

قوبلت شجاعة جيزيل بإشادات واسعة من الطبقة السياسية والمجتمع المدني في فرنسا، وامتد تأثيرها ليصل إلى اهتمام دولي، حيث أطلق عليها اسم "وجه الشجاعة" في الصحافة الدولية.

في هذا الشأن، نشر رئيس الجمهورية الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على حسابه بموقع إكس بعد يوم واحد من صدور الحكم: "شكرا جزيلا، جيزيل بيليكو، على هذا الموقف النبيل باسم العدالة الذي واجهت من أجله المحنة بكل شموخ. شكرا لكِ من أجل النساء، اللواتي لديهن الآن نموذج ملهم يتحدث ويدافع عنهن. وشكرا لك من أجلنا جميعا، لأن كرامتكِ وشجاعتكِ أثرت وألهمت فرنسا والعالم".

كما أشادت فاليري بيكريس، رئيسة حزب الجمهوريين لمنطقة إيل دو فرانس، بجيزيل بيليكو ووصفتها بأنها "امرأة كريمة ومستقيمة في مواجهة جلاديها"، بينما أثنى جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني، على شجاعتها في مواجهة مهاجميها علنا ورفضها المحاكمة خلف أبواب مغلقة.

دوليا، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن إعجابه بجيزيل بيليكو التي "منحت صوتا قويا للنساء في جميع أنحاء العالم"، مؤكدا أن "العار يظل دائما من نصيب المعتدي". أما في الولايات المتحدة، فقد وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها "وجه الشجاعة"، مشبّهة إياها بشخصيات أيقونية مثل المتظاهر في ميدان تيانانمن و"المرأة باللون الأحمر" من احتجاجات تركيا عام 2013.

تتراوح أعمار الرجال المدانين في القضية بين 26 و74 عاما، وشملت مهنتهم مهنا متنوعة مثل التمريض، العمل الزراعي، الصحافة، والجيش. معظمهم من سكان جنوب شرق فرنسا، وكان بعضهم قد أدين سابقا بجرائم عنف منزلي واعتداءات جنسية.

من بين الـ50 متهما، تم الحكم على 15 منهم بالسجن لمدة 8 سنوات. في المجمل، حصل 41 رجلا على أحكام بالسجن، بما في ذلك 18 كانوا بالفعل خلف القضبان أثناء المحاكمة. وتم إصدار أحكام مع وقف التنفيذ بحق 3 متهمين بسبب حالتهم الصحية، بينما أُطلق سراح 6 آخرين بسبب مدة الحبس التي قضوها مسبقا. أما أحد المتهمين، فهو فارّ وتمت محاكمته وإصدار الحكم عليه غيابيا.

وبينما اعتذر عدد من المتهمين أمام المحكمة، زعم آخرون أنهم كانوا ضحايا تلاعب من دومينيك بيليكو، الذي استخدم منصات إلكترونية لاستقطاب الرجال لهذه الجرائم.

كان المفاجئ في هذه القضية التي شغلت الرأي العام الفرنسي هو أن تكون المحامية التي دافعت عن دومينيك بيليكو، المتهم باغتصاب زوجته جيزيل بيليكو وتسهيل اغتصابها من قبل العشرات، امرأة.

ماري زافارو، المحامية التي قبلت الدفاع عن رجل متهم بجرائم بشعة ضد امرأة، كانت تدرك تمامًا أنها ستواجه العالم بأسره وحدها مع موكلها. في تصريح جريء يعكس العزلة التي شعرت بها، قالت زافارو: "إنها أنا وهو ضد العالم بأسره".

رغم الانتقادات العنيفة التي وُجهت إليها من وسائل الإعلام والجمهور، أكدت زافارو أنها ترى في هذه القضية اختبارًا لالتزامها بالمبادئ الأساسية للعدالة، والتي تضمن لكل متهم، بغض النظر عن فداحة الاتهامات، الحق في الحصول على دفاع قانوني. مع ذلك، لم يكن بإمكانها تجاهل الصراع الأخلاقي الذي كانت تواجهه، حيث وقفت بين واجبها المهني وتعاطفها الإنساني كمرأة.