مجتمع

لتعزيز الانتماء.. ما قصة "علم لكل منزل" في الأردن؟

نشر
Jordan-blinx
ضجت منصات التواصل الاجتماعي في الأردن بقرار رسمي بإلزامية وجود سارية في كل مبنى لرفع علم المملكة بما يسهم في تعزيز الانتماء وترسيخ الهوية الوطنية الأردنية.
وتنوعت الردود بعد أن أقر مجلس الوزراء، نظاماً معدلاً لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقُرى لسنة 2025، تضمن إلزام المباني المرخصة الجديدة بوضع سارية علم أمام كل منزل أو مبنى.
وجاء ذلك لاستخدام السارية في المناسبات العامة، لتمكين المواطنين من الاحتفال بالمناسبات الوطنية من خلال رفع العلم، وبما يسهم في تعزيز الانتماء وترسيخ الهوية الوطنية الأردنية.
وفيما تركزت ردود المواطنين على منصات التواصل حول أهمية هذا القرار، باعتبار العلم رمزاً للهوية الوطنية والسيادة والانتماء، طالب آخرون بالاهتمام بالقضايا الاقتصادية التي تمس المواطن الأردني بشكل مباشر.

"مرحلة التحديث السياسي"

وفقًا لبيانات التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015، بلغ عدد المساكن في الأردن نحو 2.35 مليون مسكن، منها 432 ألفا و291 مسكنًا غير مأهول، أي بنسبة 19.6% من إجمالي المساكن، وهذا التعداد هو الأحدث المتوفر، ومن هنا فإن التوقعات تصب في اتجاه وجود أكثر من 2 مليون مسكن.
في المقابل أكد رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية، فراس القبلان لبلينكس أن هذه الفكرة جيدة وانطلقت من محورين:
  1. تثبيت الهوية الوطنية
  2. تعزيز الانتماء للوطن
وأضاف أن رفع العلم مسألة متداولة لدى كثير من دول العالم، فالعلم هو هوية جامعة لأطياف المجتمع الأردني كافّة، وأن الأردنيين بطبيعة الحال في المناسبات الوطنية يرفعون العلم على منازلهم بشكل لافت، قائلا "ولتنظيم هذا الأمر جاءت فكرة السارية، ونحن في المملكة نمر بمرحلة التحديث السياسي والاقتصادي والإداري ويهمنا تعزيز الانتماء وتوطيده لننجح في هذا التحديث"، حسب ما يقول القبلان.

"الأردن للأردنيين حرفيا"

أما أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية د. حسين خزاعي، فيجد أن رفع العلم في المناسبات الوطنية هو طريقة للتعبير من أبناء المجتمع عن مدى التفافهم حول الوطن والقيادة، وهي رسالة وطنية أردنية، تؤكد مدى متانة النسيج الوطني.
وأشار خزاعي لبلينكس إلى أن العلم يؤشر على أن الأردن دولة مستقلة وذات سيادة، مضيفا: "توقيت الخطوة جاءت في ظل أوضاع إقليمية متوترة كبيرة، وفي ظل محاولات لتهجير الفلسطينيين، رفع العلم يعني حرفياً أن الأردن للأردنيين، وأمنه واستقراره أهم من كل المشاكل الأخرى التي يعاني منها، فالمشكلة الاقتصادية هي مشكلة مزمنة، ولكن العبث في استقرار الأردن هو خطر يجب أخذه بعين الاعتبار".
ووفقا للقانون الأردني فهناك عقوبات صارمة على المخالفات المتعلقة باستخدام العلم الأردني أو الأعلام الأجنبية، إذ نصت المادة (12) قانون الأعلام الأردنية لسنة 2004 على الحبس من 6 أشهر إلى سنتين، وغرامة مالية تتراوح بين 1000 و3000 دينار لكل من يسيء عمداً إلى العلم الأردني بالتمزيق، أو الإهانة، أو بأي وسيلة تهدف إلى الإساءة.
وبحسب القانون، يُعاقب كل من رفع أو استعمل الأعلام الأجنبية دون إذن رسمي مسبق من الحاكم الإداري، بالحبس من 3 إلى 6 أشهر أو غرامة تصل إلى 1000 دينار.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة