كيف تستعد ألمانيا أمنيا لـ"يورو 2024"؟

على الرغم من طمأنة وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الجميع، بعدم وجود أي مؤشرات ملموسة حاليا لحدوث تهديدات أمينة، إلا أن هنالك 4 محاور تشغل بال سلطاتها قبل انطلاق البطولة.

وعن ذلك قالت فيزر في تصريحات نقلها موقع دويتشه فيله: "ينحصر نطاق المهددات الأمنية حاليا في كل من الهجمات الإرهابية للمتطرفين، و(الهوليغانز) ومثيري الشغب خارج الملاعب، بجانب الأفراد أصحاب الميول العنيفة، وختاما بالهجمات السيبرانية"، مشيرة إلى أن الشرطة ستكون حاضرة في أي تجمع كبير للناس خلال البطولة.

ودعت فيزر إلى تعزيز الضوابط بشكل أكبر في المحطات الطرقية والمطارات لتجنب أي حوادث كبيرة، وقالت إنه لا يمكن بأي حال ضمان الأمن بنسبة 100%.

رغم تصاعد الحراك في عدد من الدول الأوروبية طوال النصف الأول من هذا العام، والمتمثل في المظاهرات وردود الأفعال حول مجريات الحرب في غزة، فإن أول تهديد مباشر للرياضة في القارة العجوز ظهر في 9 أبريل الماضي.

ويتعلق الأمر بمنشور لتنظيم داعش، هدد فيه بالقيام بعمليات إرهابية في 4 ملاعب أوروبية كانت تستعد لاستضافة مباريات ذهاب ربع نهائي أبطال أوروبا، والملاعب هي سانتياغو برنابيو وواندا ميترو بوليتانو بالعاصمة الإسبانية مدريد وملعب الإمارات في لندن وملعب حديقة الامراء في باريس.

وترتب على تلك التهديدات رفع حالة التأهب الأمني في الدول الأربع، واستمر لاحقا في دور نصف النهائي بكل من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، ثم في النهائي بلندن، فيما أخذت ألمانيا تلك التهديدات إلى يورو 2024.

وفي سياق آخر، شهدت ألمانيا الجمعة قبل الماضية حادثة طعن بسكين، قام بها شاب (25 عاما)، ليصيب 6 أشخاص بجروح خطيرة خلال تجمع يميني في مدينة مانهايم، وأسفرت عن وفاة شرطي ووفاة الجاني رميا بالرصاص.

وبعدها بأيام، تلقت الشرطة الألمانية بلاغا عن "وضع خطير للغاية" خلال مباراة ألمانيا أمام أوكرانيا وديا، التي انتهت بالتعادل السلبي، الاثنين الماضي، ويتعلق الأمر بجسم خطير خارج ملعب المباراة بمدينة نورمبرغ، قبل أن تعلن الشرطة بأنه بلاغا كاذبا.

بحسب صحيفة بيلد، فإن السلطات الأمنية الألمانية، بصدد نشر 22 ألف رجل أمن من الشرطة الفيدرالية، مهمتهم تأمين الحدود، والملاعب، ومحطات القطارات، والمطارات، ومناطق المشجعين.

ووفقا للمصدر ذاته، ستتكون هذه القوات من 25 وحدة شرطة و50 وحدة مراقبة متنقلة، إلى جانب العديد من أفراد الشرطة السريين داخل محطات القطارات.

وستتلقى ألمانيا تعزيزات أخرى من دول منطقة الشنغن، قوامها 580 ضابطا، بجانب 16 ألف متطوع ألماني سيهتمون بتنظيم وحماية المشجعين.

ومن ضمن خطط وزارة الداخلية أيضا، مراقبة حدود ألمانيا ونشر نقاط تفتيش على الحدود كل من فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا والدنمارك وبلجيكا.

ومن ضمن الخطة سيحظى منتخب أوكرانيا بإجراءات أمنية استثنائية، وسينتشر حول أي ملعب لمباراته نحو 1800 مسؤولا أمنيا لتأمينه.

وستكون هنالك إجراءات أكثر صرامة حول دخول السيارات إلى مناطق المشجعين، والتي يتوقع أن تحتضن نحو 12 ألف مشجع، خوفا من تسرب الاسلحة والمتفجرات، فيما سيتم تفتيش الجماهير القادمين سيرا على الأقدام كذلك.

واحدة من رهانات ألمانيا الأمنية، هو غرفة خاصة للتنسيق بمقر مركز التعاون الشرطي الدولي في مدينة نويس بألمانيا، ستجمع نحو 300 خبيرا في المجال، برفقة السلطات الأمنية الألمانية ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ويوربول.

ويزيد أفراد الدول في هذه الغرفة وفقا لعدد جماهيرها في القادمة إلى ألمانيا، وهنا، ستكون بريطانيا الأكثر حضورا، إذ يتأهب 300 ألف بريطاني لمساندة إنكلترا واسكتلندا في البطولة.

من جهة أخرى، وبعد انتشار تقارير عن استعدادات روابط الأولتراس والهوليغيانز بألمانيا لمعارك مع نظرائهم البريطانيين، قامت الشرطة البريطانية بمنع 1600 مشجع (أصحاب سوابق العنف) من السفر خلال فترة البطولة، وطالبتهم بتسليم جوازات سفرهم بداية من 4 يونيو، ومن يتخلف عن التسليم يعاقب بالسجن.

وبحسب ديلي ميل، أوقفت السلطات الأمنية البريطانية الموسم الماضي 2264 مشجعا في حوادث عنف، وهي أكبر نسبة في البلاد منذ 2011.